في التوازن الدقيق بين التنمية العمرانية وحماية السلامة العامة، يحتل التشريع المضاد للزلازل دورًا ذا أهمية قصوى، خاصة في بلد مثل إيطاليا، الذي يتميز بخطر زلزالي مرتفع. التطبيق الصحيح لهذه القواعد ليس مجرد مسألة بيروقراطية، بل هو ضمان أساسي لسلامة الجميع. أكد قرار حديث صادر عن محكمة النقض العليا، الحكم رقم 11169 المؤرخ في 06/12/2024 (تم إيداعه في 20/03/2025)، بقوة مبدأ أساسيًا: استحالة تسوية الانتهاكات المضادة للزلازل "بأثر رجعي" والعواقب الجنائية الخطيرة المترتبة عليها. توضيح حاسم يجب أن يعرفه كل مواطن ومهني وعامل في قطاع البناء.
القضية قيد النظر، والتي كانت فيها السيدة R. L. متهمة، تتعلق بانتهاكات التشريع المضاد للزلازل. ألغت محكمة النقض، برئاسة الدكتور U. B. وبإعداد الدكتور G. B.، قرار محكمة سانتا ماريا كابوا فيتيري مع الإحالة، مع التركيز على الطبيعة الجوهرية للحماية التي توفرها القواعد ذات الصلة. يهدف التشريع المضاد للزلازل، وخاصة المرسوم الرئاسي رقم 380 المؤرخ 6 يونيو 2001 ("القانون الموحد للبناء")، مع مواد مثل المادة 93 (المتعلقة بالإبلاغ عن الأعمال في المناطق المعرضة للزلازل)، إلى منع الأضرار والخسائر في الأرواح التي يمكن أن يسببها حدث زلزالي للمباني غير المتوافقة. لذلك، فهي ليست مجرد شكلية، بل شرط جوهري ووقائي.
فيما يتعلق بانتهاكات التشريع المضاد للزلازل، لا توجد إمكانية لتقييم التوافق الزلزالي للمنشأة "بأثر رجعي" بما يتفق مع هدف حماية السلامة العامة والطبيعة الوقائية للرقابة التي تمارسها الإدارة المختصة على التدخلات الإنشائية في المناطق المعرضة للزلازل، ولا توجد آثار لانقراض الجريمة نتيجة للتسوية اللاحقة للعمل.
هذه المقولة من الحكم رقم 11169/2024 ذات أهمية أساسية. النقطة الرئيسية الأولى هي أنه لا يمكن تقييم التوافق الزلزالي للمنشأة "بعد" بنائها. يجب أن تتم المراقبة والتحقق قبل وأثناء البناء. هذا لأن السلامة الهيكلية جوهرية في التصميم والتنفيذ، وليست إضافة أو تصحيحًا لاحقًا. السماح بتقييم بأثر رجعي يعني المساس بالطبيعة الوقائية للقاعدة وتعريض السلامة العامة للخطر، وهي المصلحة الأساسية المحمية.
الجانب الثاني، وهو بنفس القدر من الأهمية، هو أن التسوية "بأثر رجعي" للعمل لا تنتج آثارًا لانقراض الجريمة المرتكبة بالفعل. إذا تم بناء عمل ينتهك القواعد المضادة للزلازل، فسيتم ارتكاب جريمة (غالبًا ما تكون جنائية، كما هو منصوص عليه في المادة 45 من المرسوم الرئاسي 380/2001). حتى لو تم محاولة تكييف المنشأة في مرحلة لاحقة، فإن الفعل غير القانوني الأصلي، مع عواقبه الجنائية، يظل قائمًا. بمعنى آخر، لا يوجد "عفو" للجرائم المضادة للزلازل يمكن أن يلغي السلوك الإجرامي بأثر رجعي.
قرار محكمة النقض له تأثير مباشر وهام على كل من يعمل في قطاع البناء أو يعتزم تنفيذ تدخلات في المناطق المعرضة للزلازل. فيما يلي بعض النقاط الأساسية التي يجب مراعاتها:
تم تأكيد هذا المبدأ بالفعل في قرارات سابقة، مثل الحكم رقم 2357 لعام 2023 (Rv. 284058-01)، مما يدل على خط قضائي راسخ وصارم فيما يتعلق بحماية السلامة العامة.
يمثل الحكم رقم 11169/2024 الصادر عن محكمة النقض تحذيرًا لا لبس فيه: السلامة المضادة للزلازل ليست خيارًا ولا التزامًا يمكن تأجيله. طبيعتها الوقائية وحماية السلامة العامة تتطلب نهجًا صارمًا ومتوافقًا مع القانون منذ البداية. لا توجد طرق مختصرة أو إمكانية "لتسوية" جرائم البناء المضادة للزلازل بعد ارتكابها. بالنسبة لأي شخص يعمل أو يستثمر في قطاع البناء، من الضروري الاعتماد على مهنيين ذوي خبرة ومؤهلين، وفي حالة الشك أو المسائل المعقدة، استشارة مكتب محاماة متخصص على الفور. فقط بهذه الطريقة يمكن ضمان الامتثال الكامل للقانون، وقبل كل شيء، سلامة الأشخاص والممتلكات المبنية.