تهريب التبغ: إلغاء التجريم بين الجريمة والمخالفة الإدارية وفقًا لحكم محكمة النقض رقم 8886 لسنة 2025

المشهد القانوني الإيطالي في تطور مستمر، وتمثل أحكام محكمة النقض غالبًا نقاط تحول أساسية لتفسير وتطبيق القوانين. ومن الأمثلة البارزة على ذلك الحكم الأخير رقم 8886، الذي تم إيداعه في 4 مارس 2025، والذي يتدخل بشكل كبير في تنظيم تهريب التبغ المصنع الأجنبي. هذا القرار، برئاسة الدكتور أ. ج. وبإشراف الدكتور ج. أ.، يلغي دون إحالة حكمًا سابقًا صادرًا عن محكمة استئناف نابولي، ويرسم حدودًا جديدة بين ما يعتبر جريمة وما يندرج ضمن نطاق المخالفة الإدارية. يعد تعديل تشريعي، ولا سيما المادة 84، الفقرة 2، من المرسوم التشريعي رقم 141 لسنة 2024، في صميم هذه المراجعة الهامة.

نقطة التحول في إلغاء التجريم: ما وراء الجريمة للكميات الصغيرة

تتعلق المسألة الرئيسية التي تناولتها المحكمة العليا بحيازة التبغ المصنع الأجنبي بغرض البيع بكميات تقل عن خمسة عشر كيلوجرامًا قياسيًا. تقليديًا، كان هذا السلوك يعتبر جريمة تهريب، مع جميع العواقب الجنائية المترتبة على ذلك. ومع ذلك، أدخل المشرع، بموجب المرسوم التشريعي 26 سبتمبر 2024، رقم 141، تغييرًا هامًا: إلغاء التجريم للسلوكيات ذات الخطورة الاجتماعية الأقل. تنص المادة 84، الفقرة 2، من هذا المرسوم، في الواقع، على أن حيازة التبغ بكميات محدودة، حتى في حالة العودة من قبل الفاعل، لم تعد تشكل جريمة، بل مجرد مخالفة إدارية. هذا يعني تغييرًا جذريًا في نهج الدولة تجاه أنواع معينة من الانتهاكات، مع تفضيل العقوبات المالية بدلاً من عقوبات الحبس.

فيما يتعلق بالتهريب الجمركي، فإن حيازة التبغ المصنع الأجنبي بغرض البيع بكميات تقل عن خمسة عشر كيلوجرامًا قياسيًا، حتى في حالة العودة من قبل الفاعل، لا يعتبر جريمة بموجب القانون، حيث يتم معاقبته كمجرد مخالفة إدارية بموجب المادة 84، الفقرة 2، من المرسوم التشريعي 26 سبتمبر 2024، رقم 141، ما لم توجد إحدى الظروف المشددة المنصوص عليها في المادة 85 من المرسوم المذكور.

هذه الخلاصة لمحكمة النقض تجسد مبدأ إلغاء التجريم. من المهم ملاحظة كيف تحدد المحكمة أن هذا التحول من جريمة إلى مخالفة إدارية ينطبق "حتى في حالة العودة". هذا الجانب مهم بشكل خاص، حيث أن العودة تعتبر تقليديًا عاملًا مشددًا في القانون الجنائي. يشير اختيار المشرع وتفسير محكمة النقض إلى رغبة في التمييز بوضوح بين التهريب على نطاق واسع، والذي لا يزال يخضع للملاحقة الجنائية، والسلوكيات الأقل خطورة، والتي يكفي لها عقوبة إدارية. الهدف هو تخفيف العبء القضائي وتركيز الموارد التحقيقية على الظواهر الإجرامية الأكثر خطورة، مع الحفاظ على رادع فعال للانتهاكات الأقل.

الاستثناءات للقاعدة: متى يظل التهريب جريمة

من الضروري التأكيد على أن إلغاء التجريم ليس مطلقًا. نفس الخلاصة، وبالتالي المادة 84، الفقرة 2، من المرسوم التشريعي رقم 141/2024، تنص على استثناء هام: "ما لم توجد إحدى الظروف المشددة المنصوص عليها في المادة 85 من المرسوم المذكور". هذا يعني أنه إذا كان سلوك حيازة التبغ المصنع الأجنبي، على الرغم من كونه أقل من خمسة عشر كيلوجرامًا قياسيًا، مصحوبًا بظروف مشددة محددة منصوص عليها في المادة 85، فسيظل يعتبر جريمة بجميع آثاره. يمكن أن تشمل هذه الظروف المشددة، على سبيل المثال:

  • استخدام وسائل احتيالية متطورة بشكل خاص.
  • التواطؤ في عصابة إجرامية بغرض التهريب.
  • ارتكاب الفعل من قبل موظفين عموميين أثناء ممارسة وظائفهم.
  • الكمية، على الرغم من كونها أقل من الحد، والتي تتجاوز مع ذلك حدًا أدنى ذا أهمية خاصة.

في هذه السيناريوهات، تظل الأهمية الجنائية للتهريب سليمة، وستكون العقوبات المنصوص عليها هي العقوبات النموذجية للقانون الجنائي. لذلك، من الضروري للمهنيين القانونيين والمواطنين فهم الحدود التي رسمها هذا التشريع بشكل كامل، لتجنب المفاجآت غير السارة ولضمان الدفاع أو الادعاء الصحيح.

الخلاصة: توازن بين الكفاءة والعدالة

يمثل الحكم رقم 8886 لسنة 2025 الصادر عن محكمة النقض، استنادًا إلى التعديلات التي أدخلها المرسوم التشريعي رقم 141 لسنة 2024، خطوة هامة نحو زيادة ترشيد النظام الجزائي الإيطالي فيما يتعلق بالتهريب الجمركي. الهدف واضح: التمييز بين السلوكيات الأقل خطورة، والتي تستحق عقوبة إدارية، وتلك الأكثر خطورة، والتي تتطلب تدخل القانون الجنائي. يهدف هذا النهج إلى تحسين فعالية العدالة، من خلال تركيز الموارد التحقيقية والإجرائية على الجرائم الأكثر خطورة، دون ترك الانتهاكات الأقل دون عقاب. بالنسبة لأولئك الذين يواجهون اتهامات بالتهريب، أصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى اللجوء إلى متخصصين ذوي خبرة في القانون الجنائي والضريبي، قادرين على التنقل في إطار تنظيمي معقد ومتزايد التعقيد، وتقييم كل تفصيل من تفاصيل الحالة بعناية لتحديد التأهيل القانوني الصحيح للواقعة وأفضل استراتيجيات الدفاع.

مكتب المحاماة بيانوتشي