ازدراء العسكري: محكمة النقض تؤكد شرعية المادة 81 من قانون العقوبات العسكرية السلمية (الحكم رقم 29723 لسنة 2025)

قانون العقوبات العسكرية، بأهدافه المحددة لحماية الانضباط والتماسك في القوات المسلحة، يقدم غالبًا خصائص تميزه عن قانون العقوبات العام. قرار حديث وهام صادر عن محكمة النقض، الحكم رقم 29723 لسنة 2025، يقدم توضيحًا أساسيًا بشأن جريمة الازدراء العسكري، المنصوص عليها في المادة 81 من قانون العقوبات العسكرية السلمية (C.P.M.P.). هذا القرار يجيب على تساؤلات حول الشرعية الدستورية للقاعدة، مؤكدًا استقلالية وخصوصية النظام العسكري.

الاختلافات بين الازدراء العسكري والعام

تتعلق المسألة الرئيسية بالمقارنة بين المادة 81 من قانون العقوبات العسكرية السلمية والمادة 290 من قانون العقوبات، التي تنظم الازدراء العام. هناك اختلافان حاسمان: ضرورة الحصول على إذن بالملاحقة من وزير العدل وشدة العقوبات. بالنسبة للازدراء العام، غالبًا ما يكون الإذن الوزاري مطلوبًا، بينما لا ينص عليه الازدراء العسكري. علاوة على ذلك، تنص المادة 81 من قانون العقوبات العسكرية السلمية على عقوبات أشد. وقد أثارت هذه التفاوتات قضايا تتعلق بالشرعية الدستورية، فيما يتعلق بالمواد 3 (المساواة)، 24 (حق الدفاع)، و 112 (إلزامية الدعوى الجنائية) من الدستور.

قرار محكمة النقض: عدم الجدوى الواضحة

محكمة النقض، برئاسة ج. س. وبمستشارية ب. م.، رفضت طعن المتهم ر. ب.، وأعلنت عدم الجدوى الواضحة لقضايا الشرعية الدستورية. ملخص الحكم واضح:

إن مسألة الشرعية الدستورية للمادة 81 من قانون العقوبات العسكرية السلمية، لمخالفتها للمواد 3 و 24 و 112 من الدستور، سواء فيما يتعلق بعدم النص على ضرورة الحصول على إذن بالملاحقة من وزير العدل، على عكس ما هو منصوص عليه في جريمة الازدراء المماثلة المنصوص عليها في المادة 290 من قانون العقوبات، أو فيما يتعلق بالخطورة الأكبر للعقوبة مقارنة بهذه الفرضية الثانية، هي مسألة غير مجدية بشكل واضح. (في حيثيات الحكم، لاحظت المحكمة، فيما يتعلق بالجانب الأول، أن إذن الملاحقة ليس ضمانًا إجرائيًا، بل هو إجراء سياسي، حر في أهدافه وغير قابل للمراجعة من قبل السلطة القضائية، وبالتالي فإن اختيار المشرع لاستبعاد ضرورته غير قابل للمراجعة أيضًا).

أكدت المحكمة أن إذن الملاحقة ليس ضمانًا إجرائيًا، بل هو إجراء سياسي غير قابل للمراجعة. وبالتالي، فإن اختيار المشرع لاستبعاده في حالة الازدراء العسكري هو اختيار مشروع. خصوصية النظام العسكري، الذي يحمي قيمًا أساسية مثل الانضباط والتماسك، تبرر نظامًا مختلفًا وشدة عقابية أكبر، والتي تعتبر متناسبة مع المصلحة القانونية المحمية.

المبادئ الدستورية التي تم الاستناد إليها كانت:

  • المادة 3 من الدستور: مبدأ المساواة.
  • المادة 24 من الدستور: حق الدفاع.
  • المادة 112 من الدستور: إلزامية الدعوى الجنائية.

الخلاصة: استقلالية ووظيفة قانون العقوبات العسكرية

يؤكد الحكم رقم 29723 لسنة 2025 استقلالية ووظيفة قانون العقوبات العسكرية المحددة. ويشدد على أن خصوصيات النظام العسكري، التي تمليها احتياجات فريدة للنظام والانضباط والتماسك، تبرر وجود قواعد جنائية وإجرائية متميزة عن القواعد العامة، دون انتهاك المبادئ الدستورية. هذا القرار أساسي لفهم ضرورة حماية معززة للولاء والدفاع العسكري، وهما عنصران أساسيان لأمن الدولة.

مكتب المحاماة بيانوتشي