في السيناريو المعقد للإجراءات الجنائية، تعد حماية حقوق المتهم أمرًا أساسيًا، خاصة في غيابه. قدمت محكمة النقض، في حكمها الأخير رقم 30187 لعام 2025، توضيحًا حاسمًا بشأن عواقب تعديل الاتهام الذي لم يتم إبلاغ المتهم الغائب به بشكل صحيح. هذا القرار، الذي ألغى دون إحالة حكم محكمة استئناف كالياري بتاريخ 04/04/2024 (قضية ف. ج. ب.)، يؤكد مجددًا على مركزية الضمانات الإجرائية وخطورة البطلان في المجال الجنائي.
يركز الحكم قيد الدراسة على تعديل الاتهام الذي تم في الجلسة. ينص القانون رقم 520 من قانون الإجراءات الجنائية (في صيغته السابقة للإصلاح Cartabia، المرسوم التشريعي 150/2022) على ضرورة إبلاغ المتهم الغائب بالتغييرات الهامة في التهمة، وهو حق حاسم لتوفير دفاع فعال. في هذه الحالة، تم التعديل في غياب ف. ج. ب.، وتم التنازل عن إخطار نسخة من محضر الجلسة من قبل المحامي الموثوق به. قامت محكمة النقض بتقييم ما إذا كان هذا التنازل يمكن أن يصلح عدم إخطار المتهم.
فيما يتعلق بالاتهامات الجديدة، فإن تعديل الاتهام الذي تم في الجلسة، ولم يصاحبه إخطار نسخة من محضر الجلسة للمتهم الغائب وفقًا للمادة 520 من قانون الإجراءات الجنائية، في صيغته السابقة للمرسوم التشريعي 10 أكتوبر 2022، رقم 150، بناءً على التنازل الصريح في نفس الجلسة من قبل المحامي الموثوق به المقيم، يؤدي إلى بطلان لا يمكن إصلاحه للحكم اللاحق بسبب انتهاك الحقوق الدفاعية الشخصية للمتهم.
يوضح هذا المبدأ أن تنازل المحامي لا يتجاوز "الحقوق الدفاعية الشخصية" للمتهم. يعد إخطار المحضر ضروريًا لضمان المعرفة الفعلية بالتهمة والسماح للمتهم بتكييف دفاعه. هذه الحقوق، كونها شخصية بحتة، لا يمكن تفويضها أو التنازل عنها من قبل المحامي دون تفويض صريح. يشكل الإغفال "بطلانًا لا يمكن إصلاحه"، مع إلغاء الحكم.
يبرز قرار المحكمة العليا (الرئيس ج. دي أميسيس، المقرر ب. باترنو رادوسا) التمييز بين الدفاع الفني والحقوق الدفاعية الشخصية. بعض الحقوق مرتبطة جوهريًا بالمتهم وتتطلب معرفته المباشرة أو قدرته على الرد، مثل تعديل الاتهام. أشارت محكمة النقض إلى سوابق راسخة (الأحكام رقم 46342/2016 والدوائر الموحدة رقم 36551/2010) بشأن ضرورة المعرفة الفعلية بالتهمة.
يعد الحكم رقم 30187 لعام 2025 نقطة ثابتة في حماية حقوق الدفاع في الإجراءات الجنائية. يؤكد مجددًا أن معرفة التهمة وتعديلاتها حق شخصي للمتهم الغائب، لا يمكن التنازل عنه بمجرد تنازل المحامي. يفرض هذا القرار على العاملين في مجال القانون الالتزام الصارم بالأشكال الإجرائية، وهي ضمانات لا غنى عنها للمحاكمة العادلة. بالنسبة لمكتب محاماة، يعني ذلك اهتمامًا دقيقًا بالإجراءات، خاصة في وجود متهمين غائبين، لضمان سلامة الحكم.