نفقات السفر والمساهمات الضمان الاجتماعي: أمر المحكمة العليا رقم 15053/2025

تعد إدارة استرداد النفقات المتعلقة بسفر العمل جانبًا حاسمًا في المحاسبة التجارية وتحديد الأجر الخاضع للضريبة، سواء للأغراض الضريبية أو الضمان الاجتماعي. تقدم المحكمة العليا، بموجب الأمر رقم 15053 المؤرخ 5 يونيو 2025، توضيحًا أساسيًا، مؤكدة على أهمية التحديد التفصيلي للنفقات لاستبعادها من القاعدة الخاضعة للضمان الاجتماعي.

يُركز القرار، الذي كان طرفاه I. D. R. و T. P. P.، على ضرورة تقديم تفصيلي لنفقات السفر. هذا المبدأ يستحق تحليلًا معمقًا لفهم آثاره العملية.

مبدأ التفصيل في نفقات السفر

يكمن جوهر المسألة في التفسير والتطبيق الصحيح للمادة 51، الفقرة 5، من المرسوم الرئاسي رقم 917 لعام 1986 (TUIR)، الذي ينظم المعاملة الضريبية والضمان الاجتماعي للبدلات واسترداد النفقات المتعلقة بالسفر. يقدم الأمر رقم 15053/2025 الصادر عن المحكمة العليا تفسيرًا لا لبس فيه للشرط اللازم لاستبعاد مبالغ معينة من القاعدة الخاضعة للضمان الاجتماعي.

لغرض استبعاد المبالغ المدفوعة كاسترداد للنفقات غير الموثقة، التي تم تكبدها بمناسبة السفر، من قاعدة الأجور الخاضعة للضمان الاجتماعي، وفقًا للمادة 51، الفقرة 5، من المرسوم الرئاسي رقم 917 لعام 1986، من الضروري أن تكون هذه النفقات محددة بالتفصيل، حيث أن عرضها التحليلي وظيفي للتحقق من فعاليتها.

هذه المقولة ذات أهمية قصوى. تنص على أنه حتى بالنسبة للنفقات التي تعتبر "غير قابلة للتوثيق" (مثل بدلات السفر الثابتة ضمن حدود معينة)، فإن الاستبعاد من القاعدة الخاضعة للضمان الاجتماعي ليس تلقائيًا. بدلاً من ذلك، يتطلب تحديدًا تفصيليًا. تؤكد المحكمة أن هذا "العرض التحليلي" ليس مجرد شكلية، بل شرط جوهري، لا غنى عنه للسماح بالتحقق من فعالية النفقات المتكبدة. يجب أن يكون لدى هيئة الضمان الاجتماعي القدرة على التحقق من أن المبالغ المستردة تتوافق فعليًا مع التكاليف المتكبدة للسفر وليست مكونًا إضافيًا للأجر.

السياق التنظيمي: المادة 51، الفقرة 5، من TUIR

تحدد المادة 51 من TUIR معايير تحديد دخل العمل التابع. تتناول الفقرة 5، على وجه الخصوص، البدلات واسترداد النفقات المتعلقة بالسفر، وتتضمن حالات مختلفة:

  • استرداد المصاريف حسب الفواتير: تُستبعد النفقات الموثقة من القاعدة الخاضعة للضريبة (الضريبية والضمان الاجتماعي) حتى مبلغ المبلغ المتكبد فعليًا.
  • بدلات السفر الثابتة: معفاة حتى حدود يومية محددة (مثل 46.48 يورو في إيطاليا، و 77.47 يورو في الخارج)، بشرط عدم وجود استرداد للمصاريف حسب الفواتير لنفس البنود.
  • استرداد مختلط: مجموعات من الطرق السابقة.

يوضح حكم المحكمة العليا أنه حتى بالنسبة للنفقات "غير القابلة للتوثيق" أو الثابتة، للاستفادة من الاستبعاد من قاعدة الضمان الاجتماعي، فإن مجرد الدفع لا يكفي. يتطلب وصفًا تحليليًا كافيًا لظروف السفر (التاريخ، المكان، السبب) وأنواع النفقات التي تهدف البدل إلى تغطيتها. هذا يثبت الارتباط الحقيقي للنفقات بنشاط العمل أثناء السفر، ويمنع إساءة الاستخدام ويضمن صحة الاقتطاع المساهمي.

الآثار العملية للشركات والعمال

للأمر رقم 15053/2025 عواقب مباشرة على إدارة السفر. بالنسبة للشركات، هذا يعني الحاجة إلى:

  • مراجعة السياسات الداخلية للشركة: التأكد من أن اللوائح الداخلية تنص على إجراءات مفصلة للإبلاغ، حتى بالنسبة للنفقات غير القابلة للتوثيق، مع تحديد سبب ومدة ومكان السفر.
  • تدريب الموظفين: توعية الموظفين والمسؤولين بالصياغة الصحيحة لبيانات النفقات، مع التأكيد على أهمية تقديم جميع التفاصيل المطلوبة.
  • رقابة دقيقة: تنفيذ أنظمة رقابة داخلية صارمة للتحقق من تفصيل المعلومات المقدمة، حتى بالنسبة للبدلات الثابتة.

بالنسبة للعمال، من الضروري فهم أن الإبلاغ الصحيح والمفصل ليس مجرد عبء إداري، بل هو ضمان للشفافية ومشروعية الاسترداد. قد يؤدي عدم وجود وصف تحليلي إلى إعادة تصنيف المبالغ كأجور خاضعة للضريبة، مع تطبيق المساهمات الضمان الاجتماعي والعقوبات.

الخلاصة

يؤكد الأمر رقم 15053 لعام 2025 الصادر عن محكمة النقض على مبدأ أساسي: الشفافية والتفصيل هما شرطان لا غنى عنهما للإدارة الصحيحة لاسترداد نفقات السفر. حتى عندما تسمح اللوائح باسترداد ثابت، فمن الضروري أن تكون المبالغ مدعومة بوصف تفصيلي يبرر فعاليتها وارتباطها بالسفر. يعزز هذا التوجه القضائي حماية المصالح الضمان الاجتماعي ويقدم دليلًا واضحًا للشركات والمهنيين، ويعزز ثقافة الامتثال والدقة في الإدارة الاقتصادية لعلاقة العمل. لذلك، فإن اعتماد ممارسات إبلاغ دقيقة ليس مجرد التزام قانوني، بل هو استراتيجية لمنع النزاعات وضمان الاستقرار التشغيلي.

مكتب المحاماة بيانوتشي