مذكرة التوقيف الأوروبية: محكمة النقض والحكم 23117/2025 بشأن قابلية تنفيذ الحكم

تمثل مذكرة التوقيف الأوروبية (MAE) إحدى أهم أدوات التعاون القضائي الجنائي بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وتهدف إلى تبسيط وتسريع تسليم الأشخاص المطلوبين لتنفيذ عقوبة أو لإجراءات جنائية. ومع ذلك، فإن تطبيقها يثير غالبًا قضايا معقدة، خاصة عند مقارنة الأنظمة القانونية المختلفة. يأتي الحكم الأخير رقم 23117 لعام 2025 الصادر عن محكمة النقض لمعالجة إحدى هذه النقاط الحاسمة، حيث يوضح شرط "قابلية التنفيذ" لحكم الإدانة لأغراض التسليم إلى الخارج.

مذكرة التوقيف الأوروبية: ركيزة التعاون

لقد أحدثت مذكرة التوقيف الأوروبية، التي تم تقديمها بموجب القرار الإطاري 2002/584/GAI الصادر عن المجلس في 13 يونيو 2002 وتم استيعابها في إيطاليا بموجب القانون رقم 69 المؤرخ 22 أبريل 2005، ثورة في نظام التسليم التقليدي. استنادًا إلى مبدأ الاعتراف المتبادل بالقرارات القضائية، تهدف إلى التغلب على التأخيرات والإجراءات الرسمية المميزة للتسليم، مما يسهل تداول القرارات القضائية في فضاء من الحرية والأمن والعدالة. تعتمد فعاليتها على الثقة المتبادلة بين السلطات القضائية للدول الأعضاء.

تتعلق القضية التي فحصتها محكمة النقض، والتي كان فيها M. M. متهمًا، بمذكرة توقيف صادرة عن السلطة القضائية الفرنسية. تم استئناف حكم الدرجة الأولى، ولكنه كان قابلًا للتنفيذ بالفعل وفقًا للنظام الإجرائي الفرنسي. هذا السيناريو وضع المحكمة العليا أمام سؤال أساسي: لأغراض التسليم، هل يلزم حكم نهائي وغير قابل للنقض، أم يكفي أن يكون قابلًا للتنفيذ؟

قابلية التنفيذ أم عدم القابلية للنقض؟ القضية في صميم الحكم

التمييز بين الحكم "القابل للتنفيذ" و"غير القابل للنقض" أمر بالغ الأهمية. يكون الحكم قابلًا للتنفيذ عندما يمكن تطبيقه، أي عندما يمكن تنفيذ الآثار القانونية المترتبة عليه، حتى لو كان لا يزال قابلاً للاستئناف. أما الحكم غير القابل للنقض، فهو الحكم الذي لا يمكن استئنافه بوسائل عادية (الاستئناف، الطعن بالنقض) وأصبح نهائيًا. يمنح النظام القانوني الإيطالي، على سبيل المثال، قيمة خاصة لنهائية الإدانة ("درجتي التقاضي" و"عدم القابلية للنقض" بموجب المادة 27 من الدستور) قبل الشروع في تنفيذ العقوبة.

تناولت محكمة النقض، في حكمها 23117/2025، هذه المسألة الحساسة، وفحصت بعناية الإطار التنظيمي الأوروبي والوطني. أوضح الرئيس E. A. والمقرر F. D'A. كيف أن تفسير مذكرة التوقيف الأوروبية يجب أن يعطي الأولوية لهدفها المتمثل في التعاون السريع والفعال.

مضمون الحكم 23117/2025 ومعناه

فيما يتعلق بمذكرة التوقيف الأوروبية، فإن التسليم إلى الخارج يكون مشروعًا في حالة إصدار مذكرة التوقيف الأوروبية بناءً على حكم إدانة قابل للتنفيذ، ولكنه غير نهائي، لأن المادة 8، الفقرة 1، الحرف ج)، من القرار الإطاري رقم 2002/584/GAI المؤرخ 13 يونيو 2002 تعطي أهمية لـ "قابلية التنفيذ" فقط وليس لـ "عدم القابلية للنقض" للحكم، كشرط أساسي لنظام التعاون الهادف إلى تسليم الأشخاص المطلوبين بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. (حالة تتعلق بمذكرة توقيف صادرة عن السلطة القضائية الفرنسية بناءً على حكم من الدرجة الأولى، تم استئنافه ولكنه كان قابلًا للتنفيذ بالفعل وفقًا للنظام الإجرائي لتلك الدولة).

