يمثل الحكم الصادر عن محكمة النقض رقم 12228 لعام 2014 لحظة حاسمة في تعريف جرائم الابتزاز والإكراه غير المشروع. على وجه الخصوص، فصلت إصلاحات عام 2012 بين هاتين الفئتين، موضحة بوضوح الحدود بين إساءة استخدام السلطة والإقناع البسيط، مع آثار مهمة لكل من الموظفين العموميين والأفراد المتورطين.
تؤكد المحكمة أن الابتزاز، بموجب المادة 317 من القانون الجنائي، يتحقق من خلال إكراه الموظف العام، والذي يتضمن تهديدًا أو عنفًا، بينما يتشكل الإكراه غير المشروع، المنصوص عليه في المادة 319 مكررًا رابعًا من القانون الجنائي، في ضغط أضعف، حيث يتم دفع الفرد، على الرغم من عدم إكراهه، إلى تقديم أو وعد بمنافع.
يستدعي الابتزاز سلوكًا قائمًا على العنف أو التهديد، بينما يعتمد الإكراه غير المشروع على إقناع أو إيحاء أضعف.
كان لإصلاح عام 2012 تأثير كبير على التأهيل القانوني للجرائم. أبرزت المحكمة أنه بينما تظل جريمة الابتزاز انتهاكًا خطيرًا لواجبات الوظيفة، فإن الإكراه غير المشروع ينطوي على مسؤولية مشتركة بين الموظف العام والفرد، الذي لم يعد مجرد ضحية، بل يمكن اعتباره شريكًا.
لا يوضح الحكم رقم 12228/2014 الصادر عن محكمة النقض الفروق بين الفئتين فحسب، بل يقدم أيضًا نقطة مهمة للتفكير في مسؤولية الموظفين العموميين والحاجة إلى الحفاظ على نظام عدالة يوازن بين صرامة العقوبات وتناسبها.