تعتبر اعتراضات الاتصالات أدوات تحقيق قوية وتدخلية، تتطلب موازنة بين قمع الجرائم وحماية الخصوصية. قدمت محكمة النقض، بالقرار رقم 25098 لعام 2025، تفسيراً حاسماً للمادة 268، الفقرة 3، من قانون الإجراءات الجنائية، التي تنظم استخدام معدات بخلاف تلك المتاحة للنيابة العامة.
تفرض المادة 268 من قانون الإجراءات الجنائية أن تتم اعتراضات الاتصالات عبر مرافق مثبتة في النيابة العامة. تسمح الفقرة 3 باستثناء: في وجود "أسباب استثنائية للطوارئ" وإذا كانت مرافق النيابة العامة غير كافية، يمكن للنائب العام الإذن باستخدام معدات الشرطة القضائية أو معدات خاصة. التبرير الصحيح لهذه "الأسباب الطارئة" أمر أساسي لشرعية الأدلة.
القضية التي نظرتها محكمة النقض، والتي شملت المتهم C. F. (مع إلغاء وإعادة جزء من حكم محكمة استئناف روما)، تتعلق بصلاحية اعتراضات الاتصالات التي تمت بوسائل خارجية. أكدت المحكمة، برئاسة الدكتور G. S. والمقررة الدكتورة M. S. C.، مبدأً راسخاً:
في موضوع اعتراض الاتصالات أو المحادثات، يمكن استنتاج وجود أسباب استثنائية للطوارئ، المطلوبة بموجب المادة 268، الفقرة 3، من قانون الإجراءات الجنائية، لتنفيذ العمليات باستخدام معدات بخلاف تلك المثبتة في مكاتب النيابة العامة، بشكل ضمني أيضاً من الإشارة إلى النشاط الإجرامي الجاري، المشار إليه في قرار النائب العام، أو المستنبط بشكل عام من وثائق الإجراءات.
هذه القاعدة ذات أهمية عملية كبيرة. لا يجب أن تكون الطوارئ مصرح بها بصيغ صارمة في مرسوم النائب العام (P. M. C. G.)، بل يكفي أن تكون "ضمنياً" قابلة للاستنتاج من سياق "نشاط إجرامي جارٍ" مشار إليه في القرار، أو من "وثائق الإجراءات" ككل. يهدف هذا التوجه، بما يتماشى مع السوابق المتوافقة، إلى التوفيق بين كفاءة التحقيق وضمانات الإجراءات، وتجنب أن تؤدي العيوب الشكلية إلى تقويض التحقيقات الحاسمة.
يوفر هذا التفسير مرونة أكبر للنائب العام في استخدام الموارد الخارجية في حالات الطوارئ، طالما أن الأساس الواقعي للنشاط الإجرامي واضح وقابل للتحقق. بالنسبة للدفاع، فإن مبدأ "الاستنتاج الضمني" يحول تركيز الاعتراض. لم يعد الأمر يتعلق فقط بالتحقق من وجود دافع صريح، بل بتحليل وجود الطوارئ الفعلي والموضوعي من الوثائق الشاملة. هذا يعني:
الهدف هو ضمان أن كل استثناء للقواعد العادية مبرر بحاجة تحقيقية حقيقية وقابلة للإثبات.
يجلب القرار رقم 25098 لعام 2025 من محكمة النقض مزيداً من الوضوح لنظام اعتراضات الاتصالات. الاعتراف بأن "الأسباب الاستثنائية للطوارئ" يمكن استنتاجها ضمنياً، طالما أنها مدعومة بحقائق ملموسة وقابلة للتحقق، يعزز اليقين القانوني. يشجع هذا التوجه على تطبيق أكثر كفاءة للقواعد الإجرائية ويؤكد على أهمية التوازن المستمر بين الحاجة إلى مكافحة الجريمة وحماية الحقوق الأساسية.