في المشهد المعقد والديناميكي للقانون الضريبي، تمثل قرارات محكمة النقض منارات لا غنى عنها لتوجيه دافعي الضرائب والمهنيين. يقدم الحكم رقم 30098 لعام 2025 الصادر عن محكمة النقض الجنائية توضيحًا أساسيًا بشأن إمكانية تكوين جريمة التعويض غير المشروع في حالة التحمل الضريبي. هذا القرار، الذي شمل المتهم د. ل. م.، يؤكد على أهمية التفسير الصحيح للقواعد ويحذر من الممارسات التي، على الرغم من أنها تبدو مشروعة ظاهريًا، قد تخفي مخالفات جنائية خطيرة.
التعويض هو أداة ضريبية تسمح بتسوية الديون الضريبية باستخدام الأرصدة المستحقة لدى الإدارة المالية. المادة 17 من المرسوم التشريعي رقم 241 لعام 1997، التي تنظمها، واضحة: يجب أن يتم التعويض بين نفس الأشخاص في العلاقة الضريبية. هذا المبدأ للهوية الذاتية هو حجر الزاوية في النظام. قد يؤدي عدم الامتثال لهذا الشرط إلى تكوين جريمة التعويض غير المشروع، المنصوص عليها في المادة 10-quater من المرسوم التشريعي رقم 74 لعام 2000، والتي تعاقب على استخدام الأرصدة غير المستحقة أو غير الموجودة.
التحمل الضريبي هو اتفاق يتعهد بموجبه شخص (المتحمل) بدفع دين ضريبي لشخص آخر (المتحمل عنه). كان السؤال المطروح على المحكمة العليا هو ما إذا كان المتحمل يمكنه استخدام أرصدته الضريبية لتسوية الدين المتحمل، الذي كان في الأصل يخص طرفًا ثالثًا، عن طريق التعويض. قدم الحكم رقم 30098/2025 إجابة واضحة، مؤكدًا أن هذه العملية لها أهمية جنائية.
فيما يتعلق بالتعويض غير المشروع، فإن الدفع الذي يتم عن طريق التعويض بأرصدة ضريبية للديون الضريبية المكتسبة نتيجة للتحمل الضريبي له أهمية جنائية، نظرًا لأن المادة 17 من المرسوم التشريعي 9 يوليو 1997، رقم 241، لا تنص على حالة التحمل، وتتطلب أن يتم التعويض فقط بين نفس الأشخاص في العلاقة الضريبية. (حالة تتعلق بالتعويضات الضريبية التي تم إجراؤها قبل دخول المادة 1 من المرسوم القانوني 26 أكتوبر 2019، رقم 124، الذي تم تحويله، مع تعديلات، بموجب القانون 19 ديسمبر 2019، رقم 157، والذي استبعد صراحة دفع الديون الضريبية عن طريق التعويض بأرصدة المتحمل).
الخلاصة الصادرة عن محكمة النقض لا لبس فيها: تعويض الديون الضريبية المكتسبة عن طريق التحمل الضريبي له أهمية جنائية. السبب بسيط: المادة 17 من المرسوم التشريعي رقم 241/1997 لا تنص على التحمل كاستثناء لمبدأ الهوية الذاتية. ونتيجة لذلك، إذا قام المتحمل بتعويض دين شخص آخر بأرصدته الخاصة، فهو يستخدم أرصدة غير مستحقة لهذا الدين، مما يشكل جريمة التعويض غير المشروع. من المهم ملاحظة أن الحكم يشير إلى وقائع سابقة لدخول المرسوم القانوني رقم 124/2019 حيز التنفيذ، والذي استبعد لاحقًا صراحة هذا الاحتمال، لكن المحكمة أوضحت أن مبدأ عدم المشروعية كان موجودًا بالفعل في الإطار التنظيمي.
يمثل الحكم رقم 30098/2025 الصادر عن محكمة النقض الجنائية تحذيرًا هامًا. يؤكد مجددًا على ضرورة إدارة عمليات التعويض الضريبي بأقصى درجات العناية والامتثال الكامل لمبدأ الهوية الذاتية. أي محاولة للتحايل على هذا الشرط، حتى من خلال التحمل، يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة، بما في ذلك الأهمية الجنائية. للتنقل بأمان في المشهد الضريبي المعقد وحماية النفس من الاعتراضات والعقوبات المحتملة، من الضروري دائمًا الاستعانة باستشارة قانونية وضريبية مؤهلة، والتي يمكنها تحليل كل حالة محددة وضمان الامتثال الكامل للقواعد المعمول بها.