التهرب الضريبي الاحتيالي: محكمة النقض رقم 26095/2025 بشأن جريمة الخطر الملموس

تُعد مكافحة التهرب الضريبي ركيزة أساسية لاستقرار النظام الاقتصادي لأي بلد. وفي هذا السياق، تكتسب جريمة الاحتيال الضريبي للتهرب من سداد الضرائب، المنصوص عليها في المادة 11 من المرسوم التشريعي رقم 74 لعام 2000، دورًا محوريًا. ومع ذلك، فإن تطبيقها العملي يثير غالبًا تساؤلات، خاصة فيما يتعلق بإمكانية تكوينها. ولتوضيح ذلك، تتدخل محكمة النقض بقرارها الأخير، الحكم رقم 26095 المؤرخ في 21 مايو 2025 (المودع في 16 يوليو 2025)، والذي يقدم تفسيرًا حاسمًا لطبيعة هذه الجريمة كـ "جريمة خطر ملموس".

هذا الحكم، برئاسة أ. ج. ومقرر س. ج.، ألغى مع الإحالة قرارًا سابقًا صادرًا عن محكمة الحرية في ماسا، مقدمًا رؤى مهمة للمهنيين والمساهمين. ولكن ماذا يعني بالضبط أنها "جريمة خطر ملموس" وما هي تداعيات هذا التعريف؟

جريمة الاحتيال الضريبي: حماية للخزانة العامة

تهدف المادة 11 من المرسوم التشريعي 74/2000 إلى معاقبة سلوكيات المكلف التي، من خلال أفعال وهمية أو احتيالية، تسعى إلى حرمان أصوله (أو أصول الآخرين) من إمكانية الاستيلاء عليها من قبل الخزانة العامة لاسترداد دين ضريبي. الهدف واضح: منع المكلف من التخلص من ممتلكاته مما يجعل إجراءات التحصيل القسري غير فعالة. وبالتالي، فهي ليست جريمة تتطلب تحقق الضرر الفعلي للخزانة العامة، بل مجرد صلاحية الأفعال المرتكبة للإضرار بالتحصيل.

جادل الفقه القانوني طويلاً حول الطبيعة الدقيقة لهذا الخطر: هل هو خطر "مجرد"، مفترض من قبل القانون، أم خطر "ملموس"، يجب إثباته فعليًا؟ يؤكد حكم محكمة النقض رقم 26095/2025، متبنيًا اتجاهًا راسخًا، بقوة أنه جريمة خطر ملموس.

حجر الزاوية في الحكم: الخطر الملموس والتقييم "السابق"

يكمن جوهر قرار محكمة النقض في التأكيد على أنه لتكوين الجريمة، من الضروري أن تكون الأفعال الوهمية أو الاحتيالية فعليًا قادرة على جعل إجراءات التحصيل القسري غير فعالة، كليًا أو جزئيًا. لا ينبغي تقييم هذه الصلاحية بأثر رجعي، بل وفقًا لتقييم "سابق"، أي بالنظر إلى الوضع المالي للمكلف في وقت ارتكاب الأفعال.

لأغراض تكوين جريمة الاحتيال الضريبي للتهرب من سداد الضرائب، والتي تتمتع بطبيعة جريمة الخطر الملموس، من الضروري أن تكون الأفعال الوهمية أو الاحتيالية المرتكبة لإخفاء الأصول الخاصة أو أصول الآخرين لتجنب سداد الدين الضريبي قادرة على جعل إجراءات التحصيل القسري غير فعالة، كليًا أو جزئيًا، وفقًا لتقييم "سابق" يقيم كفاية حجم أصول المكلف بالنسبة لمطالبة الخزانة العامة. (حالة تتعلق بدين ضريبي بمبلغ ثمانية عشر مليون يورو، حيث استبعدت المحكمة وجود الخطر في مواجهة أصول إجمالية للمكلف تقدر بحوالي تسعة وعشرين مليون يورو).

كما يتضح بوضوح من الملخص، أكدت محكمة النقض أنه لا يكفي مجرد ارتكاب أفعال تهدف إلى إخفاء الأصول. من الضروري أن تكون هذه الأفعال، في السياق العام لأصول المكلف، قادرة فعليًا على عرقلة استرداد الدين من قبل الخزانة العامة. المثال العملي الوارد في الحكم مضيء: لا يمكن اعتبار المكلف الذي لديه دين ضريبي بقيمة ثمانية عشر مليون يورو، ولكن بأصول إجمالية تقدر بحوالي تسعة وعشرين مليون يورو، مذنبًا بجريمة الاحتيال الضريبي إذا لم تكن أفعال الإخفاء قد أثرت فعليًا على قدرة الدولة على استرداد المستحق. في هذه الحالة المحددة، استبعدت المحكمة وجود الخطر تحديدًا بسبب الحجم الكبير للأصول المتبقية، وألغت القرار الذي كان قد اعترف بالجريمة.

التداعيات العملية والمراجع التشريعية

لهذا القرار تداعيات عملية هامة. بالنسبة للادعاء، يعني ذلك أنه لا يكفي إثبات الفعل الاحتيالي أو الوهمي، بل من الضروري أيضًا إثبات صلاحيته الفعلية لجعل التحصيل غير فعال. بالنسبة للدفاع، تفتح إمكانية الطعن في الاتهام من خلال إثبات أنه، على الرغم من الأفعال المرتكبة، كانت الأصول المتبقية للمكلف كافية بشكل كبير لتغطية الدين الضريبي. لذلك، يجب أن يكون التقييم مفصلاً للغاية ومبنيًا على بيانات ملموسة.

تظل المراجع التشريعية الرئيسية هي المرسوم التشريعي 10/03/2000 رقم 74، وخاصة المادة 11 (جريمة الاحتيال الضريبي) والمادة 12 مكرر (القواعد الإجرائية)، ولكن محكمة النقض تشير أيضًا إلى سوابق متوافقة (مثل رقم 13233 لعام 2016 ورقم 46975 لعام 2018) التي حددت بالفعل هذا التوجه.

باختصار، العناصر الرئيسية التي يجب مراعاتها لتكوين الجريمة هي:

  • وجود دين ضريبي مؤكد وقابل للتنفيذ.
  • ارتكاب أفعال وهمية أو احتيالية تهدف إلى إخفاء الأصول.
  • النية المحددة للتهرب من سداد الضرائب (القصد المحدد).
  • الصلاحية الملموسة و"السابقة" لهذه الأفعال لجعل إجراءات التحصيل القسري غير فعالة، ولو جزئيًا، مع الأخذ في الاعتبار الحجم الإجمالي لأصول المكلف.

الخاتمة

يمثل الحكم رقم 26095 لعام 2025 الصادر عن محكمة النقض نقطة ثابتة في الفقه القانوني المتعلق بجريمة الاحتيال الضريبي للتهرب من سداد الضرائب. من خلال التأكيد على طبيعة جريمة الخطر الملموس وأهمية التقييم "السابق" للصلاحية الفعلية للأفعال في الإضرار بالتحصيل، تقدم المحكمة توجيهًا واضحًا لكل من أجهزة التحقيق والمكلفين. إنه بمثابة تحذير لتقييم العلاقة بين الدين الضريبي والوضع المالي للشخص بعناية فائقة، وتجنب الأتمتة وتفضيل تحليل جوهري للقدرة الهجومية للأفعال المرتكبة. فقط بهذه الطريقة يمكن ضمان التطبيق الصحيح للقانون، وحماية كل من مصلحة الخزانة العامة وحقوق المكلف.

مكتب المحاماة بيانوتشي