يمثل مسار إعادة التأهيل وإعادة الإدماج الاجتماعي ركيزة أساسية لنظامنا السجني. يوفر الإفراج المبكر للسجناء إمكانية تخفيف العقوبة اعترافًا بمسار إيجابي. ومع ذلك، فإن تقييم متطلبات الحصول على هذه الميزة، خاصة عند ظهور عناصر قد تبدو متناقضة مثل التقارير التأديبية، ليس دائمًا مباشرًا. القرار الأخير لمحكمة النقض، الحكم رقم 24506 المؤرخ 28 مارس 2025 (المودع في 3 يوليو 2025)، يندرج ضمن هذا التوازن الدقيق، ويوضح كيفية تفسير وتقييم هذه التقارير. قرار يستحق تحليلًا دقيقًا لفهم آثاره العملية.
الإفراج المبكر هو مؤسسة قانونية تنظمها المادة 54 من القانون رقم 354 لسنة 1975 (نظام السجون)، والتي تسمح للسجين بالحصول على خصم خمسة وأربعين يومًا لكل فصل دراسي منفصل من العقوبة المنفذة، بشرط أن يكون قد أثبت مشاركته في عمل إعادة التأهيل. الهدف واضح: تشجيع السلوك الإيجابي والالتزام الحقيقي بمسار العلاج الذي تقدمه المؤسسة السجنية. هذه الميزة ليست حقًا تلقائيًا، بل هي منحة تخضع لتقدير محكمة المراقبة. تقليديًا، كان وجود مخالفات تأديبية يمثل غالبًا عقبة كبيرة، وأحيانًا لا يمكن التغلب عليها، للحصول على الإفراج المبكر، مما أدى إلى تفسيرات صارمة كانت تخاطر بإلغاء الجهود التي بذلها السجناء.
ألغى الحكم المعني، الصادر عن الدائرة الجنائية الأولى لمحكمة النقض، برئاسة ج. روكي ومستشار ت. غريكو، قرار محكمة المراقبة في ريجيو كالابريا المتعلق بقضية المتهم أ. س. مع الإحالة، وقدم تفسيرًا حاسمًا لتقييم التقارير التأديبية. المبدأ الأساسي الذي عبرت عنه المحكمة هو كالتالي:
فيما يتعلق بالإفراج المبكر، لأغراض الحكم بشأن متطلب المشاركة في عمل إعادة التأهيل، يجب الحصول على التقارير التأديبية وتقييمها بشكل ملموس، سواء من حيث قابليتها للإشارة إلى سلوك مقاوم لعملية إعادة التأهيل، أو لمقارنتها لاحقًا، في حكم شامل، مع أي عناصر إيجابية أخرى ناتجة عن السلوك الذي اتخذه المعني خلال الفصل الدراسي المعني، حيث لا يمكن لأي مخالفة تأديبية أن تبطل سلوكًا إيجابيًا تم اتخاذه باستمرار.
يمثل هذا المضمون تحولًا مهمًا. تؤكد محكمة النقض في الواقع على ضرورة التقييم الملموس وليس الشكلي للمخالفات التأديبية. لا يكفي تسجيل مخالفة لرفض الميزة؛ بل من الضروري تحليل نطاقها الحقيقي، وتأثيرها على مسار إعادة التأهيل، والأهم من ذلك، مقارنتها بمجموعة السلوكيات الأخرى التي اتخذها السجين. لا يمكن لحادث سلبي واحد أن يلغي تلقائيًا مسار السلوك الإيجابي الذي تم الحفاظ عليه باستمرار. يتجنب هذا النهج الأتمتة السلبية ويعزز رؤية أكثر شمولية وفردية لمسار إعادة التأهيل، بما يتماشى مع جوهر وظيفة العقوبة التأديبية.
تفرض المحكمة العليا على محكمة المراقبة إجراء تحليل متعمق، لا يقتصر على مجرد عد الملاحظات السلبية. يجب أن يأخذ الحكم الشامل في الاعتبار جميع العناصر المتاحة، بما في ذلك:
يمثل الحكم رقم 24506 لسنة 2025 الصادر عن محكمة النقض خطوة مهمة نحو عدالة سجون أكثر اهتمامًا بالشخص ومسار إعادة تأهيله. من خلال الاعتراف بأن السلوك البشري ليس دائمًا خطيًا تمامًا وأن الأخطاء يمكن أن تكون جزءًا من رحلة النمو، قدمت المحكمة تفسيرًا يوازن بين ضرورة الحفاظ على الانضباط داخل المؤسسات والهدف الأساسي لإعادة التأهيل. بالنسبة للعاملين في مجال القانون، يقدم هذا الحكم أداة قيمة لدعم طلبات السجناء، وضمان أن تقييم مسارهم عادل ومتعمق ويستند إلى تحليل شامل لسلوكهم. في النهاية، يعزز فكرة أن نظام السجون يجب أن يكون مكانًا للتغيير والفرص، وليس فقط للعقاب، وأن كل جهد نحو الاستعادة يجب الاعتراف به وتقديره.