أثار الحكم الأخير رقم 20884 بتاريخ 9 فبراير 2023، والذي تم إيداعه بتاريخ 16 مايو 2023، نقاشًا واسعًا في المشهد القانوني الإيطالي. يركز هذا القرار الصادر عن محكمة النقض على جانب حاسم من القانون الجنائي: سبب عدم العقاب لضآلة الواقعة بشكل خاص، المنصوص عليه في المادة 131-مكرر من قانون العقوبات. وقد قضت المحكمة بوضوح بأنه في حالة الإلغاء مع الإحالة للتحقق من وجود هذا السبب، لا يمكن للقاضي إعلان انقضاء الجريمة بسبب التقادم.
تتعلق القضية التي أدت إلى هذا الحكم بالمتهم ج. ف.، الذي تم تطبيق تدبير عدم العقاب عليه لضآلة الواقعة بشكل خاص. أدى المسار القضائي إلى قرار محكمة استئناف بيروجيا، التي أعلنت عدم قبول الاستئناف. وبالتالي، كانت المسألة الرئيسية هي ما إذا كان القاضي في حكم الإحالة يمكنه النظر في انقضاء الجريمة بسبب التقادم، الذي حدث بعد حكم الإلغاء.
سبب عدم العقاب لضآلة الواقعة بشكل خاص - الإلغاء مع الإحالة للتحقق من وجود شروط المادة 131-مكرر من قانون العقوبات - قابلية تطبيق سبب انقضاء الجريمة بالتقادم الذي طرأ في حكم الإحالة - استبعاد. في حالة الإلغاء مع الإحالة المقتصر على التحقق من وجود شروط تطبيق سبب عدم العقاب لضآلة الواقعة بشكل خاص، لا يمكن لقاضي الإحالة إعلان انقضاء الجريمة بسبب التقادم، الذي حدث بعد حكم الإلغاء الجزئي.
يبرز هذا الملخص مبدأ أساسيًا: لا يمكن للقاضي، في مرحلة الإحالة، اعتبار التقادم سببًا لانقضاء الجريمة إذا كان الإلغاء مقتصرًا على التحقق من ضآلة الواقعة. هذا التوضيح حاسم لتجنب إبطال مبدأ عدم العقاب من خلال تطبيق التقادم بأثر رجعي.
تداعيات هذا الحكم مهمة ليس فقط للقضية المحددة، ولكن أيضًا للممارسة القانونية المستقبلية. في الواقع، يؤكد مجددًا على أهمية تقييم ضآلة الواقعة في سياق أسباب عدم العقاب. هذه مسألة تعكس حساسية متزايدة للقانون الجنائي تجاه التناسب والعدالة الموضوعية.
بهذا المعنى، أكدت المحكمة أن تقييم الضآلة لا يمكن أن يتأثر بالديناميكيات الزمنية المتعلقة بالتقادم، بل يجب أن يظل عنصرًا مستقلاً وذا أولوية في القرار.
في الختام، يمثل الحكم رقم 20884 لسنة 2023 خطوة مهمة في تحديد حدود عدم العقاب لضآلة الواقعة بشكل خاص. ويوضح أن القاضي، في مرحلة الإحالة، يجب أن يقتصر على التحقق من شروط تطبيق هذا السبب، دون أن يتمكن من النظر في انقضاء الجريمة بسبب التقادم. يؤكد هذا النهج على أهمية العدالة التي لا تعاقب فحسب، بل تأخذ في الاعتبار أيضًا ظروف وخطورة الواقعة. وبالتالي، فإن الحكم لا يقدم فقط توجيهًا للقضاة، بل يشجع أيضًا على تفكير أوسع حول كيفية تعامل النظام الجنائي الإيطالي مع قضايا التناسب والعدالة.