تعتبر الثقة بين المحامي والعميل حجر الزاوية في النظام القضائي. ومع ذلك، يمكن للمهنيين ارتكاب الأخطاء، ويحدد القانون حدودًا واضحة للمسؤولية. يقدم الأمر رقم 15526، الذي تم إيداعه في 10 يونيو 2025 من قبل محكمة النقض، برئاسة الدكتورة م. فالاسكي وبموجب تقرير الدكتورة ب. بابا، توضيحًا أساسيًا لواجبات المحامي في بذل العناية وعواقب عدم الوفاء بها. هذا القرار، الذي شهد معارضة بين ب. و م.، يلغي مع الإحالة قرارًا سابقًا لمحكمة استئناف روما بتاريخ 12 يوليو 2022، ويحدد بمعايير أكثر دقة معايير تقييم المسؤولية المدنية للمحامي وحقه في الأتعاب.
يُعد نشاط المحامي في الغالب "التزامًا بوسائل"، أي أن المهني يلتزم بأداء مهمته بأقصى درجات العناية والخبرة، وليس بضمان نتيجة مواتية. تتطلب المادة 1176، الفقرة 2، من القانون المدني، من المحامي "عناية مؤهلة"، تتناسب مع طبيعة النشاط المهني. وهذا يعني التزامًا مستمرًا بالتحديث والتحضير وتنفيذ المهمة، مع مراعاة خصوصيات الحالة.
يشكل انتهاك هذا الواجب إخلالًا بالعقد. توضح محكمة النقض أن المحامي مسؤول أيضًا عن "الخطأ اليسير"، ما لم يكن الأداء يتضمن حل مشاكل فنية ذات صعوبة خاصة (المادة 2236 من القانون المدني)، وفي هذه الحالة تقتصر المسؤولية على الغش أو الخطأ الجسيم. وهذا يسلط الضوء على مستوى الانتباه العالي المطلوب من المحامي.
يبلور الأمر قيد الدراسة مبادئ هامة، مع التركيز على الصلة السببية الاحتمالية بين السلوك المهمل والضرر. إليكم المبدأ الكامل، كنقطة مرجعية للفقه:
يُلزم المحامي، في أداء نشاط الدفاع، سواء كان هذا النشاط يعتبر وفاءً بالتزام نتيجة أو بوسائل، بموجب المادة 1176، الفقرة 2، من القانون المدني، ببذل العناية التي تفرضها طبيعة النشاط نفسه الذي يمارسه؛ ويترتب على انتهاك هذا الواجب إخلال بالعقد (الذي يُدعى المهني للمسؤولية عنه حتى عن الخطأ اليسير، ما لم، بموجب المادة 2236 من القانون المدني، يتضمن الأداء المتعاقد عليه حل مشاكل فنية ذات صعوبة خاصة) وتطبيقًا لمبدأ المادة 1460 من القانون المدني، فقدان الحق في الأتعاب، عندما يكون الإهمال قد أثر على مصالح العميل وبالتالي، حتى على أساس معايير احتمالية بالضرورة، قد منع تحقيق نتيجة للنزاع كان يمكن الحصول عليها بخلاف ذلك. ومع ذلك، لا يمكن إثبات المسؤولية التعويضية للمحامي لمجرد عدم الوفاء الصحيح بالالتزام المهني، بل يجب التحقق مما إذا كان تنفيذ السلوك الواجب، وفقًا للمعايير الاحتمالية، قد سمح فعليًا بتجنب الضرر المزعوم.
هذا المبدأ ذو أهمية بالغة، حيث يقدم عنصرين مميزين:
يمثل الأمر رقم 15526/2025 مرجعًا هامًا للمسؤولية المهنية للمحامي. فهو يوازن بين توقع العميل لأداء دقيق والحاجة إلى عدم تحميل المهني مسؤولية مفرطة عن نتائج التقاضي غير المؤكدة. تكمن المفتاح في تقييم الصلة السببية: يجب أن يكون خطأ المحامي قد منع احتماليًا نتيجة مواتية للعميل حتى يمكن اعتبار المسؤولية التعويضية أو فقدان الحق في الأتعاب. يعزز هذا النهج الاحترافية العالية وحماية العميل، مع قياس المسؤولية بالتأثير الفعلي لسلوك المحامي.