يمثل جريمة الاحتيال التعاقدي واحدة من أكثر الحالات تعقيدًا وإثارة للجدل في مجال القانون الجنائي الإيطالي، حيث تتداخل الديناميكيات التفاوضية مع السلوك الاحتيالي. إن فهم اللحظة الدقيقة التي تكتمل فيها هذه الجريمة ليس مجرد مسألة تقنية قانونية بحتة، بل له أهمية حاسمة في إثبات المسؤولية الجنائية وحماية الضحايا. في هذا السياق، يقدم الحكم الأخير لمحكمة النقض، الحكم رقم 9092 بتاريخ 12/12/2024 (مودع 04/03/2025)، توضيحًا هامًا، ويرسم معايير دقيقة لتحديد لحظة اكتمال الجريمة.
يتحقق الاحتيال، المنصوص عليه في المادة 640 من القانون الجنائي، عندما يقوم شخص ما، عن طريق الحيل أو الخدع، بإيقاع شخص آخر في خطأ، مما يؤدي إلى تحقيق ربح غير عادل على حساب ضرر للآخرين. يظهر تطبيقه "التعاقدي" عندما يندرج الخداع ضمن سياق اتفاق تفاوضي، مما يدفع الضحية إلى إبرام عقد لم يكن ليبرمه لولا الاحتيال. غالبًا ما تكمن الصعوبة الرئيسية في تحديد متى وقع الضرر على الضحية، وبالتالي، متى يمكن اعتبار الجريمة قد اكتملت. هذا الجانب أساسي لتطبيق القواعد الإجرائية وللتأهيل القانوني الصحيح للسلوك.
فيما يتعلق بالاحتيال التعاقدي، يجب تحديد لحظة اكتمال الجريمة في ضوء خصوصيات الاتفاق والإرادة التعاقدية المحددة، مع مراعاة أساليب وتوقيت السلوكيات، لتحديد متى وقع الضرر الفعلي على الطرف المتضرر، مع ما يترتب على ذلك من تحقيق ربح غير عادل من قبل الجاني.
هذه المقولة، المستخرجة من الحكم رقم 9092/2024، تلخص بوضوح اتجاه المحكمة العليا. لا يكفي وجود سلوك احتيالي أو مجرد إبرام عقد معيب. ما يهم هو "متى" تجسد الضرر الاقتصادي للضحية، وفي الوقت نفسه، الربح غير العادل لمرتكب الجريمة. تدعونا محكمة النقض إلى النظر إلى ما هو أبعد من الفعل الرسمي، لتحليل الديناميكيات المحددة للاتفاق والعواقب الحقيقية للسلوكيات. هذا يعني أنه يجب تقييم كل حالة على حدة، مع الأخذ في الاعتبار ليس فقط فعل الدفع أو التوقيع، بل التسلسل الكامل للأحداث التي أدت إلى الضرر الفعلي.
يقدم الحكم قيد النظر، والذي كان المتهم فيه هو أ. س.، مثالاً واضحًا لهذا التفسير. في الحالة المعروضة، تم دفع السلع موضوع الاحتيال من قبل الضحية عن طريق التحويل المصرفي. ومع ذلك، اعتبرت محكمة النقض، برئاسة الدكتورة ج. فيرجا وبمساعدة المستشار ج. مارا، أن الضرر الفعلي للضحية لم يتحقق في لحظة الدفع. على العكس من ذلك، اكتملت الجريمة فقط عندما تم نقل السلع، التي تم دفع ثمنها بالفعل، من مكان التخزين دون علم المشتري، مما منعه فعليًا من استلام ما هو مستحق له. يضع هذا القرار تمييزًا أساسيًا، موضحًا أن العنصر الرئيسي هو حرمان الضحية من التصرف في السلعة، وهي لحظة قد لا تتزامن مع المرحلة الأولية للعقد أو الدفع. قدمت المحكمة معايير واضحة لتحديد لحظة الاكتمال:
يمثل الحكم رقم 9092/2024 لمحكمة النقض نقطة مرجعية أساسية لتفسير لحظة اكتمال الاحتيال التعاقدي. إنه يعزز مبدأ أن الحماية الجنائية تتدخل في اللحظة التي يكون فيها الضرر للضحية فعليًا ولا رجعة فيه، مما يوفر مزيدًا من الوضوح للعاملين في مجال القانون والمواطنين. بالنسبة لأولئك الذين يواجهون مواقف مماثلة، سواء كضحايا أو كمشتبه بهم، من الضروري الاعتماد على استشارة قانونية متخصصة يمكنها تحليل كل تفاصيل القضية في ضوء هذه السوابق القضائية الراسخة والمتطورة باستمرار. مكتبنا القانوني على استعداد لتقديم المساعدة وحماية حقوقكم في هذه الحالات المعقدة.