محكمة النقض، الأمر رقم 15287/2025: الحدود الإقليمية للرواتب يمكن أن تكون أكثر صرامة من الحدود الحكومية

يتناول الأمر رقم 15287 الصادر في 9 يونيو 2025 عن محكمة النقض موضوعًا بالغ الأهمية للمالية العامة والاستقلالية التشريعية للمناطق ذات الحكم الذاتي الخاص: إمكانية أن تكون الحدود الإقليمية للرواتب والمعاشات أكثر تقييدًا من التشريعات الحكومية. هذا القرار، الذي رفض الطعن ضد حكم صادر عن محكمة الاستئناف في باليرمو، يقدم رؤى أساسية للمؤسسات العامة والموظفين، خاصة في السياقات الإقليمية ذات الخصوصيات المالية.

الاستقلالية الإقليمية والإنفاق العام: السياق

تتعلق القضية المركزية بتفسير المادة 13 من القانون الإقليمي الصقلي رقم 13 لعام 2014، الذي وضع حدودًا صارمة للرواتب والمعاشات. دار النقاش حول صلاحية عتبات أقل مقارنة بالتشريعات الوطنية، مما أثر على التوازن بين الاستقلالية التشريعية للمناطق والحاجة إلى احتواء الإنفاق العام، وهو أمر بالغ الأهمية للمناطق التي تعاني من صعوبات مالية.

شملت القضية المحددة مديرًا عامًا لوكالة حماية البيئة في صقلية (ARPA Sicilia)، والذي تم تطبيق الحدود الإقليمية المذكورة أعلاه عليه اعتبارًا من 1 يوليو 2014. أكدت محكمة الاستئناف في باليرمو هذا التطبيق، والآن أكدت المحكمة العليا هذا القرار، مما وضع مبدأ ذا نطاق عام.

مبدأ محكمة النقض: قيود مشروعة ولكن مشروطة

يقع جوهر الحكم في مبدئه، الذي يوضح الحدود التي يمكن للتشريعات الإقليمية بموجبها فرض شروط أكثر صرامة من التشريعات الحكومية. إليك النص الكامل:

تطبق الحدود المتعلقة بالرواتب والمعاشات المنصوص عليها في المادة 13 من القانون الإقليمي لصقلية رقم 13 لعام 2014 وتعديلاته اللاحقة، حتى عندما تحدد عتبات أقل مقارنة بالتشريعات الحكومية، حيث يُمنع التنظيم الإقليمي من وضع نظام أكثر ملاءمة، ولكن ليس نظامًا أكثر صرامة مقارنة بالنظام الوطني، شريطة أن يكون هذا الاختيار، المبرر بالخصوصيات في نظام الرواتب والضمان الاجتماعي الإقليمي والصعوبات المالية المحلية، يتضمن تضحية معقولة (بما أنه يتبع معاملة مواتية بشكل خاص)، ومحدودة زمنيًا، وقابلة للاستدامة، وتحترم ضمانات التناسب والملاءمة التي تفرضها المادتان 36 و 38 من الدستور.

تحدد المحكمة أن المنطقة يمكنها وضع حدود للرواتب والمعاشات أقل من تلك التي تحددها الدولة، ولكن فقط بشروط معينة. لا يُسمح بنظام أكثر ملاءمة، ولكن يُسمح بنظام أكثر صرامة، بشرط أن يكون الاختيار:

  • مبررًا: بالخصوصيات في النظام الإقليمي وصعوباته المالية.
  • معقولًا: يجب أن تكون التضحية المطلوبة متناسبة.
  • محدودًا زمنيًا: لا يمكن أن يكون قيدًا غير محدود.
  • مستدامًا: لا يجب أن يمس بالكرامة.
  • محترمًا للمبادئ الدستورية: خاصة المادتين 36 و 38 من الدستور.

حددت محكمة النقض، مع المستشار د. س.، مسارًا واضحًا: يجب أن تتوافق الاستقلالية الإقليمية دائمًا مع المبادئ الأساسية للنظام. لا يمكن أن يتم احتواء الإنفاق العام، وهو هدف مشروع، على حساب الحقوق الأساسية، بل يجب معايرته وتبريره بمتطلبات محددة.

الخاتمة والتأثير على الإدارة العامة

يعد الأمر رقم 15287/2025 الصادر عن محكمة النقض نقطة مرجعية مهمة للقانون الإداري وقانون الضمان الاجتماعي الإيطالي، خاصة للمناطق ذات الحكم الذاتي الخاص. يؤكد على إمكانية اعتماد تدابير لاحتواء الإنفاق أكثر صرامة من التشريعات الحكومية، بشرط أن يكون هذا الاختيار مدعومًا بتبرير قوي ويحترم مبادئ المعقولية والتناسب والملاءمة، بالإضافة إلى الحقوق الأساسية المكفولة بموجب المادتين 36 و 38 من الدستور. هذا التوازن ضروري لضمان استدامة المالية العامة دون المساس بشكل غير متناسب بالحقوق المكتسبة. يصبح الشفافية وتبرير الخيارات التنظيمية الإقليمية عناصر لا غنى عنها لشرعيتها.

مكتب المحاماة بيانوتشي