يعد النظام القضائي الإيطالي، وخاصة النظام الجنائي، آلية معقدة حيث يمكن لكل قرار قضائي أن يكون له تأثير كبير على الممارسة والاستراتيجية الدفاعية. من بين المراحل الأكثر حساسية في العملية القضائية، تأتي بالتأكيد مرحلة الطعون، أي إمكانية الأطراف في الاعتراض على قرارات القضاة. ولكن ماذا يحدث عندما يقرر المرء التخلي عن بعض أسباب الاستئناف؟ وبشكل خاص، هل يشمل التخلي عن جميع الأسباب، باستثناء تلك المتعلقة بتحديد العقوبة، تلقائيًا المسائل المتعلقة بالعودة إلى الإجرام؟ أجابت محكمة النقض العليا على هذا السؤال ذي الأهمية العملية الكبيرة بالحكم رقم 19866 لسنة 2025، مقدمةً توضيحًا أساسيًا يستحق تحليلًا دقيقًا.
في قانون الإجراءات الجنائية، يعد التخلي عن الطعن أو عن أسباب محددة منه إجراءً تصرفيًا يسمح للأطراف بعدم المضي قدمًا في الاستئناف. تنظم المادة 589 من قانون الإجراءات الجنائية هذه الإمكانية، بينما تحدد المادة 597 من قانون الإجراءات الجنائية صلاحيات قاضي الاستئناف. غالبًا ما يمكن للمتهمين أو محاميهم اختيار التخلي الجزئي، ربما بالتركيز فقط على جوانب محددة من حكم الدرجة الأولى، مثل تحديد العقوبة.
تعد العودة إلى الإجرام، التي تنظمها المادة 99 من القانون الجنائي، ظرفًا مشددًا يحدث عندما يرتكب شخص ما جريمة أخرى بعد أن تم إدانته بجريمة. يؤدي تطبيقها إلى زيادة العقوبة ويمكن أن يؤثر على جوانب أخرى من المعاملة العقابية. لذلك، فإن الاعتراض عليها في الاستئناف أمر بالغ الأهمية، حيث يمكن أن يؤدي إلى تشديد كبير في الحكم النهائي.
كانت المسألة المعروضة على محكمة النقض، في الحكم الذي نتحدث عنه، تدور حول نطاق التخلي عن أسباب الاستئناف. على وجه الخصوص، تتعلق القضية بالمتهم ب. ت.، الذي أعلنت محكمة استئناف نابولي عدم قبول طعنه السابق. تم استدعاء محكمة النقض العليا، برئاسة الدكتور ف. د. ن. وبإعداد الدكتور أ. م. أ.، للفصل في المشكلة المحددة للتخلي عن الأسباب المتعلقة بالعودة إلى الإجرام. الملخص للحكم، الذي يلخص مبدأ القانون المؤكد، هو كالتالي:
في موضوع الطعون، يشمل التخلي عن جميع أسباب الاستئناف، بخلاف تلك المتعلقة بتحديد العقوبة، أيضًا الاعتراضات المتعلقة بالعودة إلى الإجرام، والتي، على الرغم من اندماجها في تحديد العقوبة مثل أي ظرف آخر، تشكل جزءًا مستقلاً من القرار.
هذا المقطع ذو أهمية أساسية. توضح المحكمة أنه على الرغم من أن العودة إلى الإجرام تؤثر مباشرة على تحديد العقوبة، إلا أنها لا يمكن مقارنتها بـ "ظرف" بسيط بالمعنى العام للكلمة عند الحديث عن التخلي عن أسباب الاستئناف. تكمن خصوصيتها في حقيقة أنها "تشكل جزءًا مستقلاً من القرار". هذا يعني أن تقييم وجود العودة إلى الإجرام وتطبيقها هو نقطة محددة في الحكم، تختلف عن مجرد تحديد العقوبة الأساسية أو تقييم الظروف المخففة أو المشددة الأخرى الشائعة. لذلك، للاعتراض على العودة إلى الإجرام، لا يكفي التخلي عن جميع الأسباب "بخلاف تلك المتعلقة بالعقوبة"، بل يجب الاحتفاظ صراحة بالاعتراض على العودة إلى الإجرام نفسها، ومعاملتها كجزء مستقل.
يؤدي قرار محكمة النقض رقم 19866 لسنة 2025 إلى عواقب مباشرة وذات صلة على العاملين في مجال القانون وعلى المتهمين. فيما يلي بعض النقاط الرئيسية التي يجب مراعاتها:
يمثل الحكم رقم 19866 لسنة 2025 الصادر عن محكمة النقض قطعة مهمة في فسيفساء الفقه الجنائي فيما يتعلق بالطعون. يؤكد على أهمية الصياغة الدقيقة للوثائق الإجرائية ويذكر أنه، حتى في وجود تخلي جزئي، يجب النظر إلى كل جانب من جوانب القرار القضائي بخصوصيته. إن فهم التمييز بين تحديد العقوبة واستقلالية "جزء" العودة إلى الإجرام أمر أساسي لتجنب الحرمان الإجرائي غير السار ولضمان دفاع فعال وموجه. لذلك، فإن هذا التوجه القضائي بمثابة تحذير لمزيد من الوعي والدقة في إدارة الاستراتيجيات الدفاعية في الاستئناف، خاصة عندما تكون هناك ظروف مهمة مثل العودة إلى الإجرام قيد اللعب.