قدمت محكمة النقض، بموجب القرار رقم 15866 بتاريخ 13 يونيو 2025، توضيحًا هامًا بشأن عواقب عدم الالتزام بالمواعيد الإجرائية في المنازعات الضريبية. يتناول القرار، الذي دار بين م. ضد أ. (النيابة العامة للدولة)، مسألة حاسمة: ماذا يحدث عند عدم الالتزام بالمواعيد المحددة لتعيين الجلسة وإيداع المستندات، مما يؤثر على الحق في الدفاع وسرعة العدالة؟
يعد الالتزام بالمواعيد الإجرائية ركيزة أساسية في العملية الضريبية (المرسوم التشريعي رقم 546 لسنة 1992). هذه المواعيد ضرورية للسير السليم للإجراءات وللتطبيق الكامل للحق في الدفاع. إذا لم يتم الالتزام بالمواعيد التأجيلية لتعيين الجلسة وإيداع المستندات، فقد يؤثر ذلك على صحة الحكم نفسه.
يكمن جوهر قرار محكمة النقض في مبدئه:
في العملية الضريبية، يعتبر عدم الالتزام بالمواعيد التأجيلية لتعيين جلسة مناقشة الموضوع وإيداع المستندات والمذكرات الإيضاحية سببًا لبطلان حكم الدرجة الأولى لانتهاك الحق في الدفاع، والذي، إذا تم اكتشافه في الاستئناف، لا يؤدي إلى إحالة القضية إلى قاضي الدرجة الأولى، حيث لا يندرج ضمن الحالات المنصوص عليها حصريًا في المادة 59 من المرسوم التشريعي رقم 546 لسنة 1992.
تؤكد المحكمة أن انتهاك المواعيد التأجيلية ليس مجرد عيب شكلي، بل يؤثر بشكل مباشر على الحق في الدفاع (المادتان 24 و111 من الدستور)، مما يجعل حكم الدرجة الأولى باطلاً. ومع ذلك، فإن هذا البطلان، إذا تم اكتشافه في الاستئناف، لا يؤدي إلى إحالة القضية إلى قاضي الدرجة الأولى. تحدد المادة 59 من المرسوم التشريعي رقم 546 لسنة 1992 حصريًا حالات الإحالة، وعدم الالتزام بالمواعيد التأجيلية لا يندرج ضمنها. لذلك، يجب على قاضي الاستئناف الفصل في الموضوع، مع الموازنة بين الحق في الدفاع والاقتصاد الإجرائي.
الآثار العملية لهذا القرار ذات أهمية كبيرة. بالنسبة للمكلفين والمحامين، من الضروري مراعاة ما يلي:
يفرض هذا على المحامين استراتيجية دفاعية دقيقة: الالتزام بالمواعيد، والتمسك الفوري بالانتهاكات الإجرائية، وتقديم حجج فعالة في الاستئناف بشأن الموضوع.
يؤكد القرار رقم 15866/2025 الصادر عن محكمة النقض على أهمية الحق في الدفاع وبطلان الأحكام المعيبة بسبب عدم الالتزام بالمواعيد الإجرائية. ويشدد على ضرورة تجنب التأخير غير المبرر، مع قصر الإحالة إلى القاضي الأول على الحالات المنصوص عليها في القانون فقط. يؤكد هذا النهج المتوازن بين الضمانات والسرعة على أهمية عملية ضريبية فعالة. تعد مراقبة المواعيد والمساعدة المهنية ضرورية لحماية حقوق الفرد.