تشديد عقوبة الرابط الغائي في حالة التنافس الصوري للجرائم: تحليل حكم محكمة النقض 28491/2025

في مشهد القانون الجنائي الإيطالي، يمثل التطبيق الصحيح لظروف التشديد وتأديب تنافس الجرائم مسائل ذات أهمية أساسية، قادرة على التأثير بعمق على حجم العقوبة وإدراك العدالة. قدمت محكمة النقض، الدائرة الجنائية الثالثة، في حكمها رقم 28491، المودع في 4 أغسطس 2025 (جلسة 26 يونيو 2025)، توضيحًا أساسيًا بشأن إمكانية تكوين ظرف التشديد للرابط الغائي (المادة 61، الفقرة الأولى، البند 2، القانون الجنائي) في فرضية التنافس الصوري للجرائم. هذا القرار، الذي كان فيه القاضي الدكتورة م. أ. هو المقرر والمحرر، وكان القاضي الدكتورة د. ن. ف. هو الرئيس، برفض طعن المتهم د. ج. س. ج. و. ضد قرار محكمة استئناف تارانتو، يمثل منارة للعاملين في مجال القانون ولجميع من يرغبون في فهم الفروق الدقيقة للعدالة الجنائية.

التنافس الصوري للجرائم والرابط الغائي: توازن دقيق

يتضمن القانون الجنائي طرقًا مختلفة يمكن للشخص من خلالها ارتكاب جرائم متعددة. أحد هذه الطرق هو ما يسمى بالتنافس الصوري للجرائم، المنصوص عليه في المادة 81، الفقرة الأولى، من القانون الجنائي. تنص هذه القاعدة على أنه عندما تنتهك أحكام قانونية مختلفة أو ترتكب انتهاكات متعددة لنفس الحكم القانوني بفعل واحد أو امتناع واحد، يتم تطبيق العقوبة المنصوص عليها للجريمة الأكثر خطورة مع زيادتها حتى ثلاثة أضعاف. تكمن الخصوصية تحديدًا في تفرد السلوك الذي ينتج عنه تعدد الأحداث الإجرامية.

من ناحية أخرى، يتكون ظرف التشديد للرابط الغائي، المنصوص عليه في المادة 61، الفقرة الأولى، البند 2، من القانون الجنائي، عندما يكون الجاني قد ارتكب الفعل لتنفيذ جريمة أخرى أو إخفائها، أو لتحقيق أو تأمين لنفسه أو للآخرين ناتج أو ربح أو ثمن أو حصانة جريمة أخرى. يتعلق الأمر، في جوهره، بتحديد هدف محدد: جريمة لا تُرتكب لتحقيق غرضها الخاص، بل كأداة لتحقيق جريمة أخرى. كانت المسألة المركزية التي أثارت النقاش القضائي والعقائدي دائمًا هي ما إذا كان يمكن تطبيق ظرف التشديد هذا أيضًا في حالة التنافس الصوري، حيث قد يوحي تفرد السلوك بعدم التوافق.

مبدأ محكمة النقض ومعناه المبتكر

يتدخل الحكم قيد النظر بالضبط في هذه النقطة، حاسمًا الشكوك ومقدمًا تفسيرًا واضحًا. إليكم المبدأ المستخرج من القرار:

فيما يتعلق بظروف التشديد، فإن ظرف التشديد للرابط الغائي يمكن تكوينه أيضًا في حالة التنافس الصوري للجرائم، حيث لا يتطلب وجود سلوكيات مختلفة، بل تحديد هدف محدد لجريمة لتحقيق جريمة أخرى. (حالة قضائية اعتبرت فيها المحكمة وجود ظرف التشديد المنصوص عليه في المادة 61، الفقرة الأولى، البند 2، من القانون الجنائي، جريمة سوء المعاملة في الأسرة وجريمة الإصابات الشخصية العمدية).

هذا البيان مدمر في وضوحه. تقرر محكمة النقض، برئاسة القاضي د. ن. ف. وبصفتها القاضي م. أ. محررة، بشكل لا لبس فيه أن ظرف التشديد للرابط الغائي يمكن تطبيقه حتى عندما تُرتكب الجرائم بفعل واحد (التنافس الصوري). النقطة المحورية ليست التمييز بين السلوكيات، بل الهدف الذي يربط جريمة بأخرى. ليس من الضروري وجود إجراءين منفصلين؛ يكفي أن يرتكب الفاعل جريمة بنية محددة لتحقيق جريمة أخرى أو تسهيلها.

الحالة العملية المذكورة في المبدأ مضيئة بشكل خاص: جريمة سوء المعاملة في الأسرة (المادة 572 من القانون الجنائي) وجريمة الإصابات الشخصية العمدية (المادة 582 من القانون الجنائي). في هذا السياق، يمكن اعتبار الإصابات الشخصية، على الرغم من أنها قد تكون نتاجًا للسلوك العام نفسه لسوء المعاملة، موجهة نحو استمرار أو تعزيز مناخ القمع والعنف المميز لسوء المعاملة. الضربات أو الجروح التي تُلحق ليست حوادث معزولة، بل هي أجزاء من مخطط أكبر للهيمنة، وبالتالي تخدم التنفيذ المستمر لسوء المعاملة.

  • **حماية أكبر للضحايا:** يعزز هذا التفسير حماية الضحايا، خاصة في سياقات حساسة مثل العنف المنزلي، مما يسمح بالنظر في الخطورة الكاملة للسلوكيات.
  • **الدقة في تطبيق القانون:** يساهم الحكم في تطبيق أكثر صرامة واتساقًا للقوانين الجنائية، وتجنب التفسيرات المقيدة التي قد لا تلتقط الخطورة الحقيقية لسلوكيات معينة.
  • **تحديد واضح للقصد الجنائي المحدد:** يؤكد القرار على أهمية التحقق من القصد الجنائي المحدد، أي نية الفاعل في توجيه جريمة نحو ارتكاب جريمة أخرى.

الخاتمة: خطوة إلى الأمام للعدالة الجنائية

يمثل الحكم رقم 28491 لعام 2025 الصادر عن محكمة النقض تطورًا قضائيًا هامًا في مسائل تنافس الجرائم وظروف التشديد. من خلال التأكيد على أن الرابط الغائي لا يتطلب بالضرورة وجود سلوكيات مختلفة، بل تحديدًا لهدف جريمة لتحقيق جريمة أخرى، تقدم المحكمة العليا توجيهًا واضحًا وعمليًا. هذا القرار أساسي لضمان الاعتراف الكامل بالعقوبة على الخطورة الموضوعية والذاتية للسلوكيات الإجرامية، خاصة في السياقات المعقدة مثل سوء المعاملة في الأسرة، حيث يمكن أن يكون للإجراءات المختلفة، على الرغم من تقاربها في حدث إجرامي واحد، أهداف مميزة ومشديدة. لفهم أعمق لهذه الديناميكيات وللمساعدة القانونية، فإن مكتبنا تحت تصرفكم الكامل.

مكتب المحاماة بيانوتشي