الاعتراضات البيئية: محكمة النقض وإعادة تفعيل أجهزة التنصت – الحكم رقم 29735/2025

تمثل الاعتراضات البيئية أداة تحقيق قوية، ولكن استخدامها يثير قضايا معقدة تتعلق بحماية الخصوصية وحرمة المسكن، وهي حقوق أساسية تضمنها الدستور الإيطالي. تُدعى محكمة النقض باستمرار إلى تحديد حدود هذه الوسائل الإثباتية. يقدم الحكم الأخير رقم 29735 لعام 2025، الصادر عن الدائرة الجنائية السادسة، توضيحًا حاسمًا لحالة محددة، ولكنها متكررة: قابلية استخدام المحادثات التي تم التقاطها عبر إعادة تفعيل أجهزة تم تثبيتها بالفعل في عقار، حتى لو كان الإذن الأولي صادرًا عن إجراء مختلف.

السياق القانوني للاعتراضات

تحمي المادة 14 من الدستور حرمة المسكن، بينما تنظم المواد 266 وما يليها من قانون الإجراءات الجنائية (CPP) الاعتراضات، وتحد من قابليتها للتطبيق على جرائم محددة وتتطلب دائمًا إذنًا قضائيًا مسببًا. علاوة على ذلك، تنص المادة 191 من قانون الإجراءات الجنائية على عدم قابلية استخدام الأدلة المكتسبة بالمخالفة للقانون. المبدأ العام هو أن كل ضغط على حق مضمون دستوريًا يتطلب إذنًا محددًا يوازن بين المصلحة العامة في التحقق من الجرائم وحماية الحريات الفردية. ولكن كيف ينطبق هذا المبدأ على إعادة تفعيل أجهزة التنصت الموجودة بالفعل؟

الحكم 29735/2025: إعادة التفعيل وقابلية الاستخدام

كانت القضية التي تناولها الحكم 29735/2025 تتعلق باستئناف المتهم ف. س. ضد قرار محكمة الجنايات الاستئنافية في نابولي. اعترض الدفاع على قابلية استخدام المحادثات التي تم التقاطها عبر إعادة التفعيل عن بعد لأجهزة تم تثبيتها بالفعل في عقار، وكان الإذن الأصلي قد صدر لإجراء آخر. كانت الحجة هي أن إعادة التفعيل تتطلب إذنًا جديدًا ومستقلاً، ولا يمكن "وراثة" الإذن السابق.

رفضت المحكمة العليا، بقرار يتماشى مع التوجهات السابقة (بما في ذلك الدوائر المتحدة رقم 23756 لعام 2024)، هذه الحجة. قرر المجلس، برئاسة الدكتور إ. أ. وبإعداد الدكتور أ. س.، مبدأ ذا أهمية كبيرة، يستحق التحليل المتعمق.

فيما يتعلق بالاعتراضات البيئية، فإن المحادثات التي تم التقاطها عن طريق إعادة التفعيل عن بعد لأجهزة مثبتة في العقار بموجب إذن صادر في إجراء آخر قابلة للاستخدام، حيث أن القرار الإذني الجديد، الذي يسمح بوضع أجهزة التنصت حتى مع طرق تتضمن ضغطًا على حق حرمة المسكن، يمنح، من باب أولى، الحق في إعادة تفعيل أجهزة التنصت "النائمة" الموجودة بالفعل في العقار.

توضح محكمة النقض أنه إذا سمح قرار إذني جديد بتثبيت أجهزة التنصت – وهو إجراء تدخلي يضغط على حق حرمة المسكن – فإنه، من باب أولى، يكون هذا القرار كافيًا للسماح بإعادة تفعيل الأجهزة الموجودة بالفعل و"النائمة". يعتمد المنطق على مبدأ "من يستطيع الأكثر يستطيع أيضًا الأقل": إذا كان الإجراء الأكثر تدخلاً مسموحًا به (التثبيت، الذي قد يتطلب دخولًا فعليًا)، فإنه مسموح به ضمنيًا أيضًا الإجراء الأقل تدخلاً ولكنه يهدف إلى نفس الغرض (إعادة التفعيل، الذي لا يتطلب وصولًا فعليًا جديدًا). هذا يبسط إجراءات التحقيق دون المساس بالضمانات الدفاعية، حيث تتم إعادة التفعيل دائمًا تحت مظلة قرار إذني جديد يقيم ضرورته وتناسبه.

نقاط رئيسية في القرار

يعزز هذا الحكم التوجه القضائي الذي يهدف إلى الموازنة بين فعالية التحقيقات واحترام الحقوق الأساسية. إليك بعض النقاط البارزة:

  • مبدأ الشرعية: يجب أن يكون كل اعتراض، بما في ذلك إعادة التفعيل، مغطى دائمًا بقرار إذني من القاضي.
  • التناسب: إذا كان الإذن يغطي الإجراء الأكثر تدخلاً (التثبيت)، فإنه يغطي أيضًا الإجراء الأقل تدخلاً (إعادة التفعيل).
  • الاتساق القضائي: يتماشى الحكم مع الأحكام السابقة الهامة، مثل تلك الصادرة عن الدوائر المتحدة، مما يضمن استقرار التفسير.
  • حماية المسكن: على الرغم من المرونة، فإن الحاجة إلى قرار جديد تضمن تقييم حق حرمة المسكن والموازنة بينه وبين الحاجة التحقيقية دائمًا.

تعد المادة 112 من الدستور، التي تفرض إلزامية الدعوى الجنائية، ركيزة أخرى تبرر البحث عن أدوات تحقيق فعالة، دائمًا في إطار احترام المبادئ الدستورية والقواعد الإجرائية.

الخاتمة

يقدم الحكم رقم 29735 لعام 2025 الصادر عن محكمة النقض توضيحًا هامًا في مجال الاعتراضات البيئية. ينص على أن إعادة تفعيل أجهزة التنصت الموجودة مسبقًا، حتى لو تم تثبيتها في إجراء مختلف، أمر مشروع وقابل للاستخدام، شريطة وجود قرار إذني جديد يأمر بالتقاطها. هذا القرار يحسن التحقيقات الجنائية، ويزيل العقبات البيروقراطية غير الضرورية، مع الحفاظ على ضمان الرقابة القضائية. بالنسبة للمحامين والعاملين في مجال القانون، يعد الحكم دليلًا أساسيًا؛ وبالنسبة للمواطن، يؤكد من جديد التوازن الدقيق بين ضرورة ملاحقة الجرائم وحماية المجال الخاص.

مكتب المحاماة بيانوتشي