يمثل القرار الأخير لمحكمة النقض، الحكم رقم 12237 الصادر في 27 مارس 2025، نقطة مرجعية حاسمة لفهم الديناميكيات المعقدة للاحتجاز الإداري للمواطنين الأجانب الذين قدموا طلبًا للحماية الدولية. في مشهد تنظيمي دائم التطور، يتميز بإصلاحات مثل تلك التي أدخلها المرسوم القانوني 11 أكتوبر 2024، رقم 145، والذي تم تحويله مع تعديلات بموجب القانون 9 ديسمبر 2024، رقم 187، قدمت المحكمة العليا توضيحًا بشأن جانب حساس: عواقب رفض طلب تعليق قرار رفض الحماية الدولية على سند الاحتجاز. هذا القرار لا يسلط الضوء على حدود الشرعية في مجال الاحتجاز الإداري فحسب، بل يؤكد أيضًا على أهمية التطبيق الصارم للمبادئ الدستورية والقواعد الأوروبية لحماية الحقوق الأساسية.
يتضمن النظام الإيطالي لإدارة تدفقات الهجرة وطلبات الحماية الدولية أشكالًا مختلفة من الاحتجاز. على وجه الخصوص، يركز الحكم المعني على ما يسمى بـ "الاحتجاز الثانوي" المنصوص عليه في المادة 6 من المرسوم التشريعي 18 أغسطس 2015، رقم 142. يتعلق هذا النوع من الاحتجاز بالمواطن الأجنبي غير النظامي، المحتجز بالفعل في مركز احتجاز لإعادة الأجانب (CPR) بانتظار الترحيل، والذي يقدم لاحقًا طلبًا للحماية الدولية. ينص القانون على أنه في هذه الحالات، يمكن لمدير الشرطة (Questore) أن يأمر بالاحتجاز لأسباب تتعلق بالتحقق من الهوية أو الجنسية، أو لمنع الفرار، في انتظار القرار بشأن طلب الحماية. إنها آلية مصممة لتحقيق التوازن بين حاجة الدولة للسيطرة وحق الفرد في فحص طلب اللجوء الخاص به.
ومع ذلك، فإن المسار ليس خطيًا. يتم فحص طلب الحماية الدولية من قبل اللجنة الإقليمية، والتي يمكن الطعن في أي قرار رفض صادر عنها من قبل الأجنبي أمام المحكمة العادية، وفقًا للمادة 35 مكرر، الفقرة 4، من المرسوم التشريعي 28 يناير 2008، رقم 25. بالتزامن مع الاستئناف، يمكن للأجنبي طلب تعليق قرار الرفض. وهنا بالضبط يتدخل قرار محكمة النقض بقوة، ويرسم سيناريوهات وعواقب محددة.
كرست محكمة النقض، بموجب الحكم رقم 12237 لعام 2025، مبدأً أساسيًا يؤثر بشكل مباشر على الحرية الشخصية للأجانب. وينص المبدأ على ما يلي:
فيما يتعلق بالاحتجاز الإداري للأجانب في النظام الإجرائي اللاحق للمرسوم القانوني 11 أكتوبر 2024، رقم 145، والذي تم تحويله، مع تعديلات، بموجب القانون 9 ديسمبر 2024، رقم 187، فإن الاحتجاز "الثانوي" للمواطن غير النظامي بانتظار الترحيل، والمحتجز بالفعل في مركز احتجاز لإعادة الأجانب (CPR)، والذي قدم طلبًا للحماية الدولية، والذي أمر به مدير الشرطة (Questore) وفقًا للمادة 6 من المرسوم التشريعي 18 أغسطس 2015، رقم 142، في حالة تقديم استئناف قضائي بموجب المادة 35 مكرر، الفقرة 4، من المرسوم التشريعي 28 يناير 2008، رقم 25، بهدف الحصول على تعليق قرار الرفض الصادر عن اللجنة الإقليمية، يمكن أن يؤدي إلى نتيجتين مختلفتين: أ) إذا تم قبول طلب التعليق، يُسمح للأجنبي بالبقاء في الأراضي الوطنية أثناء نظر الاستئناف القضائي، حتى لو تم احتجازه وفقًا لشروط القانون لنفس السند؛ ب) إذا تم رفض طلب التعليق، فإن سند الاحتجاز بموجب المادة 6 المذكورة أعلاه يسقط، ويصبح قرار اللجنة الإقليمية واجب التنفيذ، وبالتالي لا يمكن اعتبار تمديد نفس الاحتجاز شرعيًا، بل يجب أن تكون حالة الإقامة غير النظامية موضوعًا لقرار طرد مستقل وتدابير التنفيذ المترتبة عليه.
