يخضع النظام القضائي الإيطالي، لحماية المتهم، لمبادئ أساسية، من بينها حظر "إعادة التقييم السلبي" (reformatio in peius). قدمت محكمة النقض، في الحكم رقم 26005 بتاريخ 07/07/2025، توضيحًا حاسمًا لهذا المبدأ، لا سيما فيما يتعلق بالموازنة بين الظروف المخففة والظروف المشددة. هذا القرار أساسي لفهم حدود قاضي الاستئناف وضمانات الإجراءات.
تنص المادة 597، الفقرة 3، من قانون الإجراءات الجنائية على أنه لا يجوز لقاضي الاستئناف فرض عقوبة أشد أو إلغاء مزايا إذا كان الاستئناف مقدمًا من المتهم وحده. يحمي هذا المبدأ الحق في اللجوء إلى الاستئناف دون خوف من تفاقم الأمور، مما يسمح للمتهم بالبحث عن مراجعة للحكم دون المخاطرة بتفاقم وضعه. إنه ركيزة من ركائز المحاكمة العادلة.
تناولت القضية المعروضة استئناف المتهم وحده، ج. فاريزانو، الذي اعترض على عدم الموازنة بين الظروف المخففة العامة والظروف المشددة في الدرجة الأولى. محكمة استئناف باري، على الرغم من قبولها للاستئناف وصياغة حكم بالتعادل، أكدت العقوبة الإجمالية ولكنها زادت العقوبة الأساسية. أثار هذا التعديل مسألة انتهاك حظر "إعادة التقييم السلبي".
ألغت محكمة النقض، برئاسة الدكتور ل. بيستوريلي وبمشاركة الدكتورة ر. جوردانو كمحررة، الحكم مع الإحالة، وقررت بوضوح:
ينتهك قاضي الاستئناف حظر "إعادة التقييم السلبي" الذي، في حالة قبول الاستئناف المقدم من المتهم وحده لعدم تطبيق حكم الموازنة بين الظروف المخففة العامة المعترف بها والظروف المشددة في الدرجة الأولى، على الرغم من صياغة حكم بالتعادل بين الظروف المذكورة، يؤكد المعاملة العقابية السابقة بزيادة العقوبة الأساسية.
يوضح هذا المبدأ أن زيادة العقوبة الأساسية، حتى لو ظلت العقوبة النهائية دون تغيير بعد الموازنة، تشكل تفاقمًا لوضع المتهم، وبالتالي انتهاكًا للحظر. أكدت المحكمة على التطبيق الصارم للمادة 597 من قانون الإجراءات الجنائية.
للحكم رقم 26005/2025 آثار مهمة:
يتماشى هذا التفسير مع السوابق القضائية الراسخة، بما في ذلك قرارات الدوائر المتحدة، لضمان محاكمة عادلة.
يعد الحكم رقم 26005/2025 لمحكمة النقض مرجعًا أساسيًا لضمانات الإجراءات الجنائية. يؤكد مجددًا أن حظر "إعادة التقييم السلبي" هو مبدأ جوهري، أساسي لنظام قضائي عادل. يؤكد القرار مجددًا على ضرورة الالتزام الدقيق بهذا الحظر، حتى في موازنة الظروف، مما يضمن الحماية الكاملة للدفاع.