يقدم الحكم رقم 14961 الصادر عن محكمة النقض، بتاريخ 11 أبريل 2024، رؤى هامة حول ديناميكيات المشاركة في جريمة حيازة وزراعة المواد المخدرة. القرار، الذي شمل المتهم أ.أ.، يسلط الضوء على أهمية الدافع القانوني وتحليل العنصر الذاتي في جرائم هذا النوع.
كانت محكمة الاستئناف في كالياري قد برأت في البداية أ.أ. من تهمة تسليم مواد مخدرة، لكنها أكدت إدانته بالمشاركة في زراعة وحيازة المخدرات، وخفضت العقوبة إلى أربعة أشهر. قدم أ.أ. بعد ذلك طعناً أمام محكمة النقض، مدعياً أن محكمة الموضوع لم تقيّم سلوكه والعنصر الذاتي للجريمة بشكل كافٍ.
أكدت المحكمة أنه في الجرائم المستمرة، كل سلوك سببي يتم قبل انتهاء السلوك غير المشروع يشكل مشاركة في الجريمة.
أثار الطعن مسائل حاسمة تتعلق بالتمييز بين المشاركة في الجريمة والتستر عليها. وفقاً للسوابق القضائية، يلعب العنصر النفسي دوراً أساسياً في تحديد ما إذا كان السلوك يشكل مساهمة في الجريمة أو تسهيلاً لإنهاء الجريمة. في هذه الحالة، أبرزت المحكمة أنه، نظراً لاستمرار حيازة المواد المخدرة، فإن أي إجراء يهدف إلى تسهيل إنهاء الجريمة لا يمكن اعتباره تواطؤاً بل مشاركة في الجريمة نفسها.
يمثل الحكم رقم 14961 الصادر عن محكمة النقض سابقة قضائية هامة في مجال القانون الجنائي المتعلق بالمخدرات. يؤكد على أن تقييم سلوك المتهمين يجب أن يكون دقيقاً وموجهاً، مع الأخذ في الاعتبار ليس فقط السلوك المادي، بل أيضاً العنصر الذاتي. علاوة على ذلك، أكدت المحكمة أن العود يجب تقييمه بشكل كامل وليس شكلياً فقط، مع الأخذ في الاعتبار خطورة وطبيعة السوابق الجنائية. يبرز هذا النهج أهمية العدالة الجنائية التي لا تكتفي بالعقاب، بل تسعى إلى فهم الديناميكيات السلوكية للمتهمين.