غالباً ما تواجه العدالة، وخاصة العدالة الجنائية، التحدي الدقيق المتمثل في الاستماع إلى الضحايا الأكثر ضعفاً وحمايتهم، بمن فيهم القصر. يمثل جمع شهاداتهم لحظة حاسمة في الإجراءات، والتي يجب أن توازن بين الحاجة إلى التحقق من الحقيقة والحاجة إلى حماية السلامة النفسية والجسدية للطفل. في هذا السياق، يعتبر الحكم الأخير رقم 23115 الصادر في 26 مارس 2025 عن محكمة النقض، والذي تم إيداعه في 20 يونيو 2025، ذا أهمية أساسية، حيث يرسم خطاً واضحاً فيما يتعلق بإجراءات الإثبات وشهادة القاصر.
لقد ألغى القرار، الصادر عن الدائرة الجنائية الثالثة برئاسة أ. أ. والمقرر من قبل س. س.، دون إحالة قراراً صادراً عن قاضي التحقيق الابتدائي في محكمة بيسكارا، والذي رفض طلباً لإجراءات الإثبات تم تقديمه بموجب المادة 392، الفقرة 1 مكرراً، الجزء الأول، من قانون الإجراءات الجنائية. كان سبب الرفض هو سن المجني عليه، وهو قاصر يبلغ من العمر ثلاث سنوات فقط. انتقدت المحكمة العليا هذا النهج، ووصفته بأنه "إجراء شاذ" وأكدت على الأولوية المطلقة لحماية القاصر.
تعتبر إجراءات الإثبات، المنظمة بموجب المواد 392 وما يليها من قانون الإجراءات الجنائية، أداة إجرائية تسمح بالحصول المسبق على دليل (مثل الشهادة) في مرحلة التحقيقات الأولية، عندما يكون هناك خطر من عدم إمكانية الحصول عليه لاحقاً في المحاكمة أو أن تأخير الحصول عليه قد يضر بمصداقيته. تنص المادة 392، الفقرة 1 مكرراً، من قانون الإجراءات الجنائية، على وجه الخصوص، على حالات محددة لقبول إجراءات الإثبات عند النظر في جرائم خطيرة بشكل خاص وبوجود مجني عليهم في ظروف ضعف خاصة.
تحدد المادة 90 مكرراً من قانون الإجراءات الجنائية بوضوح ظروف الضعف، والتي تبرز فيها السن المتقدم أو سن القصر. بالنسبة للقصر، يفترض القانون وجود حالة ضعف تتطلب نهجاً حذراً ووقائياً. هذا يعني أن الحاجة إلى الحصول على شهادة قاصر، خاصة في سياقات حساسة مثل جرائم سوء المعاملة (المادة 572 من القانون الجنائي) أو الاعتداء الجنسي (المادة 609 مكرراً من القانون الجنائي)، يجب التعامل معها بأقصى درجات العناية، وغالباً ما يتم ذلك عن طريق الحصول المسبق على الدليل من خلال إجراءات الإثبات.
المنطق الكامن وراء هذه القواعد مزدوج: من ناحية، تجنب أن يضطر القاصر إلى تكرار الصدمة عدة مرات بسرد الوقائع؛ ومن ناحية أخرى، ضمان الحصول على الدليل في الوقت المناسب، مع الحفاظ على عفويته ومصداقيته، قبل أن يؤدي الوقت أو ظروف أخرى إلى تغيير الذاكرة أو القدرة على التعبير.
إن قرار رفض طلب إجراءات الإثبات بموجب المادة 392، الفقرة 1 مكرراً، الجزء الأول، من قانون الإجراءات الجنائية، الصادر بسبب سن المُصرح، يعتبر إجراءً شاذاً، نظراً لأنه لا يمكن اعتبار هذا السن شرطاً شخصياً يجعل الفحص غير عملي، مما يؤدي بخلاف ذلك إلى إدخال حد غير منصوص عليه في القانون لقبول هذه الآلية، وهو أيضاً تهرب من افتراضات الضعف للشاهد وعدم إمكانية تأجيل الدليل المنصوص عليها في الحكم المذكور. (حالة تتعلق بقاصر يبلغ من العمر ثلاث سنوات).
هذه القاعدة الصادرة عن محكمة النقض، والمستخرجة من الحكم قيد التعليق، تجسد المبدأ الأساسي للقرار. يكمن جوهر المسألة في وصف الرفض بأنه "إجراء شاذ". في القانون الإجرائي الجنائي الإيطالي، يعتبر الإجراء الشاذ قراراً قضائياً، على الرغم من أنه صادر رسمياً من قبل قاضٍ، إلا أنه معيب بشكل جذري لدرجة اعتباره غير موجود أو على أي حال قادراً على التسبب في تراجع الإجراء إلى مرحلة سابقة أو جمود غير مقبول. في الأساس، الإجراء الشاذ هو خطأ إجرائي خطير لدرجة أنه يضر بالانتظام الكامل للإجراء.
توضح محكمة النقض أن سن القاصر، حتى لو كان صغيراً جداً (كما في الحالة المحددة لطفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات)، لا يمكن أن يشكل بحد ذاته عقبة أمام الحصول على الشهادة من خلال إجراءات الإثبات. على العكس من ذلك، فإن صغر السن يعزز ضرورة هذه الآلية، حيث يندرج ضمن "افتراضات ضعف الشاهد وعدم إمكانية تأجيل الدليل". إن رفض إجراءات الإثبات بناءً على السن فقط يعني إدخال حد غير منصوص عليه في القانون، مما يتعارض مع روح القواعد الموضوعة لحماية القاصر والحصول الصحيح على الدليل.
للحكم رقم 23115/2025 تداعيات هامة على كيفية التعامل مع شهادات القصر في الإجراءات الجنائية. إليك بعض النقاط الرئيسية:
يمثل حكم محكمة النقض رقم 23115/2025 خطوة هامة إلى الأمام للعدالة للأطفال ولحماية حقوق الأطفال ضحايا الجرائم. إنه يعزز الوعي بأن السن، حتى الأصغر، لا يمكن ولا يجب أن يكون ذريعة لإنكار الوصول إلى العدالة أو لتأخير الحصول على أدلة أساسية. على العكس من ذلك، فإن الضعف المتأصل للقاصر يفرض اهتماماً أكبر واعتماد جميع الأدوات الإجرائية، مثل إجراءات الإثبات، التي تهدف إلى ضمان استماع آمن وفي الوقت المناسب.
لطالما كان مكتبنا القانوني ملتزماً بالدفاع عن حقوق القصر والتطبيق الصارم للقواعد التي تحميهم، إيماناً منا بأن العدالة العادلة يجب أن تكون، قبل كل شيء، عدالة تهتم بالأكثر ضعفاً.