يقدم الأمر رقم 9789 المؤرخ في 11 أبريل 2024، الصادر عن محكمة النقض، تفسيراً هاماً يتعلق بالتنفيذ الجبري على أصول الضامنين. تندرج هذه الحكم في سياق قانوني معقد، حيث تتشابك القواعد المتعلقة بالضمانات المالية وحقوق الدائنين. على وجه الخصوص، يحلل الأمر مسألة ما إذا كان بإمكان الدائن صاحب الرهن العقاري اتخاذ إجراءات على أصول الضامن في وجود رهون عقارية مسجلة على أصول المدين الرئيسي.
تستند المسألة المركزية إلى المادة 2911 من القانون المدني، التي تحدد قواعد محددة فيما يتعلق بالتنفيذ الجبري والأولوية بين الدائنين. في الواقع، تتعامل هذه القاعدة مع التعارض بين الدائنين أصحاب الرهن العقاري والدائنين العاديين، لكن المحكمة أوضحت أنها لا تنطبق في حالة وجود مدينين متضامنين مختلفين. لذلك، في حالة كان الدائن صاحب رهن عقاري على أصول المدين الرئيسي، فلديه الحق في المضي قدماً في التنفيذ الجبري على أصول الضامنين أيضاً.
لا يخضع التنفيذ على أصول الضامن من قبل الدائن صاحب الرهن العقاري المسجل على أصول المدين الرئيسي لحظر المادة 2911 من القانون المدني، وهي قاعدة استثنائية، غير قابلة للتفسير الموسع أو القياسي، والتي تنظم التعارض المحتمل بين فئات مختلفة من الدائنين (أصحاب الرهن العقاري والدائنين العاديين) الذين يتصرفون على أصول المدين الوحيد، وليس فرضية وجود مدينين متضامنين مختلفين، أصحاب أصول منفصلة، يمكن مهاجمتها بشكل مستقل حسب اختيار الدائن صاحب الرهن العقاري.
هذا الملخص أساسي لفهم نطاق الحكم. ينص على أن الحظر المنصوص عليه في المادة 2911 من القانون المدني لا ينطبق على الضامنين، الذين يمكن للدائن صاحب الرهن العقاري مهاجمتهم بشكل مستقل. بعبارة أخرى، يتمتع الدائن بحرية اختيار الأصول التي سيهاجمها، سواء كانت أصول المدين الرئيسي أو أصول الضامن، دون الوقوع في القيود المفروضة على الدائنين العاديين.
آثار هذا الحكم متعددة:
باختصار، يوضح الأمر رقم 9789 لسنة 2024 جانباً هاماً من قانون التنفيذ الجبري، ويرسم إطاراً تنظيمياً يفضل الدائنين أصحاب الرهن العقاري في إجراءات استرداد ديونهم.
في الختام، قدمت محكمة النقض تفسيراً حاسماً بشأن إمكانية التنفيذ الجبري على أصول الضامنين. لا يوضح هذا الحكم تطبيقات المادة 2911 من القانون المدني فحسب، بل يقدم أيضاً رؤية أوسع للعلاقات بين الدائنين والمدينين، مؤكداً على أهمية التخطيط المالي الواعي من قبل أولئك الذين يقررون العمل كضامنين.