في المشهد المعقد للعقوبات الإدارية، يواجه المواطن عند استلام إشعار تحصيل يتعلق بمخالفة تم إخطارها متأخرًا أو لم يتم إخطاره بها مطلقًا، تساؤلات حاسمة حول حماية حقوقه وتحديد القاضي المختص. قدمت محكمة النقض، بموجب الأمر رقم 11571 المؤرخ في 2 مايو 2025، توضيحًا أساسيًا، حيث حددت الطبيعة القانونية لهذا الاعتراض والجهة القضائية المختصة، مما يعزز موقف المواطن في مواجهة المطالبات الإدارية المعيبة.
عندما يتم إخطار محضر مخالفة عقوبة إدارية بعد المواعيد القانونية، فإن إشعار التحصيل اللاحق الذي يطالب بالسداد يكون في وضع قانوني ضعيف. القضية الرئيسية هي تحديد ما إذا كان الاعتراض على هذا الإشعار يجب أن يُفهم على أنه محاولة لاستعادة إجراء لم يتم اتخاذه ضد المحضر (مثل الاعتراض بموجب المادة 22 من القانون رقم 689/1981) أو ما إذا كان له طبيعة مختلفة.
حسمت المحكمة العليا الجدل، موضحة أن الإجراء ليس له وظيفة استردادية. بل هو بمثابة اعتراض فعلي على التنفيذ. هذا يعني أن الهدف ليس الطعن في جوهر العقوبة، بل الاعتراض على شرعية الإجراء الذي أدى إلى التسجيل في السجل، وبالتالي إلى تكوين إشعار التحصيل كعنوان تنفيذي.
إن الاعتراض على إشعار التحصيل الذي يهدف إلى إثبات التأخر في إخطار محضر مخالفة عقوبة إدارية ليس له وظيفة استردادية لوسيلة الحماية، بل هو اعتراض على التنفيذ يهدف إلى مقاومة شرعية التسجيل في السجل، وبالتالي يتم تحديد القاضي المختص إقليميًا وفقًا للمادتين 27 و 480 من قانون الإجراءات المدنية.
هذا المبدأ، الذي صاغه القاضي ج. ج. وترأسه ف. م.، يسلط الضوء على كيفية تأثير التأخر في إخطار المحضر على صلاحية التسجيل في السجل. الاعتراض على الإشعار ليس استئنافًا "متأخرًا" ضد المحضر، بل هو إجراء يهدف إلى إثبات عيب جوهري في العنوان التنفيذي الذي تنوي الإدارة إنفاذه.
إن تصنيف الاعتراض على أنه "اعتراض على التنفيذ" له تأثير مباشر على تحديد القاضي المختص إقليميًا. تحدد محكمة النقض أنه يجب تحديده وفقًا للمادتين 27 و 480 من قانون الإجراءات المدنية. عمليًا، هذا يعني:
الإطار التنظيمي المرجعي لهذه الاعتراضات هو المادة 615 من قانون الإجراءات المدنية (الاعتراض على التنفيذ). يمكن للمواطن بالتالي الاعتراض على حق الجهة في المضي قدمًا في التحصيل القسري، استنادًا إلى عيب التأخر في إخطار المحضر الأصلي. هذا التوجه، الذي كان موجودًا بالفعل في أحكام سابقة، يتم التأكيد عليه وتوطيده هنا، مما يوفر مزيدًا من الوضوح والقدرة على التنبؤ القانوني.
يمثل الأمر رقم 11571 لعام 2025 الصادر عن محكمة النقض نقطة ثابتة في الفقه القانوني. يوضح بشكل نهائي أن الاعتراض على إشعار التحصيل بسبب التأخر في إخطار محضر المخالفة هو اعتراض على التنفيذ، مع جميع العواقب من حيث الاختصاص القضائي. بالنسبة للمواطن، هذا يعني وجود أداة قانونية واضحة للطعن في المطالبات المستندة إلى قرارات إدارية معيبة. ومع ذلك، من الضروري التصرف بسرعة والاستعانة بمشورة محامٍ خبير لتقييم كل حالة على حدة واتخاذ الإجراء الأنسب، وبالتالي ضمان الحماية الكاملة لحقوقهم.