يمثل الحكم رقم 1759 المؤرخ في 18 نوفمبر 2024، والمودع بتاريخ 15 يناير 2025، قرارًا هامًا في مجال القانون الجنائي، لا سيما فيما يتعلق بسلطة المدعي العام وإجراءات إصدار أمر جنائي بالإدانة. في هذا المقال، سنستعرض الأسباب التي أدت إلى اعتبار قرار قاضي التحقيق الأولي شاذًا، مع تقديم تحليل واضح ومفهوم للمسألة.
في القضية قيد الدراسة، رفض قاضي التحقيق الأولي في محكمة باري طلبًا ثانيًا لإصدار أمر جنائي بالإدانة، بحجة أن الطلب الأول الذي لم يتم قبوله قد استنفد سلطة المدعي العام في ممارسة الدعوى الجنائية. ومع ذلك، قضت المحكمة بأن هذا القرار يعتبر شاذًا.
قاضي التحقيق الأولي - رفض طلب ثانٍ لإصدار أمر جنائي بالإدانة - شذوذ - وجود - أسباب. يعتبر شاذًا القرار الذي يرفض بموجبه قاضي التحقيق الأولي طلبًا ثانيًا لإصدار أمر جنائي بالإدانة على أساس أن الطلب المقدم سابقًا، والذي لم يتم قبوله، قد استنفد سلطة المدعي العام في ممارسة الدعوى الجنائية، نظرًا لأنه، نتيجة لعودة الإجراءات إلى مرحلة التحقيقات الأولية، يتم إعادة المدعي العام بكامل صلاحياته الممنوحة له بموجب المواد 405 وما يليها من قانون الإجراءات الجنائية فيما يتعلق بممارسة الدعوى الجنائية وطرقها.
أوضحت المحكمة أنه في حالة عودة الإجراءات إلى مرحلة التحقيقات الأولية، يستعيد المدعي العام جميع الصلاحيات التي يمنحها القانون. هذا يعني أنه لا يمكن تقييده بقرارات سابقة، مثل رفض الطلب الأول لإصدار أمر جنائي بالإدانة. هذا المبدأ أساسي لضمان فعالية الدعوى الجنائية وتجنب أن يمنع قرار الرفض أي مبادرات أخرى من قبل المدعي العام.
يستند قرار المحكمة إلى عدة مواد من قانون الإجراءات الجنائية، لا سيما:
بالإضافة إلى ذلك، يتماشى الحكم مع قرارات فقهية أخرى، مثل تلك الصادرة عن الدوائر الموحدة، التي أكدت على أهمية التفسير المرن للقواعد المتعلقة بالدعوى الجنائية.
يمثل الحكم رقم 1759 لسنة 2024 خطوة هامة في تحديد حدود وصلاحيات المدعي العام في مرحلة التحقيقات الأولية. ويؤكد على أهمية ضمان حماية كافية للدعوى الجنائية، وتجنب أن تعيق القرارات الشاذة سير العملية بشكل صحيح. يجب على المهنيين القانونيين الانتباه إلى هذه التطورات الفقهية، حيث يمكن أن يكون لها تداعيات كبيرة على استراتيجية الدفاع وفعالية الدعوى الجنائية.