يتناول الحكم رقم 22835 الصادر في 14 أغسطس 2024، والذي أصدرته محكمة النقض، موضوعًا ذا أهمية كبيرة في مجال قانون الملكية والارتفاقات. على وجه الخصوص، أعربت المحكمة عن رأيها بشأن الاستخدام التعسفي للارتفاق والأساليب المتبعة للتعويض عن الضرر الناجم عن هذا السلوك. يهدف هذا المقال إلى تحليل النقاط البارزة في القرار، بهدف جعل المبادئ القانونية الواردة فيه مفهومة.
كان النزاع يدور بين د. (ب.) ضد س. (ب.)، حيث ادعى الأول أن الأخير كان يمارس ارتفاقًا بشكل تعسفي مما يضر بحقه في الملكية. رفضت محكمة تورينو الابتدائية، في الدرجة الأولى، طلب د.، لكن محكمة النقض، في الاستئناف، أوضحت بعض الجوانب الأساسية المتعلقة بالتعويض عن الضرر. أكدت المحكمة أن الإضرار بالحق في الملكية، الناتج عن الاستخدام التعسفي للارتفاق، ينتج عنه ضرر بحد ذاته.
بشكل عام. الإضرار بالحق في الملكية، الناتج عن الاستخدام التعسفي للارتفاق، ينتج عنه ضرر بحد ذاته، وبالتالي فإن إثباته لا يتطلب نشاطًا إثباتيًا خاصًا، بحيث يتعين على القاضي، للتعويض عنه، أن يتصرف وفقًا للمادة 1226 من القانون المدني، مع اعتماد، عند الاقتضاء، معيار تقديري للتعويض العادل.
هذا المقطع من الحكم بالغ الأهمية: فهو يعبر عن المبدأ الذي مفاده أنه لا يلزم تقديم دليل محدد لإثبات الضرر الذي تم تكبده بسبب إساءة استخدام الارتفاق. هذا يعني أن الضرر مفترض، وللقاضي سلطة تحديد التعويض بناءً على معايير عادلة، وفقًا لما هو منصوص عليه في المادة 1226 من القانون المدني. هذا النهج يبسط بشكل كبير موقف المتضرر، لأنه لا يتعين عليه تحمل عبء إثبات حجم الخسارة بالتفصيل.
باختصار، أرست محكمة النقض سابقة هامة في مجال الارتفاقات وحق الملكية، موضحة أن الإضرار بحقوق المالك، الناجم عن الاستخدام التعسفي للارتفاق، يؤدي تلقائيًا إلى الحق في التعويض، مما يبسط بذلك الوصول إلى العدالة لضحايا هذه الانتهاكات.
يُعد الحكم رقم 22835 لسنة 2024 خطوة هامة لحماية حقوق الملكية في إيطاليا. من خلال التأكيد على مبدأ افتراض الضرر وإمكانية التقدير العادل، تقدم محكمة النقض أداة قانونية فعالة لأولئك الذين يواجهون انتهاكات تتعلق بممارسة الارتفاقات. لا يوضح هذا القرار الموقف القانوني للمالكين فحسب، بل يمثل أيضًا دعوة لمزيد من المسؤولية في ممارسة حقوق الارتفاق، وتعزيز التوازن بين حقوق المالكين المختلفين.