يمثل موضوع الزيارات الضريبية نقطة حاسمة في العلاقة بين أصحاب العمل والموظفين والخدمات الصحية الوطنية. غالبًا ما تنشأ تساؤلات حول التعويضات والمبالغ المستردة المستحقة للأطباء المكلفين بإجراء هذه الفحوصات. يقدم قرار حديث صادر عن محكمة النقض العليا، الأمر رقم 15031 بتاريخ 4 يونيو 2025، توضيحًا أساسيًا بشأن استحقاق المقابل لاستخدام الأطباء المكلفين بالزيارات الضريبية المطلوبة من قبل أصحاب العمل العامين لمركباتهم الخاصة.
هذا القرار، الذي شهد معارضة بين ل. أ. س. و أ. س. إ.، يرفض حكمًا سابقًا صادرًا عن محكمة الاستئناف، قسم تارانتو المنفصل، بتاريخ 27 نوفمبر 2019، ويندرج ضمن اتجاه قضائي يهدف إلى تحديد الأعباء والحقوق بدقة في مجال الصحة العامة وقانون العمل. يعد فهم الدوافع وراء هذا القرار أمرًا ضروريًا لهيئات الخدمات الصحية الوطنية والأطباء المتعاقدون وأصحاب العمل العامين.
تعد الزيارات الضريبية أداة لا غنى عنها للتحقق من حالة مرض العمال ومكافحة الغياب غير المبرر. يلعب الأطباء المكلفون من قبل هيئات الخدمات الصحية الوطنية دورًا حساسًا وأساسيًا في هذه العملية. ومع ذلك، غالبًا ما كانت إدارة التعويضات وسداد نفقات السفر، لا سيما لاستخدام مركباتهم الخاصة للوصول إلى منزل العامل، موضع نزاع.
تتعلق المسألة الرئيسية التي تناولتها محكمة النقض تحديدًا بما إذا كان الأطباء المكلفون بهذه الزيارات، بناءً على طلب أصحاب العمل العامين، يحق لهم الحصول على سداد مقابل استخدام مركباتهم الخاصة. قامت المحكمة بتحليل التشريعات المعمول بها، لا سيما المرسوم الرئاسي رقم 484 لعام 1996، الذي ينظم طرق دفع هذه التعويضات.
يكمن جوهر قرار محكمة النقض في المبدأ التالي، الذي يوضح بوضوح موقف الفقه القضائي:
لا تؤدي طلبات الزيارات الضريبية من قبل أصحاب العمل العامين إلى الاعتراف، ضمن التعويضات المستحقة من قبل هيئات الخدمات الصحية الوطنية للأطباء المكلفين، بأي مقابل لاستخدام المركبة الخاصة، نظرًا لأن شرط دفع التعويض، المنصوص عليه في المادة 14، الفقرة هـ، البند 2، الملحق م، من المرسوم الرئاسي رقم 484 لعام 1996، هو تنفيذ الزيارة الضريبية بناءً على طلب صاحب عمل ملزم بدفع مقابل، مع تحمل عبء ذلك.
هذا البيان له أهمية كبيرة. عمليًا، قضت المحكمة العليا، برئاسة أ. د. ب. وبمشاركة غ. غ.، بأنه عندما يطلب صاحب عمل عام زيارة ضريبية، فإن هيئة الخدمات الصحية الوطنية ليست ملزمة بالاعتراف للطبيب بتعويض إضافي لاستخدام سيارته الشخصية. يكمن السبب في التفسير المحدد للمادة 14، الفقرة هـ، البند 2، من الملحق م من المرسوم الرئاسي رقم 484 لعام 1996.
وفقًا لهذا التشريع، فإن الحق في التعويض عن استخدام المركبة الخاصة ينشأ فقط عندما يتم طلب الزيارة الضريبية من قبل صاحب عمل ملزم بشكل مباشر بدفع مقابل للزيارة نفسها، ويتحمل عبء ذلك. في حالة أصحاب العمل العامين، تختلف ديناميكيات التمويل والعلاقات التعاقدية مع هيئات الخدمات الصحية الوطنية ولا تتضمن هذا العبء المباشر على صاحب العمل العام لسداد تكاليف المركبة الخاصة بشكل محدد.
يتماشى هذا التفسير مع القرارات السابقة، مثل الأمر رقم 20808 لعام 2016، مما يؤكد اتجاهًا قضائيًا راسخًا. من المهم التأكيد على أن محكمة النقض لا تنفي تمامًا الحق في السداد، ولكنها تقصره على شروط محددة يمليها القانون، مع التمييز بين:
هذا التمييز حاسم لفهم هيكل التعويضات في نظام الزيارات الضريبية وتجنب التفسيرات الموسعة للتشريعات التي لا تستند إلى النص التشريعي.
يوفر الأمر رقم 15031 لعام 2025 الصادر عن محكمة النقض عنصرًا مهمًا من الوضوح في مجال الزيارات الضريبية، والذي يمس كلًا من قانون العمل والقانون الإداري الصحي. يؤكد القرار على أهمية الالتزام الصارم بالنص التشريعي، لا سيما المرسوم الرئاسي رقم 484 لعام 1996، لتحديد التعويضات والمبالغ المستردة المستحقة للأطباء المكلفين.
بالنسبة لهيئات الخدمات الصحية الوطنية، يعزز هذا الحكم الممارسات الإدارية المتعلقة بتصفية التعويضات. بالنسبة للأطباء المتعاقدين، يمثل مؤشرًا دقيقًا على الحقوق والواجبات، مع التأكيد على ضرورة معرفة التشريعات المرجعية بشكل كامل. أخيرًا، بالنسبة لأصحاب العمل العامين، يؤكد على طرق التفاعل مع نظام الزيارات الضريبية، دون الحاجة إلى تحمل أعباء إضافية لاستخدام الأطباء لمركباتهم الخاصة.
يساهم هذا القرار في ضمان مزيد من اليقين القانوني ومنع النزاعات المستقبلية، من خلال تحديد حدود الاستحقاقات الاقتصادية بدقة أكبر في التوازن الدقيق للخدمات الصحية الوطنية.