الاستيلاء التعسفي على الحقوق الخاصة: محكمة النقض رقم 11490/2025 بشأن تغيير الوجهة كـ "عنف ضد الأشياء"

قد يتحول الإجراء اليومي المتمثل في إغلاق ممر، أو تركيب عمود، أو نقل سياج إلى جريمة يعاقب عليها القانون. هذا ما تذكره محكمة النقض، الدائرة الجنائية السادسة، في حكمها بتاريخ 28 يناير 2025، والمودع بتاريخ 21 مارس 2025، رقم 11490، مؤكدة إدانة V. L. بتهمة الاستيلاء التعسفي على الحقوق الخاصة (المادة 392 من القانون الجنائي). تقدم القضية فرصة لتوضيح متى يتحقق "العنف ضد الأشياء" حتى بدون أضرار مادية، وما هي الاحتياطات التي يجب اتخاذها لتجنب التعدي على المخالفة.

الواقعة والمسار القضائي

اعتقد المتهم أنه يحمي حق مرور، فقام بتثبيت شبكة معدنية على سياج قائم، مما منع الطرف الآخر من الوصول بسيارته إلى أرضه. اعتبرته المحكمة الابتدائية أولاً، ثم محكمة الاستئناف في كالياري لاحقاً، مذنباً: ترفض محكمة النقض الطعن مؤكدة خط سير السوابق القضائية المتوافقة (محكمة النقض 35876/2019، 4373/2009).

"العنف ضد الأشياء" بين النظرية والتطبيق

تعاقب المادة 392 من القانون الجنائي من يأخذ حقه بنفسه بالعنف. حتى الآن، كانت السوابق القضائية تتأرجح بين:

  • تفسير مادي، يرتكز على الضرر المادي للشيء؛
  • قراءة وظيفية، تنظر إلى التأثير على حق الآخر، حتى بدون تدهور.

يحتضن الحكم بوضوح الخيار الثاني: لا يلزم وجود ضرر مالي، بل يكفي تغيير الوجهة الذي يجعل ممارسة حق الضحية أكثر صعوبة أو مستحيلة. هذا هو نفس المنطق الذي طرحته المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان عند حماية التمتع السلمي بالممتلكات (المادة 1 من البروتوكول رقم 1 للاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان).

فيما يتعلق بالاستيلاء التعسفي على الحقوق الخاصة، يمكن أن يشمل العنف ضد الأشياء أيضًا تغييرًا في وجهة استخدام الشيء، لا يسبب أضرارًا مادية، بشرط أن يكون التدخل التعديلي له تأثير ملموس على مصلحة الشخص المتضرر في الحفاظ على حالة الأماكن دون تغيير، مما يعيق ممارسة حقه بشكل ملموس. (في هذه الحالة، اعتبرت المحكمة أن الجريمة قد تحققت في سلوك المتهم الذي، عن طريق وضع شبكة معدنية على سياج قائم، منع الطرف الآخر من الوصول بسيارته).

الخلاصة، التي تبدو تقنية، توضح أن ما يهم هو التأثير المانع: حتى الأعمال "القابلة للعكس" أو ذات الأهمية المتواضعة يمكن أن تشكل عنفًا.

الآثار العملية للشركات والأفراد

للمبدأ تداعيات عملية:

  • المجمعات السكنية ونزاعات الجوار: من يغير وجهة فناء، أو موقف سيارات، أو غرفة مشتركة يخاطر بالعقوبة الجنائية إذا لم يحصل على موافقة مسبقة أو قرار قضائي.
  • أصحاب حقوق المرور: أي شخص يركب بوابات أو حواجز أو سلاسل دون اتفاق مع صاحب حق المرور يقع تحت طائلة المادة 392 من القانون الجنائي، حتى لو قدم المفاتيح.
  • المزارعون أو المقاولون: يجب الحصول على إذن مسبق للأعمال المؤقتة على الأراضي المجاورة (مثل المدرجات، الأنابيب) أو على الأقل إبلاغ بها.

الحماية الوقائية تظل الطريق الرئيسي: اللجوء إلى الإجراءات العاجلة بموجب المادة 700 من قانون الإجراءات المدنية، أو الإبلاغ عن عمل جديد، أو اللجوء إلى قاضي الصلح يتجنب خطر العقوبة الجنائية ويحافظ على النزاع في إطار مدني.

الخاتمة

تؤكد محكمة النقض رقم 11490/2025 اتجاهًا راسخًا: "العنف ضد الأشياء" لا يُقاس بالمطرقة بل بالقدرة على تقييد حق الآخر. الرسالة واضحة: حتى التدخلات الدنيا، إذا أثرت على الوضع الراهن لممتلكات الآخرين، تتطلب فحصًا من السلطة القضائية أو موافقة الأطراف. التصرف بخلاف ذلك يعرض للمسؤولية الجنائية، بالإضافة إلى المدنية. في عصر تزايد النزاعات العقارية، فإن الحذر - واستشارة محامٍ - يساويان أكثر من أي قفل.

مكتب المحاماة بيانوتشي