العقود القائمة على المشاريع والحد الثلاثي: الأمر رقم 17550/2025 لمحكمة النقض بشأن المرسوم التشريعي 368/2001

يشهد مشهد قانون العمل تطوراً مستمراً، وتلعب قرارات محكمة النقض دوراً أساسياً في توضيح تطبيق القواعد وضمان حماية العمال. يأتي أمر حديث، رقم 17550 بتاريخ 30 يونيو 2025، في هذا السياق، ويتناول مسألة ذات أهمية عملية كبيرة: احتساب فترات العمل التي تم إجراؤها بموجب "العقود القائمة على المشاريع" القديمة لأغراض الامتثال للحد الثلاثي المنصوص عليه للعقود محددة المدة. يمثل قرار المحكمة العليا، الذي كان طرفاه B. ضد A.، نقطة مرجعية مهمة لفهم ديناميكيات إعادة التأهيل التعاقدي وعواقبها.

طبيعة العقود القائمة على المشاريع وإعادة التأهيل القضائي

قبل الخوض في جوهر الحكم، من المفيد التراجع لفهم السياق التنظيمي. كانت "العقود القائمة على المشاريع" نوعاً خاصاً من التعاون المنسق والمستمر (co.co.co.) الذي أدخل بموجب قانون بياجي (المرسوم التشريعي رقم 276/2003) ثم ألغي بموجب قانون الوظائف (المرسوم التشريعي رقم 81/2015). كانت تتطلب تنفيذ مشروع واحد أو أكثر محدد من قبل المتعاون، ولكن في الممارسة العملية، غالباً ما كانت تستخدم لإخفاء علاقات عمل خاضعة للرقابة حقيقية، مما يحرم العامل من الحماية النموذجية لهذا النوع من العمل.

ولمعالجة هذه المواقف، طورت السوابق القضائية مفهوم "إعادة التأهيل القضائي": في وجود عناصر نموذجية للتبعية (مثل الخضوع للسلطة التوجيهية والتأديبية لصاحب العمل، والاندماج في التنظيم المؤسسي، والالتزام بالجداول الزمنية والمناوبات)، يمكن للقاضي أن يثبت أنه على الرغم من الشكل التعاقدي المعتمد (على سبيل المثال، عقد مشروع)، فإن جوهر العلاقة هو العمل الخاضع للرقابة. بمجرد أن يصبح هذا الإثبات "حكماً نهائياً"، أي أصبح نهائياً وغير قابل للاستئناف، تعتبر العلاقة بكامل آثارها كعمل خاضع للرقابة منذ بدايتها.

الحد الثلاثي للعقود محددة المدة: المادة 5 من المرسوم التشريعي رقم 368/2001

جانب حاسم من العمل الخاضع للرقابة محدد المدة هو مدته. نص المرسوم التشريعي رقم 368 لعام 2001 (القانون المطبق ratione temporis، أي بناءً على وقت وقوع الأحداث والذي يشير إليه الحكم صراحة) في المادة 5 على حد أقصى للمدة الإجمالية للعقود محددة المدة المبرمة بين نفس صاحب العمل ونفس العامل، بما في ذلك أي تجديدات وتمديدات. تم تحديد هذا الحد، في النسخة ذات الصلة، بثلاث سنوات. كان هدف القاعدة واضحاً: تجنب الاستخدام المشوه للعقود محددة المدة، والتي ينبغي أن تمثل استثناءً للقاعدة المتمثلة في العقد غير محدد المدة، مما يضمن مزيداً من الاستقرار الوظيفي.

الخلاصة لمحكمة النقض ومعناها

في هذا الإطار، يندرج الأمر رقم 17550 بتاريخ 30/06/2025، الصادر عن قسم العمل في محكمة النقض، والذي قبل استئناف B. ضد A.، وألغى حكم محكمة الاستئناف في فلورنسا بتاريخ 24/03/2022 مع الإحالة. الخلاصة التي عبرت عنها المحكمة ذات أهمية أساسية:

يجب أخذ العقود القائمة على المشاريع، في حالة إعادة التأهيل (مع إثبات قضائي نهائي) كعقود عمل خاضعة للرقابة محددة المدة، في الاعتبار لأغراض التحقق من تجاوز الحد الثلاثي المنصوص عليه في المادة 5 من المرسوم التشريعي رقم 368 لعام 2001، المطبق ratione temporis.

يوضح هذا البيان بشكل لا لبس فيه أنه بمجرد الاعتراف بعقد مشروع كعقد عمل خاضع للرقابة محدد المدة حقيقي من خلال حكم نهائي، يجب احتساب فترات العمل التي تم إجراؤها بموجب هذا العقد في حساب الحد الثلاثي. بعبارة أخرى، لا يمكن "إعادة تعيين" عداد الحد الثلاثي لمجرد أن العلاقة كانت مخفية في البداية كعقد مشروع. يشير مصطلح "المطبق ratione temporis" إلى أن التقييم يجب أن يتم وفقاً للقواعد السارية في وقت وقوع الأحداث، وفي هذه الحالة المرسوم التشريعي رقم 368/2001.

الآثار المترتبة على هذا القرار متعددة:

  • حماية العامل: يمكن للعامل الذي تم إعادة تأهيل عقده القائم على مشروع كعقد خاضع للرقابة محدد المدة أن يستفيد من تجاوز الحد الثلاثي للحصول على تحويل العلاقة إلى عقد غير محدد المدة، وبالتالي التمتع بمزيد من الحماية والاستقرار.
  • ردع أصحاب العمل: يثبط القرار الاستخدام غير السليم للأشكال التعاقدية غير النمطية لتجنب قواعد العمل الخاضع للرقابة والعقود محددة المدة.
  • وضوح التفسير: تقدم محكمة النقض تفسيراً موحداً لمسألة كان يمكن أن تولد شكوكاً، مما يساهم في اليقين القانوني.

الخاتمة

يؤكد الأمر رقم 17550 بتاريخ 30/06/2025 الصادر عن محكمة النقض على مبدأ أساسي في قانون العمل: سيادة الجوهر على الشكل. حيثما يتبين أن علاقة تعاون تبدو مستقلة، بحكم خصائصها الملموسة، هي علاقة عمل خاضعة للرقابة محددة المدة حقيقية، يجب أخذ جميع فترات التوظيف في الاعتبار لأغراض الامتثال للحدود الزمنية التي يفرضها القانون. هذا القرار هو بمثابة تحذير لأصحاب العمل لإدارة العلاقات التعاقدية بشفافية وامتثال للقانون، وضمان مهم للعمال الذين يرون الاعتراف باستمرارية وطبيعة التزامهم المهني الفعلية. لأي شكوك أو حاجة إلى مزيد من التوضيح بشأن هذه القضايا الحساسة، يُنصح دائماً بالرجوع إلى متخصصين خبراء في قانون العمل.

مكتب المحاماة بيانوتشي