يعد قانون العمل والضمان الاجتماعي مجالًا دائم التطور، وغالبًا ما تحدد أحكام محكمة النقض حدودًا حاسمة. يقدم الأمر رقم 15821 الصادر في 13 يونيو 2025، عن قسم العمل، توضيحًا أساسيًا للطبيعة القانونية للصناديق الخاصة للمساعدة والتقاعد، المنشأة بموجب المادة 2117 من القانون المدني. هذا القرار ذو أهمية كبيرة لأصحاب العمل والعمال وللإدارة الصحيحة للنزاعات التي تشمل هذه الكيانات.
كانت القضية التي محورها الأمر تتعلق بنزاع حول المساهمات المستحقة لصندوق PREVINDAI. رأت محكمة النقض ضرورة تحليل معمق للشخصية القانونية للصندوق، والتي تنظمها المادة 2117 من القانون المدني كصناديق خاصة تغذيها مساهمات أصحاب العمل والعمال.
أعادت المحكمة العليا، بما يتماشى مع السوابق القضائية، تأكيد مبدأ أساسي:
الصناديق الخاصة للمساعدة والتقاعد المنشأة، بموجب المادة 2117 من القانون المدني، بمساهمة صاحب العمل والعمال، حيث لم تحصل على الاعتراف بالشخصية القانونية، تخضع للقواعد العامة المنصوص عليها للجمعيات غير المعترف بها، وهي بالتالي كيانات قانونية يحكمها أنظمة ذات طبيعة تعاقدية، والتي، على الرغم من افتقارها إلى الشخصية، يمكن أن تتصرف ككيانات مستقلة لتخصيص العلاقات القانونية، ويجب بالتالي استدعاؤها بشكل مستقل في المحاكمة إذا، بناءً على تحقيق مخصص لقاضي الموضوع، تم إنشاؤها ككيانات قانونية متميزة عن صاحب العمل.
هذه القاعدة ذات أهمية بالغة: فهي توضح أنه حتى الصندوق الذي يفتقر إلى "الشخصية القانونية" يمكن أن يكون "مركزًا مستقلاً لتخصيص العلاقات القانونية". هذا يعني أنه يمكن أن يكون صاحب حقوق والتزامات، وأن يتصرف وأن يُقاضى، على غرار جمعية غير معترف بها (المادتان 36 وما يليها من القانون المدني). الصندوق ليس مجرد امتداد لصاحب العمل، بل هو كيان قائم بذاته بشخصيته القانونية "المخففة" الخاصة به.
عواقب هذا التأهيل كبيرة على المستوى الإجرائي، لا سيما بالنسبة لسلامة المتناقضين. إذا كان الصندوق كيانًا قانونيًا مستقلاً ومتميزًا عن صاحب العمل، فإن ذلك يعني أن:
نقضت المحكمة العليا حكم محكمة استئناف روما الذي رفض دعوى إدانة صاحب العمل (P. M. ضد P. G.) بدفع المساهمات لصندوق PREVINDAI، وذلك تحديدًا لعدم التحقق من الشخصية القانونية المستقلة للصندوق وما ترتب على ذلك من غياب لسلامة المتناقضين. هذه الخطوة أساسية للإدارة الصحيحة للعملية وحماية الحقوق.
يمثل الأمر رقم 15821 لعام 2025 الصادر عن محكمة النقض تذكيرًا مهمًا لجميع العاملين في مجال القانون. يؤكد على ضرورة التقييم الدقيق للطبيعة القانونية للصناديق الخاصة للتقاعد والمساعدة. تجاهل شخصيتها المستقلة، حتى لو كانت تفتقر إلى الشخصية القانونية الكاملة، يمكن أن يؤدي إلى عيوب إجرائية لا يمكن إصلاحها.
بالنسبة لأصحاب العمل والعمال، من الضروري فهم أن هذه الصناديق قد تحتاج إلى إشراكها مباشرة في النزاعات. بالنسبة للمحامين، هو بمثابة تحذير للتحقق دائمًا من الهيكل النظامي والتشغيلي لهذه الكيانات، لضمان إنشاء صحيح للمتناقضين ومنع إلغاء الأحكام. وضوح محكمة النقض هو، في هذا السياق، منارة للتطبيق الصحيح للقانون.