يبلور هذا المضمون المبدأ الذي بموجبه، في إطار مذكرة التوقيف الأوروبية، يمكن أن يتم تسليم شخص حتى لو لم يكن حكم الإدانة الذي يشكل أساسه نهائيًا، طالما أنه قابل للتنفيذ في نظام الدولة المصدرة. وبالتالي، أكدت محكمة النقض أن القرار الإطاري 2002/584/GAI، وخاصة المادة 8، الفقرة 1، الحرف ج)، يتطلب "قابلية التنفيذ" للحكم، وليس "عدم قابليته للنقض". هذا يعني أن إيطاليا، كدولة تنفيذ، يجب أن تعترف بصلاحية مذكرة التوقيف الأوروبية المستندة إلى إدانة قابلة للتنفيذ وفقًا لقوانين الدولة المصدرة، حتى لو كان هذا الحكم لا يزال قابلاً للاستئناف. يهدف هذا التفسير إلى منع الاختلافات الإجرائية بين الدول الأعضاء من إعاقة فعالية مذكرة التوقيف الأوروبية، مما يضمن مزيدًا من السلاسة في التعاون القضائي.

الآثار العملية والإشارات التنظيمية

يترك قرار المحكمة العليا آثارًا مهمة. بالنسبة للشخص المطلوب، يعني ذلك أن مجرد وجود استئناف أو طعن عادي آخر في الدولة المصدرة لا يكفي بحد ذاته لوقف إجراءات التسليم، شريطة أن يكون الحكم قابلًا للتنفيذ بالفعل. هذا يؤكد أهمية الفهم العميق للوائح الإجرائية للدولة الطالبة.

تشمل الإشارات التنظيمية التي تدعم هذا التفسير:

  • القانون 22/04/2005 رقم 69، المادة 2، الذي استوعب مذكرة التوقيف الأوروبية في إيطاليا.
  • القرار الإطاري للمجلس الأوروبي المؤرخ 13/06/2002 رقم 584، وخاصة المادتين 1 و 8، اللتين تحددان شروط إصدار وتنفيذ مذكرة التوقيف الأوروبية.
  • المادتان 13 و 27 من الدستور الإيطالي، اللتان تحميان الحرية الشخصية وقرينة البراءة حتى صدور حكم نهائي. في هذا السياق، وازنت محكمة النقض بين هذه المبادئ وضرورة التعاون الدولي، مفسرة القواعد بما يتفق مع القانون الأوروبي.

يتماشى هذا الحكم مع التوجهات القضائية السابقة التي أبرزت بالفعل أولوية قابلية التنفيذ على النهائية في سياقات محددة لمذكرة التوقيف الأوروبية، على الرغم من بعض التذبذبات التفسيرية على مر السنين.

الخاتمة: توازن بين التعاون والضمانات

يؤكد الحكم رقم 23117 لعام 2025 الصادر عن محكمة النقض، بإلغاء قرار محكمة استئناف روما وإحالته، على سيادة مبدأ الاعتراف المتبادل في سياق مذكرة التوقيف الأوروبية. من خلال التأكيد على أن "قابلية التنفيذ" لحكم الإدانة كافية للتسليم، حتى في غياب "عدم القابلية للنقض"، تعزز المحكمة العليا فعالية الأداة الأوروبية، وتعزز التعاون القضائي الأسرع والأكثر سلاسة بين الدول الأعضاء. فبينما يضمن ذلك سرعة أكبر في تطبيق العدالة عبر الوطنية، فإنه يفرض أيضًا تفكيرًا مستمرًا في ضرورة ضمان احترام الحقوق الأساسية للفرد، مثل الحق في الدفاع والمحاكمة العادلة، بشكل كامل في كل مرحلة من مراحل الإجراءات، سواء في الدولة المصدرة أو في دولة التنفيذ. توازن دقيق، ولكنه ضروري، لبناء فضاء قانوني أوروبي متكامل حقًا ويحترم حقوق الإنسان.

مكتب المحاماة بيانوتشي