قانون التمثيل، الذي يسمح بالتصرف باسم ولحساب الغير، غالباً ما يكون معقداً. قدمت محكمة النقض، في الأمر رقم 16374 بتاريخ 17 يونيو 2025، توضيحاً أساسياً للتمييز بين الوكالة والتوكيل. هذا القرار حاسم لحماية حقوق المُمَثَّل في حالة السلوك غير المخلص، ويحدد الإجراءات الممكنة وآجال التقادم المتعلقة بها. تحليل لا غنى عنه لمن يدير التفويضات أو التمثيل.
تتناول دعوى "س" ضد "د" طبيعة الوكالة والتوكيل. توضح محكمة النقض أن الوكالة هي تصرف قانوني من جانب واحد يمنح المُمَثِّل سلطة التصرف خارجياً باسم ولحساب المُمَثَّل. أما التوكيل، فهو العقد الذي ينظم العلاقة الداخلية، ويحدد الالتزامات وطرق تنفيذ المهمة. تؤكد المحكمة أن الوكالة "تتضمن بالضرورة علاقة أساسية تبرر إصدارها"، والتي عادة ما تعود إلى التوكيل. هذه العلاقة حيوية لفهم العواقب القانونية لعدم إخلاص المُمَثِّل.
في موضوع التمثيل، فإن الوكالة، كتصرف من جانب واحد يمنح المُمَثَّل المُمَثِّل سلطة القيام بعمل قانوني باسمه ونيابة عنه، تتضمن بالضرورة علاقة أساسية تبرر إصدارها، والتي، في غياب ادعاءات حول علاقات إدارية محددة متوافقة معها، يمكن إرجاعها إلى التوكيل، وتتميز عنه، حيث أن الوكالة تنهي وظيفتها أمام الغير، بينما يشمل التوكيل العلاقة الداخلية فقط بين المُمَثِّل والمُمَثَّل؛ لذلك، بما أن العلاقة الشاملة تنظمها كل من قواعد التمثيل وقواعد التوكيل، التي تنظم الجانب الخارجي والداخلي منها على التوالي، فإن إبطال العقد المبرم من قبل المُمَثِّل مع نفسه وفقاً للمادة 1395 من القانون المدني يمكن أن يتزامن مع دعوى التعويض عن التنفيذ غير المخلص للتوكيل وفقاً للمادة 1710 من القانون المدني، نظراً لكونها دعاوى تستند إلى أسباب مختلفة ومستقلة وتخضع لتقادم مختلف، والذي، في الحالة الأولى، هو خمس سنوات وفقاً للمادة 1442 من القانون المدني، وفي الحالة الثانية، بالضرورة عشر سنوات، نظراً لطبيعتها التعاقدية.
يبرز منطوق محكمة النقض المسار المزدوج لعلاقة التمثيل: خارجي (قواعد التمثيل) وداخلي (قواعد التوكيل). تسمح هذه الازدواجية بإجراءات قانونية مختلفة. تركز المحكمة على العقد المبرم من قبل المُمَثِّل مع نفسه (المادة 1395 من القانون المدني)، وهو تضارب محتمل في المصالح، وعلى التنفيذ غير المخلص للتوكيل (المادة 1710 من القانون المدني)، وهو انتهاك لالتزامات العناية والإخلاص.
توضح محكمة النقض إمكانية تزامن دعوى الإبطال بموجب المادة 1395 من القانون المدني ودعوى التعويض عن الأضرار الناجمة عن التنفيذ غير المخلص للتوكيل بموجب المادة 1710 من القانون المدني. تستند هذه الدعاوى إلى "أسباب مختلفة ومستقلة". يهدف الإبطال إلى إنهاء آثار العقد المعيب، بينما يعوض التعويض عن الضرر الاقتصادي المتكبد. تكمن الأهمية في آجال التقادم المختلفة:
هذا الاختلاف حيوي: قد يفقد المُمَثَّل حق الإبطال إذا اكتشف عدم الإخلاص في وقت متأخر، ولكنه قد يظل قادراً على المطالبة بالتعويض عن الأضرار ضمن الأجل المحدد بعشر سنوات.
يوضح الأمر رقم 16374 لعام 2025 الصادر عن المحكمة العليا قانون التمثيل. من خلال التأكيد على التمييز بين الوكالة والتوكيل وتزامن دعاوى الإبطال والتعويض عن الأضرار مع أنظمة تقادم محددة، فإنه يعزز الضمانات للمُمَثَّل. يؤكد على أهمية الإدارة الشفافة والدؤوبة للعلاقات، ويقدم دليلاً لاتخاذ قرارات قانونية فعالة. فهم هذه المبادئ ضروري لمنع النزاعات والتصرف في الوقت المناسب للدفاع عن المصالح.