تسليم المطلوبين وخطر الفرار: قيمة التعليل في حكم المحكمة الجنائية العليا رقم 16342/2025

بموجب الحكم رقم 16342 الصادر في 29 أبريل 2025، تتناول الدائرة السادسة بالمحكمة الجنائية العليا موضوعًا ذا أهمية كبيرة للمشتغلين بالقانون الجنائي الدولي: ضرورة وجود تعليل فعّال بشأن خطر الفرار (periculum libertatis) عند المصادقة على اعتقال شخص مطلوب تسليمه. يأتي هذا الحكم في سياق القضية التي تتعلق بـ ر. ل. ب.، الذي تم اعتقاله في سردينيا بناءً على مذكرة دولية وخضع فورًا للاحتجاز الوقائي في السجن.

الواقعة والإجراءات القضائية

بعد الاعتقال الذي نفذته الشرطة القضائية، صادقت محكمة الاستئناف - الدائرة المنفصلة في ساساري - على الاحتجاز وأمرت بالاحتجاز الوقائي. طعنت الدفاع أمام المحكمة الجنائية العليا، مشيرة إلى النقص الجذري في التعليل بشأن خطر الفرار، وهو شرط لا غنى عنه بموجب المواد 274 و 275 من قانون الإجراءات الجنائية. قبلت المحكمة العليا الطعن، وألغت الأمر دون إحالة، وأمرت بالإفراج الفوري عن الشخص المطلوب تسليمه.

المبدأ ومعناه

فيما يتعلق بتسليم المطلوبين إلى الخارج، فإن إلغاء أمر محكمة الاستئناف بالمصادقة على الاعتقال وتطبيق الاحتجاز الوقائي في السجن، بسبب نقص التعليل بشأن خطر الفرار، يستلزم الإفراج الفوري عن الشخص المطلوب تسليمه، ويجب أن يتم الإلغاء دون إحالة، حيث لا يمكن افتراض استمرار تقييد الحرية الشخصية بناءً على الأمر الأصلي الملغى، في انتظار تعليل تكميلي غير مسموح به في مرحلة الإلغاء، مع الاحتفاظ بإمكانية قيام قاضي الموضوع بإصدار أمر احتجاز جديد مصححًا للعيب الذي أدى إلى الإلغاء.

تعليق: تؤكد المحكمة على مبدأ ضماني: لا يمكن تقييد الحرية الشخصية في غياب تعليل محدد وحديث بشأن خطر الفرار. لا يُسمح بـ "تعليل لاحق" في مرحلة الإلغاء؛ إذا كان الأمر الأصلي معيبًا، فيجب إلغاؤه ويجب الإفراج عن المعني. يمكن للقاضي، إذا لزم الأمر، إصدار أمر احتجاز جديد، ولكن فقط بعد سد النقص في التعليل بحجج دقيقة وملائمة للحالة الملموسة.

أسباب القرار والإطار التنظيمي

تشير المحكمة الجنائية العليا إلى:

  • المادتين 714 و 715 من قانون الإجراءات الجنائية اللتين تنظمان إجراءات تسليم المطلوبين؛
  • المادة 274، الفقرة ب) من قانون الإجراءات الجنائية، حيث يُعد خطر الفرار شرطًا أساسيًا لتدابير الاحتجاز الوقائي؛
  • المادة 309، الفقرة 9، من قانون الإجراءات الجنائية، التي تحظر إضافات التعليل في مرحلة الاستئناف؛
  • السوابق القضائية المتوافقة (أحكام المحكمة العليا رقم 18076/2012، 25986/2010) والتعارض مع الأحكام المخالفة التي تم تجاوزها.

تلاحظ المحكمة أنه في غياب التعليل، سيحدث تقييد غير مشروع للحرية الشخصية، المحمية بموجب المادتين 13 من الدستور والمادة 5 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان. يجب أن تستند أي قيود إلى حجج "ملموسة وحديثة"، وليس إلى صيغ نمطية أو افتراضات عامة مرتبطة فقط بالطلب الأجنبي.

الآثار العملية للدفاع والادعاء

بالنسبة لمحامي الدفاع، يمثل الحكم أداة فعالة للحصول على إطلاق سراح الموكل عندما يكون التعليل بشأن خطر الفرار ظاهريًا فقط. سيكون من الضروري:

  • التحقق بدقة من أن محكمة الاستئناف تشير إلى عناصر واقعية (الارتباط بالإقليم، محاولات فرار سابقة، الموارد الاقتصادية، إلخ)؛
  • الإصرار على استحالة "تصحيح" عيب جوهري في التعليل أمام المحكمة الجنائية العليا؛
  • تذكير قاضي الموضوع بأنه لإصدار أمر جديد، يجب أن يستند إلى حقائق طارئة أو لم تؤخذ في الاعتبار، مع تجنب مجرد إعادة صياغة صيغ مجردة.

من جانب الادعاء، يفرض القرار مزيدًا من الدقة: في مرحلة المصادقة، يجب جمع جميع العناصر التي يمكن أن تدعم التنبؤ بالفرار وتقديمها للقاضي، لتجنب الإلغاءات والإفراجات التي من شأنها أن تضر بتسليم الشخص إلى الدولة الأجنبية الطالبة.

الخاتمة

يؤكد الحكم 16342/2025 على المركزية الحاسمة للتعليل في تدابير الاحتجاز الوقائي المطبقة في سياق تسليم المطلوبين. مبدأ الفورية في الإفراج، في حالة الإلغاء بسبب نقص التعليل، يحمي الفرد من الاعتقالات التعسفية ويذكر المشتغلين بالقانون بالاحترام الصارم للضمانات الدستورية والاتفاقية. قرار، بالإضافة إلى سد تناقض قضائي، يعمل كتحذير: الحرية الشخصية هي أسمى قيمة يجب حمايتها، وكل تضحية بهذه القيمة تتطلب تعليلاً جادًا وملموسًا وقابلاً للتحقق.

مكتب المحاماة بيانوتشي