الدليل العلمي والخبرات المثيرة للجدل: محكمة النقض الجنائية في الحكم رقم 24725 لعام 2025 تحدد معايير التقييم

في سياق المحاكمة الجنائية، تزداد أهمية الدليل العلمي باستمرار. غالبًا ما يعتمد حل القضايا المعقدة على تفسير وتقييم البيانات والآراء الفنية المقدمة من الخبراء. ولكن، ماذا يحدث عندما تتعارض استنتاجات الخبراء والمستشارين من الأطراف، مقدمين أطروحات متعارضة حول نفس المسألة؟ أصدرت محكمة النقض العليا، في الحكم رقم 24725، المودع بتاريخ 07/07/2025 (جلسة 18/02/2025)، قرارًا بشأن هذه المسألة الحساسة، مقدمةً بوصلة قيمة للقضاة المكلفين بالتعامل مع التصورات العلمية المختلفة. القرار، الذي ترأسه السيد ر. ب. وكان معده السيد أ. ج.، يرفض الطعن المقدم ضد حكم محكمة الجنايات الاستئنافية في فلورنسا بتاريخ 29/05/2024، مؤكدًا توجهًا أساسيًا للقانون الإجرائي الجنائي الإيطالي.

الدور الحاسم للدليل العلمي في المحاكمة الجنائية

يمثل الدليل العلمي أداة متزايدة الانتشار وحاسمة في كثير من الأحيان لإثبات الحقيقة القضائية. من الحمض النووي إلى التحليلات الباليستية، ومن الخبرات الطبية الشرعية إلى التقييمات النفسية، تدخل العلوم بقوة إلى قاعات المحاكم. يخصص قانون الإجراءات الجنائية مساحة واسعة لهذه الأدوات، لا سيما من خلال المادتين 227 و 230، اللتين تنظمان على التوالي تعيين الخبير وصلاحيات المستشارين الفنيين من الأطراف. تؤكد هاتان المادتان على ضرورة إجراء التحقيق الفني بدقة وموضوعية، ولكن الطريق إلى "اليقين القضائي" ليس دائمًا مستقيمًا، خاصة عندما تظهر مواقف علمية متباينة.

فيما يتعلق بتقييم نتائج الخبرات وتقارير المستشارين من الأطراف، وفي حال وجود أطروحات متعارضة فيما يتعلق بالتحقيقات التي أجراها الخبراء والمستشارون بشأن السببية المادية للحدث، يقع على عاتق القاضي تحديد - بعد تقييم الموثوقية المنهجية وسلامة نوايا الخبراء والنظر في التصورات العلمية المختلفة - ما إذا كان يمكن التوصل إلى نظرية عليا قادرة على توجيه التحقيق بشكل موثوق، أو على العكس، نتيجة لتحليل شامل للفرضيات الفردية المقدمة ومن خلال حجج منطقية متسقة ومرتكزة بقوة على مسلمات المعرفة العلمية، ما إذا كان من المستحيل الوصول إلى نتيجة من حيث اليقين القضائي.

هذه القاعدة القانونية لمحكمة النقض تجسد مبدأ ذا أهمية أساسية. القاضي ليس مجرد متلقٍ للآراء الفنية، بل هو مقيّم نشط. لا يمكنه الاكتفاء باختيار الأطروحة التي تبدو له الأكثر إقناعًا، بل يجب عليه إجراء تحليل معمق يأخذ في الاعتبار عوامل متعددة. أولاً، "الموثوقية المنهجية" للتحقيقات: يجب على القاضي التأكد من أن التقنيات التي يستخدمها الخبراء معترف بها من قبل المجتمع العلمي ويتم تطبيقها بشكل صحيح. ثانيًا، "سلامة نوايا الخبراء": على الرغم من أن المستشار من طرف يهدف إلى دعم موقف موكله، إلا أن تحليله يجب أن يكون صادقًا ومبنيًا على بيانات موضوعية. أخيرًا، يجب على القاضي "النظر في التصورات العلمية المختلفة"، ومقارنة الأطروحات المختلفة بشكل نقدي، والبحث، إن أمكن، عن "نظرية عليا" - أي إطار تفسيري أعلى وأكثر قوة - يمكن أن يوحد أو يوضح المواقف المختلفة. فقط إذا كان ذلك غير ممكن، وبعد تحليل "شامل" و "منطقي متسق"، يمكنه استنتاج استحالة الوصول إلى اليقين القضائي.

القضية المحددة: الوفيات في المستشفى ومسؤولية المتهمة

الواقعة التي أدت إلى صدور الحكم رقم 24725 هي مثال رمزي بشكل خاص على التعقيد الذي يواجهه القاضي. في القضية قيد النظر، وقعت سلسلة من الوفيات داخل منشأة مستشفى. تم ربط هذه الأحداث المأساوية بإعطاء جرعات كبيرة من الهيبارين للمرضى، وهو إعطاء يُعزى في جميع الحالات إلى فعل متعمد من قبل المتهمة، ف. ب. في سياق حساس كهذا، حيث تكون حياة الإنسان والمسؤولية الجنائية على المحك، اكتسب تقييم الأدلة الطبية والعلمية حول سبب الوفيات وإسناد الفعل إلى المتهمة أهمية قصوى. في مواجهة الأطروحات الخبيرة المتعارضة المحتملة حول ديناميكية الحقائق أو العلاقة بين إعطاء الدواء والوفاة، كان على القاضي تطبيق المبادئ التي أعلنتها محكمة النقض بصرامة. هذا يعني أن كل فرضية فردية قدمها الخبراء خضعت لفحص نقدي، مع التحقق من أساسها العلمي واتساقها المنطقي. لم يكن القرار النهائي ممكنًا بدون:

  • تحقق دقيق من موثوقية المنهجيات العلمية المستخدمة في التحقيقات؛
  • اعتبار دقيق لسلامة وموضوعية الآراء التي عبر عنها الخبراء والمستشارون؛
  • تقييم متوازن للتصورات العلمية المختلفة المقدمة، دون تحيز؛
  • البحث عن نقطة توليف أو تفسير علمي أعلى ("النظرية العليا") قادر على تجاوز الاختلافات، أو في غيابها، تبرير استحالة الوصول إلى يقين إثباتي.

استنتاجات محكمة النقض: توازن دقيق

الحكم رقم 24725 لعام 2025 الصادر عن محكمة النقض لا يقتصر على إعادة تأكيد مبادئ معروفة بالفعل، بل يضعها في سياق تعقيد علمي متزايد، مقدمًا توجيهًا عمليًا للقضاة. أكدت الهيئة القضائية، برئاسة الدكتورة ر. ب.، أن مهمة القاضي ليست استبدال العالم، بل أن يكون "خبير الخبراء"، أي الخبير الذي يمكنه تقييم المعرفة العلمية المقدمة له بشكل نقدي. هذا يتضمن تحليلًا عميقًا وغير سطحي، وحججًا "منطقية متسقة ومرتكزة بقوة على مسلمات المعرفة العلمية". يمثل قرار محكمة النقض تحذيرًا هامًا لجميع العاملين في مجال القانون: تتطلب إدارة الدليل العلمي نهجًا صارمًا ومنهجيًا ومحدثًا باستمرار، لضمان محاكمة عادلة ومنصفة، حيث يكون البحث عن الحقيقة دائمًا موجهًا بالعقل والعلم، مع احترام حقوق جميع الأطراف.

مكتب المحاماة بيانوتشي