يقدم الحكم الأخير رقم 13806 المؤرخ في 7 مارس 2023، والذي تم إيداعه في 3 أبريل 2023، رؤى هامة حول مبدأ حظر "إعادة النظر نحو الأسوأ" (reformatio in peius) في سياق القانون الجنائي الإيطالي. هذا المبدأ، المنصوص عليه في المادة 597، الفقرة 4 من قانون الإجراءات الجنائية، أساسي لضمان عدم تعرض المتهم لتشديد العقوبة نتيجة لاستئناف الطرف الخاسر. أوضحت محكمة النقض، في هذا القرار، طرق تطبيق هذا الحظر، لا سيما في حالة الجرائم المستمرة.
في القضية المعروضة، كان المتهم م. س. قد أُدين بجرائم مستمرة، ولكن محكمة الاستئناف في باري ألغت لاحقًا جزئيًا الإدانة للجريمة الأكثر خطورة، وأحالت المسألة إلى قاضي الإحالة لإعادة تحديد العقوبة للجريمة المتبقية. ومع ذلك، زاد قاضي الإحالة العقوبة للجريمة الفرعية، متجاوزًا ما تم تحديده في الحكم الأول. أدى هذا الإجراء إلى انتهاك حظر "إعادة النظر نحو الأسوأ".
حظر "إعادة النظر نحو الأسوأ" - جريمة مستمرة - إلغاء جزئي للإدانة للجريمة الأكثر خطورة - إعادة تحديد العقوبة – سلطات قاضي الإحالة – نطاق وحدود حظر "إعادة النظر نحو الأسوأ" - وقائع القضية. في إجراء الإحالة عقب إلغاء الإدانة للجريمة الأكثر خطورة فقط، لا يلتزم قاضي الإحالة، عند تحديد عقوبة الجريمة المتبقية، الأقل خطورة، بكمية العقوبة المحددة كزيادة بموجب المادة 81، الفقرة الثانية، من القانون الجنائي، ولكن، بموجب قاعدة حظر "إعادة النظر نحو الأسوأ"، لا يجوز له فرض عقوبة تشكل، من حيث النوع والكمية، تشديدًا للعقوبة المحددة، في الحكم السابق للإلغاء الجزئي، كأساس لحساب الزيادات على سبيل الاستمرارية.
يعد مبدأ حظر "إعادة النظر نحو الأسوأ" مبدأً أساسيًا يحمي حق المتهم في الدفاع، ويمنع الاستئناف من أن يؤدي إلى إدانة أشد. يجد هذا المبدأ جذوره في مبدأ الشرعية والحق في محاكمة عادلة، المكفولين بموجب الدستور الإيطالي والاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان. بناءً على هذا المبدأ، يلتزم قاضي الإحالة بعدم تشديد العقوبة المحددة بالفعل في الدرجة الأولى من المحاكمة، ما لم تكن هناك أدلة جديدة تبرر هذا القرار.
يمثل الحكم رقم 13806 لسنة 2023 تأكيدًا هامًا لمبدأ حظر "إعادة النظر نحو الأسوأ" وحقوق المتهم في المحاكمة الجنائية. يؤكد على أهمية ضمان احترام قاضي الإحالة للحدود التي تفرضها السوابق القضائية، وتجنب فرض عقوبات أشد دون مبرر كافٍ. هذا المبدأ لا يحمي المتهمين فحسب، بل يساهم أيضًا في ضمان العدالة والإنصاف في النظام القضائي. الوضوح والاتساق في تطبيق هذه القواعد أمران أساسيان للحفاظ على ثقة المواطنين في النظام القانوني.