يعد التصدي للجريمة المنظمة والجرائم البيئية أولوية قصوى لنظامنا القانوني. غالبًا ما تتقاطع هاتان الصورتان من عدم الشرعية، مما يجعل تحديد المسؤوليات الجنائية وتطبيق القواعد أمرًا معقدًا. في هذا السيناريو، قدمت محكمة النقض، في حكمها الأخير رقم 18806، المودع في 20 مايو 2025، مفتاحًا مهمًا للقراءة حول العلاقة بين جريمة الأنشطة المنظمة للاتجار غير المشروع بالنفايات (المادة 452-quaterdecies من القانون الجنائي) وجريمة تكوين عصابة إجرامية (المادة 416 من القانون الجنائي). قرار يستحق تحليلًا دقيقًا لفهم آثاره العميقة.
صدر قرار المحكمة العليا استجابةً لاستئناف قرار محكمة استئناف روما، المؤرخ 19 مارس 2024، في الإجراءات التي كان فيها السيد ب. ر. متهمًا. كان محور القضية هو إمكانية تكوين تنافس مادي بين جريمة الاتجار غير المشروع بالنفايات، وهي جريمة تندرج ضمن فئة الجرائم البيئية، وجريمة تكوين عصابة إجرامية الأكثر عمومية. التمييز حاسم، لأنه يؤثر على التأهيل القانوني للحقائق، والعقوبات المطبقة، واستراتيجية الدفاع. رفضت محكمة النقض، برئاسة الدكتور س. ج. وبمستشار الدكتور أ. أ.، الاستئناف، مؤكدةً التوجه الذي مفاده أن التنافس بين هاتين الفئتين قابل للتكوين بالكامل.
يقع جوهر القرار في المبدأ، الذي يوضح بشكل لا لبس فيه موقف المحكمة العليا:
يمكن تكوين تنافس مادي بين جريمة الأنشطة المنظمة للاتجار غير المشروع بالنفايات، المنصوص عليها في المادة 452-quaterdecies من القانون الجنائي، وجريمة تكوين عصابة إجرامية، المنصوص عليها في المادة 416 من القانون الجنائي، حيث لا توجد علاقة تخصص بين الفئتين الجنائيتين، نظرًا لاختلاف عناصرهما التأسيسية وموضوعاتهما القانونية، حيث يمكن ارتكاب الجريمة البيئية من قبل شخص واحد أو شخصين أو أكثر بالتواطؤ أو بشكل منظم، وليس بهدف ارتكاب جرائم أخرى، بينما تتميز الجريمة ضد النظام العام بوجود تنظيم، ولو كان بسيطًا، من الأفراد والوسائل، وظيفي لتحقيق سلسلة غير محددة من الجرائم، مما يزعج النظام العام.
هذا التأكيد ذو أهمية أساسية. الـ "