جمعية من النوع المافيوي: محكمة النقض (الحكم رقم 30176/2025) توضح متطلبات الترهيب

تواصل السوابق القضائية تحديد حدود جريمة الجمعية من النوع المافيوي، المنصوص عليها في المادة 416 مكرر من القانون الجنائي. قدمت محكمة النقض العليا، بموجب الحكم رقم 30176 المؤرخ في 15 يوليو 2025، تفسيراً أساسياً لإثبات القوة الترهيبية للرابطة الجمعية، وهو عنصر حاسم لتكوين هذه الجريمة الخطيرة.

الترهيب المافيوي: شرط أساسي قيد الفحص

غالباً ما يُطرح السؤال حول النطاق المطلوب للقوة الترهيبية المافيوية: هل يجب أن تكون شاملة و"ضخمة" في النسيج الاقتصادي والاجتماعي، أم يكفي مظهر أكثر محدودية؟ قد يؤدي التفسير الصارم للغاية إلى إعاقة مكافحة الجماعات الإجرامية التي، على الرغم من عملها بأساليب مافيوية، لا تتمتع بسيطرة شاملة. قدمت محكمة النقض، برفض قرار سابق لمحكمة استئناف تورينو، إجابة واضحة.

لأغراض تكوين الجريمة المنصوص عليها في المادة 416 مكرر من القانون الجنائي، لا يلزم إثبات أن استخدام القوة الترهيبية للرابطة الجمعية قد اخترق بشكل ضخم النسيج الاقتصادي والاجتماعي للمنطقة المختارة، حيث يكفي إثبات استخدام هذه القوة الترهيبية للأغراض المنصوص عليها في الفقرة الثالثة من المادة المذكورة، حتى في نطاق إقليمي أو قطاعي محدود، شريطة أن تكون الجمعية قد اكتسبت شهرة وسمعة إجرامية، مستقلة ومتميزة عن الأفراد المشاركين، وأن تكون قد أظهرت فعلياً قدرة على الترهيب تم إدراكها على هذا النحو، وأن تكون قد أدت بالتالي إلى خضوع صامت في النطاق الذي تنشط فيه الجمعية.

أكدت محكمة النقض العليا، برئاسة السيد/ م. ج. ر. أ. ميكولي ومقرر السيد/ إ. بيلا، بذلك أن فعالية الترهيب لا تعتمد على انتشاره العام. ما يهم هو قدرته على توليد الخضوع والصمت، حتى في سياق أكثر محدودية. يوضح الحكم أن العناصر الأساسية هي:

  • الإدراك الفعلي للقوة الترهيبية في البيئة المرجعية.
  • اكتساب شهرة وسمعة إجرامية خاصة بالجمعية، متميزة عن أعضائها الأفراد (مثل المتهم أ. ب. م. بالسامو).
  • إنتاج خضوع صامت، أي خضوع ناتج عن الخوف.
  • كفاية هذه الآثار حتى في نطاق إقليمي أو قطاعي محدود.

الآثار العملية للحكم

يقدم هذا التفسير القضائي، المتسق مع التوجهات السابقة، أداة مهمة لمكافحة الجمعيات المافيوية. يسمح بضرب الجماعات الإجرامية التي تمارس سيطرة مافيوية على قطاعات محددة أو مناطق محدودة بفعالية، دون الحاجة إلى إثبات اختراق واسع النطاق. إنه مبدأ حاسم لقانون جنائي يجب أن يتكيف مع التغير المستمر في مظاهر الجريمة، مع التركيز على جوهر الظاهرة المافيوية.

الخاتمة

يوضح الحكم رقم 30176 لعام 2025 الصادر عن محكمة النقض أن إثبات الترهيب المافيوي لا يتطلب انتشاراً واسعاً. يكفي الإدراك الفعلي والخضوع الصامت، حتى في سياقات محدودة، شريطة أن تتمتع الجمعية بسمعتها الإجرامية الخاصة. هذا توجه أساسي للتطبيق الصارم للمادة 416 مكرر من القانون الجنائي ولتعزيز مكافحة الجريمة المنظمة.

مكتب المحاماة بيانوتشي