في المشهد المعقد للقانون الجنائي الإيطالي، تلعب شخصية الطرف المدني دورًا حاسمًا، حيث تمثل ضحية الجريمة التي تسعى للحصول على تعويض عن الأضرار التي لحقت بها. ومع ذلك، فإن مسار حماية حقوقهم ليس دائمًا مباشرًا، خاصة عندما يتخذ الإجراء الجنائي اتجاهات غير متوقعة. حالة نموذجية، تستحق تأملًا دقيقًا، هي تلك التي تناولتها محكمة النقض بالقرار رقم 30602، المؤرخ في 12 سبتمبر 2025، والذي سلط الضوء على مصلحة الطرف المدني في الطعن على حكم الدرجة الأولى الذي، بإعادة تصنيف الواقعة، يعلن تقادم الجريمة.
تخيل موقفًا يكون فيه المتهم، مثل السيد س. ب. في القضية التي نظرتها المحكمة العليا (س. ب. ضد إفلاس آي. إس. بي. إيه.)، مدعوًا للمساءلة عن جريمة. خلال إجراءات الدرجة الأولى، يقرر القاضي إسناد تصنيف قانوني مختلف للواقعة عن التصنيف الأصلي. قد يكون لهذا التصنيف الجديد، على الرغم من كونه ضمن صلاحيات القاضي، عواقب مباشرة وغالبًا ما تكون دراماتيكية على الطرف المدني: إعلان تقادم الجريمة. التقادم، في الواقع، ينهي الجريمة إذا لم يتم ممارسة الدعوى الجنائية في غضون فترة زمنية معينة، كما هو منصوص عليه في المادة 157 من قانون العقوبات. إذا كانت الجريمة الجديدة المسندة إلى الواقعة لها آجال تقادم أقصر أو إذا كان الوقت المنقضي كافيًا بالفعل، فإن القاضي ملزم بإعلان انقضائها. بالنسبة للطرف المدني، الذي اعتمد على الإجراء الجنائي للحصول على العدالة والتعويض، يمكن أن يعني هذا الاحتمال استحالة الاعتراف بحقوقه ضمن نفس الإجراء.
تناول القرار رقم 30602/2025، برئاسة الدكتور ج. ف. والمقرر الدكتور ب. س.، هذه المسألة الحساسة بالضبط، وصاغ مبدأ قانونيًا ذا أهمية كبيرة:
توجد مصلحة للطرف المدني في الطعن على حكم الدرجة الأولى الذي، بإعطاء الواقعة تعريفًا قانونيًا مختلفًا، أعلن تقادم الجريمة، عندما يؤدي التصنيف المعاد إجراؤه إلى استحالة الحصول على إدانة المتهم بالتعويضات ودفع تعويضات عن الأضرار في الإجراء الجنائي. (حالة تتعلق بإعادة تصنيف، أجريت في حكم الدرجة الأولى، لجريمة الابتزاز إلى جريمة التحريض غير المشروع على إعطاء أو وعد بمنافع).
هذا المبدأ، الواضح والمؤثر، يمثل جوهر قرار محكمة النقض. في الأساس، تؤكد المحكمة أن الطرف المدني ليس متفرجًا سلبيًا أمام حكم يمنعه من الحصول على تعويض. إذا قام قاضي الدرجة الأولى، بإعادة تصنيف الجريمة، بإعلان تقادمها، ومن ذلك ينشأ استحالة الحصول على إدانة المتهم بدفع تعويضات عن الأضرار (المادة 74 من قانون الإجراءات الجنائية)، فإن الطرف المدني لديه الحق الكامل في الطعن على هذا القرار. هذا المبدأ أساسي لضمان الحماية الكاملة للضحايا. تتعلق القضية المحددة التي أشار إليها القرار بإعادة تصنيف جريمة الابتزاز (المادة 317 من قانون العقوبات) إلى جريمة التحريض غير المشروع على إعطاء أو وعد بمنافع (المادة 319 مكررًا من قانون العقوبات). الفرق بين هاتين الجريمتين دقيق ولكنه حاسم: بينما يفترض الابتزاز وجود