الاتساق والحرية: الحكم رقم 25921/2025 لمحكمة النقض بشأن المادة 275 من قانون الإجراءات الجنائية والتدابير الاحترازية

إن التوازن الدقيق بين حماية المجتمع والحق في الحرية الشخصية هو محور قانون الإجراءات الجنائية. الحكم رقم 25921 الصادر في 27 مايو 2025 (والمودع في 15 يوليو 2025) عن محكمة النقض، في القضية التي شملت س. ب. م. م. ف.، يقدم توضيحًا حاسمًا بشأن تطبيق "القاعدة القانونية" المنصوص عليها في المادة 275، الفقرة 1 مكرر، من قانون الإجراءات الجنائية. يؤكد هذا القرار على مبدأ أساسي، مما يضمن مزيدًا من الاتساق والقدرة على التنبؤ في إدارة القيود المفروضة على الحرية الشخصية في جميع مراحل الإجراءات.

المادة 275، الفقرة 1 مكرر، من قانون الإجراءات الجنائية: مبدأ ديناميكي

تنظم المادة 275 من قانون الإجراءات الجنائية شروط التدابير الاحترازية. تفرض الفقرة 1 مكرر، على وجه الخصوص، أنه بالتزامن مع حكم الإدانة، يجب أن يأخذ فحص الاحتياجات الاحترازية في الاعتبار "نتيجة المحاكمة، وطرق ارتكاب الفعل، والعناصر الطارئة التي قد تنشأ منها خطر الفرار أو تكرار الجريمة". هذا يعني أن تقييم ضرورة اتخاذ تدبير يجب أن يكون محدثًا دائمًا ومبنيًا على إطار إثبات كامل. كانت المسألة الرئيسية، التي أعربت عنها محكمة الحرية في فلورنسا برأي مختلف في 21 فبراير 2025، ما إذا كانت هذه القاعدة تنطبق أيضًا على طلبات إلغاء أو استبدال تدبير قائم بالفعل، مقدمة بعد الإدانة. أجابت محكمة النقض بالإيجاب، مما عزز الضمانات.

مبدأ المحكمة العليا: وحدة الحكم

فيما يتعلق بالتدابير الاحترازية الشخصية، فإن "القاعدة القانونية" التي أرستها المادة 275، الفقرة 1 مكرر، من قانون الإجراءات الجنائية، والتي بموجبها، بالتزامن مع حكم الإدانة، يتم فحص الاحتياجات الاحترازية مع مراعاة نتيجة المحاكمة، وطرق ارتكاب الفعل، والعناصر الطارئة التي قد تنشأ منها خطر الفرار أو تكرار الجريمة، تنطبق أيضًا فيما يتعلق بالقرار بشأن طلب إلغاء أو استبدال التدبير المقدم خلال كامل الجزء اللاحق من الإجراءات بعد الحكم، حيث أن النظام الاحترازي، الذي يحكمه مبدأ التقدير المقيد، لا يسمح بتنويع قواعد الحكم بين اللحظة التكوينية واللحظة الوظيفية للإجراء الذي يحد من الحرية الشخصية.

بهذا القرار، أوضحت محكمة النقض، برئاسة وإعداد الدكتور د. ن. ف.، أن معيار تقييم الاحتياجات الاحترازية، الذي يفرض مراعاة نتيجة المحاكمة والعناصر الطارئة، لا ينتهي بصدور حكم الإدانة. يجب أن يوجه كل قرار لاحق يتعلق ببقاء التدابير أو إلغائها أو استبدالها. أكدت المحكمة على "مبدأ التقدير المقيد": يجب على القاضي، أثناء التقييم، احترام المعايير القانونية المتسقة دائمًا. لا يجوز تطبيق قواعد حكم مختلفة بين اللحظة الأولية ("التكوينية") واللحظة اللاحقة ("الوظيفية") لإدارة التدبير. يضمن هذا النهج حماية الحرية الشخصية بنفس الصرامة في كل مرحلة من مراحل الإجراءات.

الآثار العملية والحماية الفعالة

لتطبيق "القاعدة القانونية" للمادة 275، الفقرة 1 مكرر، من قانون الإجراءات الجنائية على المراحل اللاحقة للإدانة آثار هامة:

  • تقييم مستمر: الاحتياجات الاحترازية ليست ثابتة، بل يجب إعادة فحصها في ضوء كل عنصر جديد.
  • أهمية الحكم النهائي: حتى بعد الإدانة، يجب أخذ كامل الإطار الإثباتي الذي ظهر من المحاكمة والعناصر الطارئة في الاعتبار لتقييم استمرار المخاطر الاحترازية.
  • تكافؤ الحكم: يتعزز مفهوم أن الحرية الشخصية تستحق نفس الاهتمام ونفس معيار التقييم في كل مرحلة من مراحل الإجراءات.

يعزز هذا التفسير مبدأ التناسب والملاءمة للتدابير الاحترازية، مؤكدًا أنها يجب أن تكون الملاذ الأخير وتتوقف بمجرد زوال الأسباب المبررة. يوفر للدفاع أداة أقوى لطلب مراجعة التدابير، استنادًا إلى تحليل محدث وكامل.

الخلاصة: خطوة إلى الأمام للعدالة الاحترازية

يمثل الحكم رقم 25921 لعام 2025 الصادر عن محكمة النقض تعزيزًا هامًا للضمانات الفردية في قانون الإجراءات الجنائية. من خلال توحيد معيار تقييم الاحتياجات الاحترازية في جميع المراحل اللاحقة للإدانة، أكدت المحكمة العليا على أهمية نهج صارم ومحترم للحرية الشخصية. يزيد هذا القرار من اليقين القانوني ويوفر أدوات أكثر فعالية لحماية المتهمين والمُدانين، مما يضمن أن القيود المفروضة على الحرية تكون دائمًا متناسبة وحالية ومبنية على تحليل كامل ومحدث. مساهمة أساسية لنظام عدالة جنائية أكثر إنصافًا وشفافية.

مكتب المحاماة بيانوتشي