يقدم الحكم رقم 59 لعام 2025، الصادر عن محكمة استئناف البندقية، تأملاً هاماً حول حقوق الأفضلية والاسترداد المنصوص عليها في المادة 732 من القانون المدني الإيطالي. تلعب هذه الحقوق دوراً حاسماً في عمليات تقسيم التركات، مما يضمن أن المشاركين في الشيوع الإرثي يمكنهم حماية مصالحهم في حالة التنازل عن الحصص.
كما هو منصوص عليه في المادة 732 من القانون المدني، يتمتع المشاركون في الشيوع الإرثي بحقوق متميزة ولكن مترابطة: "حق الأفضلية" و"حق الاسترداد". يسمح الأول للورثة المشتركين بإخطار مشارك ينوي بيع حصته، مما يمنحهم الفرصة لشرائها بنفس الشروط المعروضة على أطراف ثالثة. هذه الآلية للأفضلية أساسية للحفاظ على وحدة الشيوع ومنع دخول الغرباء إلى تركيبة التركة.
الحق الثاني، "حق الاسترداد"، يسمح للورثة المشتركين بممارسة دعوى استرداد ضد المشتري من طرف ثالث في حالة انتهاك حق الأفضلية. هذا يعني أنه إذا لم يقم مشارك بإخطار الورثة المشتركين الآخرين بعرض البيع، فيمكن للأخيرين المطالبة بحصتهم وإلغاء البيع. يوضح الحكم قيد النظر أن هذه الحقوق، على الرغم من ارتباطها، لها محتويات وأطراف سلبية مختلفة.
إن عواقب هذا الحكم ذات أهمية على المستوى الإجرائي. في الواقع، فإن عدم احترام حقوق الأفضلية والاسترداد لا يعرض فقط صلاحية عقد البيع للخطر، بل يحدد أيضاً موقف المشارك الذي يعتزم اللجوء إلى القضاء. في مثل هذه الحالات، لا يعتبر البائع شريكاً إلزامياً في الدعاوى القضائية المتعلقة بالاسترداد، لأن الوارث المشترك لا يشارك في العلاقة القانونية بين المشتري من طرف ثالث والبائع. هذا يعني أن القاضي يجب أن يقيم بشكل منفصل طلبات كل مشارك في الشيوع.
حق الأفضلية وحق الاسترداد - حقوق المشاركين في الشيوع الإرثي بموجب المادة 732 من القانون المدني - إمكانية التكوين - العواقب على المستوى الإجرائي. فيما يتعلق بالشيوع الإرثي، تعترف المادة 732 من القانون المدني للمشاركين بـ "حق الأفضلية"، والذي بموجبه إذا أراد أحدهم التنازل عن حصته مقابل رسوم، فيجب عليه إخطار الآخرين بالعرض، للسماح لهم بالاستفادة من الأفضلية، بحيث لا يمكنه إبرام العقد التحويلي مع أطراف ثالثة قبل انقضاء الفترة المنصوص عليها بموجب القانون، وكذلك "حق الاسترداد"، الذي يمكن للمشارك ممارسته ضد المشتري من طرف ثالث لحصة التركة في حالة انتهاك حق الأفضلية، لعدم إخطار بعرض التنازل أو لعدم مراعاة ممارسة هذا الحق بشكل إيجابي؛ وبالتالي، فهي حقوق مرتبطة ولكنها متميزة، ولها محتويات وأطراف سلبية مختلفة، ويُعتبر كل منها "طرفاً ثالثاً" بالنسبة للعلاقة التي لا يشارك فيها، مع استبعاد صفة الشريك الإلزامي للبائع في دعاوى الاسترداد.
في الختام، يمثل الحكم رقم 59 لعام 2025 خطوة أساسية في فهم تنظيم الشيوع الإرثي في إيطاليا. ويسلط الضوء على أهمية احترام حقوق الأفضلية والاسترداد في إدارة حصص التركة، وبالتالي حماية مصالح جميع المشاركين. إن وضوح الأحكام التنظيمية وتطبيقها الصحيح ضروريان لضمان سلاسة عمليات التقسيم ومنع النزاعات بين الورثة المشتركين.