ينص النظام القضائي الإيطالي على إجراءات محددة للطعن في القرارات، مع اعتبار الطعن بالنقض هو الدرجة الأخيرة. ماذا يحدث عندما تقدم جهة ما طعنين متتاليين ضد نفس الحكم؟ أوضح الأمر رقم 16991 الصادر في 24 يونيو 2025 عن المحكمة العليا المواعيد الإجرائية، مؤكداً مبدأً حاسماً لليقين القانوني ودقة الأطراف.
تعود القضية التي نظرت فيها محكمة النقض إلى نزاع بين "ب." و "ج."، عقب قرار صادر عن محكمة الاستئناف في كاتانزارو بتاريخ 27 سبتمبر 2022. كان جوهر المسألة هو إدارة المواعيد للطعن بالنقض عند تقديم طعن ثانٍ. تناول الأمر، الصادر عن الرئيس أ. س. والمعد من قبل المقرر ف. م. ج.، مدى قبول طعن إضافي بعد إخطار طعن أول بالفعل. كانت محكمة الاستئناف قد أعلنت عدم قبول الطعن، وكان على محكمة النقض الفصل في مشروعية هذا القرار.
يكمن جوهر القرار في المبدأ التالي:
في حالة الطعن في حكم بطعنين متتاليين بالنقض، يجب إخطار الطعن الثاني قبل انقضاء الميعاد القصير الذي يبدأ من تاريخ إخطار الطعن الأول، والذي يثبت العلم القانوني بالقرار من قبل الطاعن.
هذا المبدأ، الذي سبق أن أعربت عنه الدوائر الموحدة (رقم 10266 لسنة 2018)، يؤكد على أهمية العلم القانوني. لا يعتبر إخطار الطعن بالنقض الأول مجرد إجراء شكلي، بل هو دليل قاطع على أن الطرف الطاعن قد اكتسب علماً كاملاً بالحكم. يجب حساب جميع المواعيد اللاحقة، بما في ذلك أي طعن ثانٍ محتمل، من هذا التاريخ.
عملياً، لا يمكن للطعن بالنقض الثاني، إذا تم إخطاره بعد الطعن الأول، الاستفادة من "ميعاد قصير" جديد (المادة 325 من قانون الإجراءات المدنية). يعتبر إخطار الطعن الأول بمثابة "نقطة البداية" للعلم القانوني، مما يجعل الطعن الثاني غير مقبول إذا تم تقديمه بعد هذا الموعد. يهدف هذا التفسير إلى تجنب إساءة الاستخدام وضمان سرعة ونهائية الأحكام، بما يتماشى مع المواد 325 و 326 و 369 و 370 من قانون الإجراءات المدنية.
يقدم الأمر رقم 16991/2025 رؤى أساسية للمحامين والمتخاصمين:
يعزز الأمر رقم 16991 لسنة 2025 الصادر عن محكمة النقض ضرورة الإدارة الدقيقة والواعية للمواعيد الإجرائية. يمثل إخطار الطعن بالنقض نقطة اللاعودة لبدء الميعاد القصير، مما يمنع إمكانية تقديم طعن ثانٍ متأخر. بالنسبة للمهنيين القانونيين والأطراف، يعني هذا مسؤولية أكبر في استراتيجية الطعن. إنه دعوة لتركيز جميع أسباب الاعتراض في مستند واحد، مما يضمن الحماية الكاملة لحقوقهم مع احترام مبادئ الاقتصاد الإجرائي واليقين القانوني.