يعد الحق في الدفاع ركيزة أساسية لكل نظام قانوني يضمن الحقوق، وقد تم رفعه إلى مبدأ غير قابل للانتهاك بموجب الدستور الإيطالي. ومع ذلك، فإن تطبيقه العملي قد يواجه عقبات أو تفسيرات تستحق تحليلاً دقيقاً. في هذا السياق، يأتي الحكم رقم 16487، الذي تم إيداعه في 2 مايو 2025، من محكمة النقض. يقدم هذا القرار توضيحات هامة حول طبيعة وعواقب عدم منح "مهلة للدفاع" في الإجراءات الجنائية. القرار، الذي ترأسته الدكتورة إم. بي. وكان مقرراً له الدكتور بي. في.، برفض الطعن المتعلق بالمتهم إي. أو.، يثبت أنه حاسم لفهم كيف ومتى يمكن الاحتجاج بعيب إجرائي بهذه الأهمية.
تنص المادة 108 من قانون الإجراءات الجنائية على "مهلة الدفاع"، وهي آلية تضمن للمحامي فترة زمنية كافية لإعداد استراتيجيته، ودراسة المستندات، وأداء مهمته على أفضل وجه. تتمثل وظيفتها في ضمان دفاع ليس شكلياً فحسب، بل جوهري وفعال، بما يتماشى مع المادة 24 من الدستور والمادة 6 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان (ECHR). إن رفض هذه المهلة يؤثر بشكل مباشر على عدالة المحاكمة. كانت المسألة التي تناولتها محكمة النقض تتعلق بالتحديد القانوني وطرق الاعتراض على البطلان الناجم عن هذا الإغفال.
أكدت محكمة النقض، في الحكم رقم 16487 لسنة 2025، مبدأً أساسياً حول طبيعة البطلان الناجم عن عدم منح مهلة للدفاع. إليك الملخص الذي يلخص المبدأ:
إن عدم منح مهلة الدفاع المنصوص عليها في المادة 108 من قانون الإجراءات الجنائية، والتي تتعلق بمساعدة المتهم وليس بغياب المحامي، يؤدي إلى بطلان عام ذي نظام وسيط لا يمكن الاحتجاج به لأول مرة في طعن النقض، بل يجب أن يعترض عليه المحامي الحاضر فوراً بعد اتخاذ الإجراء الذي يرفض المهلة.
هذا القرار حاسم لأنه يميز الحالة: البطلان لا يرتبط بغياب المحامي، بل بنقص المساعدة الفنية الكافية. تهدف المادة 108 من قانون الإجراءات الجنائية إلى جودة وفعالية التدخل الدفاعي. تصنف محكمة النقض هذا البطلان على أنه "بطلان عام ذو نظام وسيط"، وفقاً للمادة 178، الفقرة 1، الحرف ج) من قانون الإجراءات الجنائية. وهذا يترتب عليه نتيجة إجرائية صارمة:
هذا الشرط الزمني ضروري لسرعة الإجراءات ولتجنب الاحتجاج بعيوب إجرائية متأخرة، مما يبطل العمل المنجز ويطيل أمد العدالة. تؤكد المحكمة على واجب المحامي في التحرك بسرعة لحماية حقوق موكله.
إن آثار هذا القرار مهمة. بالنسبة للمحامي، يمثل الحكم تحذيراً لليقظة والاستعداد الشديدين. إذا تم رفض مهلة الدفاع في الجلسة، فمن الضروري الاعتراض فوراً على البطلان. سيؤدي عدم الاعتراض إلى منع إمكانية الاحتجاج بالعيوب في مرحلة لاحقة، بما في ذلك طعن النقض. يعزز هذا المبدأ فكرة أن حماية الحق في الدفاع تتطلب إجراءً استباقياً وواعياً من قبل المحامي، منذ المراحل الأولى للإجراءات التي يظهر فيها العيب.
يؤكد الحكم رقم 16487 لسنة 2025 الصادر عن محكمة النقض اتجاهاً قضائياً راسخاً، تم استدعاؤه أيضاً من قبل العديد من الملخصات السابقة. إنه بمثابة تذكير بأهمية التوقيت في الاعتراض على البطلان ذي النظام الوسيط، وخاصة تلك المتعلقة بالحق في مساعدة المتهم. بالنسبة لمحامي الدفاع الجنائي، يعني هذا الحفاظ على اهتمام مستمر بديناميكيات الإجراءات والتصرف بسرعة لحماية الحقوق الأساسية لموكليهم. فقط بهذه الطريقة يمكن ضمان محاكمة عادلة تحترم الضمانات الدستورية والاتفاقية.