يقدم الحكم الأخير رقم 22907 الصادر في 19 أغسطس 2024، عن محكمة النقض، تأملاً هاماً في سلطات القاضي في إجراءات العمل. في سياق قانوني حيث يعد توقيت تقديم المستندات أمراً بالغ الأهمية، يتميز هذا القرار بانفتاحه نحو بحث أوسع عن الحقيقة. دعونا نحلل النقاط البارزة في الحكم والآثار العملية للمهنيين في المجال القانوني.
تتعلق الدعوى المعنية بالسيدة أ. س. ضد السيد أ. ر.، وقد نظرت محكمة الاستئناف في بولونيا القضية في الأصل. كانت المسألة المركزية تتعلق بالتأخر في تقديم عقد العمل الجماعي الوطني (CCNL)، وهو عنصر أساسي لتحديد الأجور. اعترفت المحكمة بأنه على الرغم من أن المبدأ الإجرائي يلزم الأطراف بتقديم أدلتهم في الوقت المناسب، فإن القاضي لديه أيضاً واجب ضمان محاكمة عادلة والبحث عن الحقيقة.
إجراءات العمل - دعوى الاستئناف - السلطات الرسمية للقاضي - الأساس - الحدود - تحديد الحد الأدنى للمساهمات - التأخر في تقديم العقد الرئيسي - سلطة الحصول على عقد العمل الجماعي الوطني الذي يحدد الأجر المرجعي - وجود. في إجراءات العمل، مع مراعاة المبدأ الإجرائي ومبدأ البحث عن الحقيقة، يمكن للقاضي قبول إيداع المستندات التي لم يتم تقديمها في الوقت المناسب - إذا اعتبرها ضرورية لاتخاذ القرار - حتى في مرحلة الاستئناف، باللجوء إلى السلطات الرسمية المنصوص عليها في المادة 437 من قانون الإجراءات المدنية، وبالتالي، في الدعوى الرامية إلى تحديد الحد الأدنى للمساهمات، لا يمكنه الاكتفاء بإعلان التأخر في تقديم ما يسمى بالعقد الجماعي "الرئيسي"، بل يجب عليه ممارسة سلطته وواجبه في استكمال الأدلة والحصول على عقد العمل الجماعي الوطني المشار إليه من قبل الطرف الملزم بالإثبات، وهو أمر ضروري لتحديد الأجر المرجعي.
هذه الخلاصة، التي تلخص المبدأ الأساسي للحكم، تؤكد على أهمية الموازنة بين المبدأ الإجرائي وضرورة البحث الفعلي عن الحقيقة. لذلك، لا يمكن للقاضي أن يقتصر على النظر في التأخر في تقديم مستند، بل يجب عليه اتخاذ إجراء للحصول على المعلومات اللازمة لاتخاذ قرار عادل.
إن عواقب هذا الحكم ذات أهمية للمحامين والمهنيين في المجال القانوني. على وجه الخصوص، يتم تسليط الضوء على بعض الجوانب الرئيسية:
باختصار، يمثل الحكم رقم 22907 خطوة إلى الأمام في البحث عن عدالة أكثر إنصافاً في إجراءات العمل، مع التأكيد على الدور النشط للقاضي في الحصول على الأدلة اللازمة لاتخاذ قرار مستنير.
يقدم حكم محكمة النقض رقم 22907 بتاريخ 19 أغسطس 2024 تفسيراً هاماً لسلطات القاضي في إجراءات العمل. فهو لا يؤكد فقط على أهمية احترام المواعيد في تقديم الأدلة، بل يؤكد بشكل خاص على واجب القاضي في البحث عن الحقيقة، وبالتالي ضمان عدالة العملية. يجب على المهنيين في المجال القانوني اعتبار هذا القرار بمثابة دعوة إلى المسؤولية لتقديم الأدلة اللازمة، ولكن أيضاً كفرصة لنهج أكثر مرونة وعدلاً في إقامة العدل.