يُعد نظام الاحتجاز الخاص بموجب المادة 41-مكرر من قانون تنظيم السجون أداة صارمة، تهدف إلى قطع الروابط بين المحتجزين والجريمة المنظمة. على الرغم من القيود الشديدة، يظل الموازنة بين متطلبات الأمن والحقوق الأساسية تحديًا مستمرًا. في هذا السياق، قدمت محكمة النقض، من خلال الحكم رقم 23373 بتاريخ 29 مايو 2025، توضيحات أساسية حول شرعية تنظيم تبادل المواد الغذائية ذات القيمة المتواضعة بين السجناء الخاضعين لهذا النظام، مقدمةً تفسيرًا حاسمًا لحدود صلاحيات إدارة السجون.
تعلق المادة 41-مكرر من القانون رقم 354 لسنة 1975 القواعد العادية للمعاملة لمنع المحتجزين المرتبطين بالجريمة المنظمة من التواصل مع الخارج. وعلى الرغم من أهمية تطبيقه في مكافحة المافيا، إلا أنه يجب أن يتوافق مع المبادئ الدستورية. وقد أكدت المحكمة الدستورية في حكمها رقم 97 لسنة 2020، على وجه الخصوص، على ضرورة حماية الكرامة الإنسانية حتى في ظل نظام أقصى درجات الأمن، مما يؤثر على تفسير القيود المفروضة على الاحتجاز.
تُعد إمكانية تبادل المواد الغذائية ذات القيمة المتواضعة بين السجناء ضمن "مجموعة اجتماعية" واحدة جانبًا، وإن كان هامشيًا، يؤثر على الحياة اليومية والحفاظ على الشعور بالكرامة في السجن. يجب على إدارة السجون مراقبة كل تفاعل لمنع إساءة الاستخدام أو الاتصالات غير المشروعة. وبالتالي، كانت المسألة المطروحة على محكمة النقض هي كيفية الموازنة بين هذا المطلب الرقابي والحق الأدنى في التواصل الاجتماعي للسجناء.
رفضت محكمة النقض، في الحكم رقم 23373 لسنة 2025 (الرئيس ف. س.، المقرر ج. ب.)، قرار محكمة الإشراف في روما، مؤكدةً بذلك توجه المحكمة الدستورية رقم 97 لسنة 2020. المبدأ واضح: يمكن لإدارة السجون تنظيم تبادل المواد الغذائية، ولكن مع قيود محددة. وينص المبدأ على ما يلي:
فيما يتعلق بنظام الاحتجاز الخاص المنصوص عليه في المادة 41-مكرر من القانون 26 يوليو 1975، رقم 354، يُعد القرار الذي تنظم بموجبه إدارة السجون، لأسباب أمنية، ممارسة حق السجين في تبادل المواد الغذائية ذات القيمة المتواضعة مع سجناء آخرين ينتمون إلى نفس المجموعة الاجتماعية، مشروعًا، حتى بعد حكم المحكمة الدستورية رقم 97 لسنة 2020، شريطة أن يتم ذلك بطريقة معقولة ودون أن يجعل ممارسة هذا الحق مرهقة بشكل خاص، مما يؤدي، في الواقع، إلى إلغائه.
توضح المحكمة العليا أن سلطة التنظيم (وفقًا للمادة 41-مكرر، الفقرة 2، الحرف و، من القانون 354/1975 والمادة 15، الفقرة 2، من المرسوم الرئاسي 230/2000) ليست غير محدودة. يجب أن تكون القيود "معقولة" ويجب ألا تجعل ممارسة الحق "مرهقة بشكل خاص"، لدرجة تؤدي إلى "إلغائه". سيكون الحظر التام غير مشروع. يجب أن توازن الإجراءات بين الأمن وإمكانية ممارسة الحق بشكل فعلي. باختصار، يكون التنظيم مشروعًا إذا احترم:
يُثري الحكم رقم 23373 لسنة 2025 الإطار التفسيري للمادة 41-مكرر، مؤكدًا أنه حتى في سياقات القيود القصوى، يجب حماية الكرامة الإنسانية والحقوق الأساسية. يُطلب من إدارة السجون ممارسة سلطتها بتوازن وتمييز، وتجنب الإجراءات المقيدة بشكل مفرط والتي، على الرغم من هدفها المشروع في الوقاية، قد تؤدي إلى إفراغ الحقوق الأساسية من مضمونها. يؤكد هذا القرار على أهمية نظام سجون صارم، ولكنه لا يغفل أبدًا عن الشخص وضماناته الدنيا.