هذا المقطع ذو أهمية بالغة. أوضحت المحكمة، برئاسة الدكتور جي. آر. وبإشراف الدكتور ف. سي.، أن نتيجة طلب التعليق لها تأثير مباشر على شرعية الاحتجاز. دعونا نرى الحالتين:
تطبيقًا لهذا المبدأ، ألغت المحكمة دون إحالة مرسوم قاضي الصلح في تراباني الذي مدد الاحتجاز لمدة 90 يومًا إضافية، معتبرة أنه متأخر لأنه صدر بعد رفض التعليق القضائي. يتماشى هذا القرار مع أحكام سابقة، مثل الحكم الصادر عن الدائرة المدنية الأولى، رقم 2378 لعام 2024، والذي حدد بالفعل اتجاهًا تفسيريًا مماثلًا.
آثار هذا الحكم مهمة لكل من الأجانب الذين يطلبون الحماية الدولية والسلطات المعنية. بالنسبة للأجانب، يؤكد القرار على الأهمية الاستراتيجية للاستئناف القضائي وطلب التعليق. النتيجة السلبية على هذا الأخير لا تعني فقط رفض الحماية، بل أيضًا فقدان السند الذي يبرر الاحتجاز، مما يفتح الباب أمام الترحيل. بالنسبة للسلطات، يفرض الحكم إدارة أكثر دقة وفي الوقت المناسب للإجراءات، وتجنب التمديدات غير المشروعة للاحتجاز بمجرد زوال الأساس القانوني.
هذا الإطار التنظيمي المعقد، الذي يشمل مواد من الدستور (المادة 13 بشأن الحرية الشخصية)، والمرسوم التشريعي 142/2015، والمرسوم التشريعي 25/2008، والقانون الموحد للهجرة، يسلط الضوء على الحاجة إلى استشارة قانونية مؤهلة. قد يؤدي التعامل مع هذه الإجراءات دون دعم مناسب إلى أضرار جسيمة لحقوق الأجنبي. وبالتالي، يصبح دور المحامي أساسيًا للتنقل بين القواعد، وتقديم استئنافات في الوقت المناسب ومفصلة، والدفاع عن الحماية المنصوص عليها في النظام الإيطالي والأوروبي.
الحكم رقم 12237 لعام 2025 الصادر عن محكمة النقض ليس مجرد إجراء قضائي، بل هو منارة حقيقية تضيء جانبًا حاسمًا من قانون الهجرة. من خلال التأكيد على أن الاحتجاز الإداري لا يمكن تمديده إلى أجل غير مسمى بمجرد زوال سنده القانوني، تعزز المحكمة مبادئ الشرعية وحماية الحرية الشخصية. إنه بمثابة تذكير للمؤسسات بضمان أن يكون كل حرمان من الحرية دائمًا قائمًا على أساس قانوني قوي وحديث، وتأكيد على الحق في عدالة سريعة وفعالة للجميع، بغض النظر عن الجنسية. يعد فهم وتطبيق هذه المبادئ بشكل صحيح أمرًا ضروريًا لنظام قانوني يرغب في أن يُعرّف بأنه عادل ومنصف.