تسليم المجرمين ومواعيد التسليم: ما الذي تغير بعد الحكم رقم 8929/2025؟

عادت المحكمة العليا للبت في العلاقات القضائية مع السلطات الأجنبية، محللةً عواقب التأخير في قيام الدولة الطالبة بإرسال طلب تسليم المجرمين. القضية، التي تورط فيها المواطن البيروفي ج. ج. م.، أتاحت للقسم الجنائي السادس فرصة تلخيص المبادئ الراسخة، ولكنها غالبًا ما تكون محل نزاع في قاعات المحاكم. دعونا نرى لماذا تم رفض الاستئناف وما هي الانعكاسات العملية التي ينتجها لمهنيي القانون.

جوهر القرار

فيما يتعلق بتسليم المجرمين إلى الخارج، فإن التأخير في إرسال طلب التسليم من قبل جمهورية بيرو، بعد تنفيذ الاعتقال، لا يؤدي إلى بطلان إجراءات تسليم المجرمين، ولا يدل بحد ذاته على فقدان اهتمام الدولة الطالبة، نظرًا لأن معاهدة تسليم المجرمين بين إيطاليا وبيرو، المصادق عليها بالقانون 3 مايو 2004، رقم 135، لا تتضمن أي حكم بهذا المعنى، مع بقاء إنهاء الإجراء الاحترازي بعد انقضاء مدة التسعين يومًا.

يؤكد الملخص على جانبين: من ناحية، غياب بند في معاهدة إيطاليا-بيرو يعاقب على الطلب المتأخر بالبطلان؛ ومن ناحية أخرى، الموازنة مع حماية الحرية الشخصية، التي تضمنها مدة 90 يومًا المنصوص عليها في المادة 715، الفقرة 7، من قانون الإجراءات الجنائية لبقاء الإجراء القسري. وبالتالي، تؤكد المحكمة، بالإشارة إلى الحكم السابق رقم 477/2024، على عدم وجود إلغاء تلقائي في حالة التأخير، طالما أن الشخص لا يبقى محتجزًا لأكثر من الحد الأقصى.

الإطار التنظيمي: معاهدة إيطاليا-بيرو وقانون الإجراءات الجنائية

لفهم نطاق القرار بالكامل، من الضروري تقاطع المصادر الدولية والداخلية:

  • القانون 3 مايو 2004، رقم 135: المصادقة والتنفيذ لمعاهدة تسليم المجرمين بين إيطاليا وبيرو. لا ينص النص على مواعيد للطلب الرسمي بعد الاعتقال المؤقت.
  • المادة 697 من قانون الإجراءات الجنائية: تنظم الاعتقال المؤقت لأغراض تسليم المجرمين.
  • المادة 715 من قانون الإجراءات الجنائية: تحدد مدة 90 يومًا كحد أقصى للاحتجاز المؤقت؛ بعد انقضاء هذه الفترة، يجب إنهاء الإجراء، بغض النظر عن حالة الطلب.

وبالتالي، فإن عدم وجود موعد متفق عليه يفسح المجال للتشريعات الداخلية، والتي تتدخل فقط في الحرية الشخصية وليس في الإجراء بأكمله. ومن هنا يأتي تأكيد محكمة النقض: التأخير لا يبطل عملية تسليم المجرمين، بل يؤثر فقط على بقاء الأجنبي في حالة احتجاز.

التداعيات العملية للدفاع

يجب على المحامي الذي يساعد شخصًا مستهدفًا بالاعتقال المؤقت، في ضوء هذا الحكم، تركيز استراتيجيته على محورين:

  • مراقبة دقيقة لانقضاء مدة 90 يومًا للحصول على الإفراج الفوري عن العميل؛
  • التحقق مما إذا كان هناك، بالإضافة إلى التأخير، انتهاكات جوهرية للمعاهدة (على سبيل المثال، عدم قابلية الجريمة للعقاب أو عدم تطابق الجرائم) يمكن أن تشكل أساسًا للاعتراض على تسليم المجرمين.

إن مجرد حجة تقاعس الدولة الأجنبية، في غياب موعد اتفاقي، لن تكون كافية بعد الآن لشل الإجراء.

الخاتمة

يعزز الحكم رقم 8929/2025 اتجاهًا يهدف إلى منع الثغرات الاتفاقية من أن تترجم تلقائيًا إلى حصانة دولية. في الوقت نفسه، تحمي المحكمة الحرية الشخصية من خلال فرض الاحترام الصارم للمدة الداخلية البالغة 90 يومًا. بالنسبة لمهنيي القانون الجنائي الدولي، الرسالة واضحة: اللعبة تلعب على التحليل المشترك للمعاهدات وقانون الإجراءات، وليس على مجرد شكاوى زمنية.

مكتب المحاماة بيانوتشي