في المشهد الديناميكي للإجراءات الجنائية الإيطالية، يمثل التوازن بين سرعة المحاكمات واحترام الضمانات الإجرائية تحديًا مستمرًا. أدخل إصلاح كارتابيا (القانون 27 سبتمبر 2021، رقم 134) تعديلات هامة، بما في ذلك مؤسسة عدم الإجراء بسبب تجاوز المدة القصوى لدعوى الاستئناف، المنظمة بموجب المادة 344 مكرر من قانون الإجراءات الجنائية. ولكن ماذا يحدث عندما يكون الطعن معيبًا من البداية، مما يجعله غير مقبول؟ قدمت محكمة النقض، في حكمها رقم 20971 بتاريخ 13/05/2025 (المودع بتاريخ 05/06/2025)، توضيحًا حاسمًا لهذا التوازن الدقيق، مؤكدة على أولوية الإنشاء الصحيح للعلاقة الإجرائية.
ولد إصلاح كارتابيا بهدف طموح لتسريع المحاكمات الجنائية، وضمان "المدة المعقولة" للإجراءات، وهو مبدأ أساسي نصت عليه المادة 111 من الدستور والمادة 6 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان. في هذا المنظور، أدخلت المادة 344 مكرر من قانون الإجراءات الجنائية آلية لعدم الإجراء، تحدد مددًا قصوى يجب أن تنتهي خلالها دعاوى الاستئناف. يؤدي تجاوز هذه المدد، في غياب أسباب محددة للتعليق، إلى انقضاء الجريمة، وبالتالي، إلى عدم إجراء الدعوى الجنائية. إنه ابتكار يهدف إلى مكافحة الأوقات الميتة في العدالة وضمان استجابة سريعة.
كانت القضية المحددة التي أدت إلى قرار المحكمة العليا تتعلق بالمتهم س. ج.، الذي تم إعلان عدم قبول استئنافه من قبل قاضي جلسة الاستئناف في تورينو. كانت المسألة المعروضة على محكمة النقض واضحة: هل يمكن تجاوز التحقق من عدم قبول وثيقة افتتاحية بإعلان لاحق بعدم الإجراء بسبب تجاوز المدد القصوى؟ بعبارة أخرى، هل يمكن للاستئناف غير الصحيح في الأصل أن يستفيد من انقضاء المدد الإجرائية؟
فيما يتعلق بالطعون، فإن التحقق من عدم قبول وثيقة الافتتاح يمنع إعلان عدم إجراء الدعوى بسبب تجاوز المدد القصوى المنصوص عليها في المادة 344 مكرر من قانون الإجراءات الجنائية، والتي تم إدخالها بموجب المادة 2، الفقرة 2، الحرف أ، من القانون 27 سبتمبر 2021، رقم 134، نظرًا لأن حقيقة أن عدم قبول الطعن يتم إعلانه بعد انقضاء المدد المذكورة لا يستبعد أنه يسبق منطقيًا هذا الانقضاء. (في الأسباب، أكدت المحكمة أيضًا أن الحاجة إلى مدة معقولة للإجراءات، والتي تكمن وراء مؤسسة عدم الإجراء، لا يمكن أن تلغي ضرورة احترام قواعد الإنشاء الصحيح للعلاقة الإجرائية).
أجابت محكمة النقض، في حكمها رقم 20971/2025، بشكل قاطع، معلنة عدم قبول استئناف المتهم. الأسباب واضحة وتعيد التأكيد على مبدأ أساسي في قانون الإجراءات: عدم قبول وثيقة إجرائية، في هذه الحالة طعن، يمثل عيبًا أصليًا وغير قابل للإصلاح. الاستئناف غير المقبول هو، بطبيعته، وثيقة لم يتم تقديمها بشكل صحيح في الإجراء أبدًا. لذلك، فإن التحقق من هذا عدم القبول له أولوية منطقية وقانونية على أي تقييم آخر، بما في ذلك تقييم مدد المدة القصوى للدعوى. أوضحت محكمة النقض أنه حتى لو تم إعلان عدم القبول بعد انقضاء مدد عدم الإجراء، فإن ذلك لا يغير الأولوية المنطقية للعيب الأصلي. الحاجة إلى مدة معقولة للإجراءات، على الرغم من أهميتها، لا يمكن ولا يجب أن "تلغي ضرورة احترام قواعد الإنشاء الصحيح للعلاقة الإجرائية". عمليًا، لا يمكن النظر في مدة إجراء لم يتم إنشاؤه بشكل صحيح في المقام الأول.
لهذا الحكم آثار عملية هامة ويعيد التأكيد على مبادئ أساسية في نظامنا القانوني:
يمثل حكم محكمة النقض رقم 20971/2025 نقطة ثابتة في تفسير الأحكام الجديدة لإصلاح كارتابيا. إنه يعيد التأكيد بقوة على أن حماية المدة المعقولة للإجراءات، على الرغم من كونها قيمة أساسية، لا يمكن أن تتجاهل احترام القواعد الأساسية التي تضمن صحة وعدالة العمل القضائي. الطعن غير المقبول هو وثيقة لم تدخل الإجراء بشكل شرعي أبدًا، وبالتالي، لا يمكن "تصحيحها" بمرور الوقت. يعزز هذا القرار الحاجة إلى الامتثال الدقيق للأشكال الإجرائية، مما يضمن جدية وسلامة النظام القضائي الإيطالي.