اليقين القانوني والثقة في الوثائق الرسمية أمران أساسيان. عندما يقوض التزوير هذه الثقة، تكون العواقب وخيمة. في هذا السياق، يندرج الحكم الهام رقم 28480 بتاريخ 20 يونيو 2025 (المودع بتاريخ 4 أغسطس 2025) الصادر عن محكمة النقض، الدائرة الجنائية. برئاسة الدكتورة ب. ر. وبمرافقة الدكتورة س. ب.، يرفض هذا القرار الطعن المقدم ضد حكم محكمة الاستئناف في أنكونا بتاريخ 26 نوفمبر 2024، موضحًا مفهوم "المحرر الرسمي ذي الشهادة المميزة" و"السلطة التوثيقية الخاصة" للموظف العام، وهو مبدأ أساسي في القانون الجنائي الإيطالي.
يتناول الحكم تعريف ونطاق المحررات التي تتمتع بـ "شهادة مميزة". يتمتع المستند بهذه الصفة بافتراض الحقيقة المطلقة، ولا يمكن دحضه إلا من خلال دعوى تزوير (في الدعاوى المدنية) أو حكم جنائي. تؤكد المحكمة العليا مجددًا أن هذه الصفة الخاصة لا تنبع من الصفة العامة للموظف العام، بل من "سلطة توثيقية" محددة.
يجب أن تُمنح هذه السلطة صراحةً بموجب القانون أو اللوائح (بما في ذلك اللوائح الداخلية) أو أن تكون مستنبطة من النظام التشريعي. لا يكفي أن يكون المحرر صادرًا عن موظف عام؛ بل يجب أن يكون هذا الموظف مفوضًا، بالنسبة لهذا النوع المحدد من المحررات، بسلطة تصديق تجعله غير قابل للطعن إلا بوسائل استثنائية. هذا التمييز حاسم بين "المحرر الرسمي" العام والمحرر ذي "الشهادة المميزة"، حيث يعاقب تزويره بشدة أكبر بموجب المادة 476، الفقرة 2، من قانون العقوبات، بالاقتران مع المادة 2699 من القانون المدني.
تتعلق القضية التي تم فحصها بضابط في شرطة الجمارك المالية، ف. س. ع. ب.، قام بتحرير وثيقة نسبها كذبًا إلى قائد وحدة الشرطة الضريبية. هذه الوثيقة تشهد بانتمائه إلى الوحدة وصلاحيته للوصول إلى مساحات الميناء. اعتبرت المحكمة الوثيقة ذات شهادة مميزة، حيث كان القائد هو الشخص الوحيد المخول بإصدار وثيقة بهذا المحتوى والقيمة التصديقية. وبالتالي، فإن سلوك الضابط قد أثر على الثقة في وثيقة، لو كانت أصلية، لتمتعت بافتراض الحقيقة المطلقة.
في موضوع التزوير، تعتبر الوثائق ذات الشهادة المميزة تلك الصادرة عن موظف عام يتمتع بسلطة توثيقية خاصة، ممنوحة بموجب قانون أو لوائح تنظيمية، بما في ذلك اللوائح الداخلية، أو مستنبطة من النظام، والتي بموجبها يتمتع المحرر بافتراض الحقيقة المطلقة، ولا يمكن إلغاؤه إلا بقبول دعوى التزوير أو بحكم جنائي. (تطبيقًا للمبدأ، أكدت المحكمة أن الوثيقة، التي يبدو أنها صادرة عن قائد وحدة الشرطة الضريبية، وهو الشخص الوحيد المخول بذلك، والتي قام بتحريرها كذبًا ضابط في شرطة الجمارك المالية، وتشهد بصفة انتماء الأخير إلى الوحدة المذكورة وصلاحيته للوصول إلى مساحات الميناء لأنشطة مؤسسية، تعتبر ذات شهادة مميزة).
يبرز هذا الملخص للحكم رقم 28480/2025 أن "الشهادة المميزة" ليست عالمية لكل محرر رسمي، بل تعتمد على السلطة والوظيفة المحددة للموظف العام المصدر. إنها "السلطة التوثيقية الخاصة"، المستمدة من مصادر تنظيمية محددة، هي التي تمنح المحرر "افتراض الحقيقة المطلقة" الذي يجعله صعب الطعن فيه. يوضح مثال الضابط كيف يحمي القانون سلطة ومصداقية من يفترض بهم إصدار مثل هذه الوثائق، مما يضمن سلامة الاتصالات الرسمية.
يكون المحرر ذا شهادة مميزة إذا:
يعد الحكم رقم 28480 لعام 2025 الصادر عن محكمة النقض توضيحًا أساسيًا ضد تزوير الوثائق الذي يؤثر على المحررات ذات القيمة الإثباتية العالية. من خلال إعادة التأكيد على مفهوم "الشهادة المميزة" وضرورة وجود "سلطة توثيقية خاصة"، تعزز المحكمة العليا حماية الثقة العامة واليقين القانوني. بالنسبة للموظفين العامين، يؤكد القرار على خطورة مسؤولياتهم؛ وبالنسبة للمواطنين، على أهمية الاعتماد على الوثائق التي تضمن صحتها. إنه تحذير واضح: الحقيقة المثبتة رسميًا هي قيمة يجب الدفاع عنها.