إن مواجهة فقدان أحد أفراد الأسرة نتيجة لحدث صادم، مثل حادث سير أو حالة سوء ممارسة طبية، هي تجربة مدمرة تترك بصمة عميقة في حياة الورثة. بالإضافة إلى الألم بسبب الفقد، غالباً ما تنشأ الحاجة إلى توضيح المعاناة التي عانتها الضحية في الفترة الزمنية بين الحدث المؤذي والوفاة. بصفتي محامياً متخصصاً في التعويض عن الأضرار في ميلانو، أفهم حساسية هذه المواقف وأهمية تحليل كل التفاصيل لضمان الاعتراف القانوني بكرامة ومعاناة أحبائكم. الضرر التاناتولوجي، الذي غالباً ما يكون موضوع نقاش قضائي، يمثل بنداً محدداً للضرر يتطلب خبرة فنية معمقة لتحديده وتعويضه بشكل صحيح.
في المشهد القانوني الإيطالي، لا يشير الضرر التاناتولوجي (أو ضرر الاحتضار الواعي) إلى الموت بحد ذاته، بل إلى المعاناة الجسدية والنفسية التي عانتها الضحية، والتي، مع بقائها واعية لفترة زمنية ملحوظة قبل الوفاة، أدركت قرب نهايتها. لقد وضعت السوابق القضائية، وخاصة محكمة النقض، معايير صارمة للاعتراف بهذا البند من الضرر. لا يكفي وجود فاصل زمني بين الحادث والوفاة؛ بل يجب إثبات أن الضحية كانت في حالة وعي كافية لإدراك حتمية مصيرها، أو بدلاً من ذلك، أنها عانت جسدياً (ضرر بيولوجي طرفي) لفترة زمنية يمكن تقديرها قانونياً. هذا تمييز دقيق ولكنه أساسي بين الضرر المعنوي الكارثي (الخوف والقلق من الموت) والضرر البيولوجي المؤقت (الإصابة الصحية قبل الوفاة)، والذي يتطلب تحليلاً دقيقاً للسجلات الطبية وديناميكيات الحدث.
يعتمد نهج المحامي ماركو بيانوتشي، وهو محامٍ ذو خبرة راسخة في التعويض عن الأضرار في ميلانو، على تحليل صارم للأدلة يهدف إلى إثبات وجود وشدة المعاناة التي عانتها الضحية. لا يقتصر مكتب المحاماة بيانوتشي على طلب تعويض عام، بل يعيد بناء اللحظات الأخيرة من حياة المتضرر بدقة من خلال استشارات طبية قانونية خاصة وفحص معمق لشهادات الشهود. تهدف استراتيجية الدفاع إلى إبراز ما يسمى بشدة الألم، وتحويل المعاناة الذاتية إلى عناصر موضوعية يمكن للقاضي أو شركات التأمين تقييمها. الهدف هو الحصول على أقصى تعويض ممكن لحق الائتمان الذي اكتسبته الضحية قبل وفاتها، والذي ينتقل بعد ذلك إلى الورثة 'iure hereditatis'، مع تمييزه بوضوح عن التعويض المستحق للأقارب عن خسارتهم الشخصية.
يحدد الضرر التاناتولوجي المعاناة المعنوية والجسدية التي عانتها الضحية في الفترة الزمنية بين الإصابة والوفاة. يتحقق عندما يدرك الشخص، مع بقائه واعياً، قرب نهايته (ضرر معنوي كارثي) أو يعيش لفترة ملحوظة يعاني من الإصابات التي تعرض لها (ضرر بيولوجي طرفي).
لا يوجد حد أدنى للوقت يحدده القانون، ولكن السوابق القضائية تتطلب فترة زمنية 'يمكن تقديرها'. إذا كانت الوفاة فورية أو شبه فورية، فعادةً ما لا يتم الاعتراف بالضرر التاناتولوجي. ومع ذلك، حتى الفترات القصيرة، إذا اتسمت بوعي واضح ومؤلم بالموت، يمكن أن تؤدي إلى تعويض في شكل ضرر معنوي طرفي.
ينشأ الحق في التعويض عن الضرر التاناتولوجي في ذمة الضحية نفسها قبل وفاتها. ونتيجة لذلك، يدخل حق الائتمان هذا في تركة المتوفى وينتقل إلى الورثة الشرعيين (الزوج/الزوجة، الأبناء، الآباء، إلخ)، الذين يمكنهم بعد ذلك رفع دعوى قضائية للمطالبة بدفعه 'iure hereditatis'.
يعوض الضرر التاناتولوجي عن معاناة الضحية قبل وفاتها وهو حق يرثه الورثة. أما ضرر فقدان أحد الأقارب، فيعوض عن الألم واضطراب الحياة الذي يشعر به الأقارب مباشرة بسبب وفاة قريبهم؛ وهو حق يدعيه الورثة 'iure proprio' وليس عن طريق الإرث.
للاعتراف بالضرر المعنوي الناتج عن 'الاحتضار الواعي' (الخوف من الموت)، فإن الوعي شرط لا غنى عنه. إذا دخلت الضحية في غيبوبة فورية ولم تستعد وعيها أبداً، فقد يتم الاعتراف فقط بالضرر البيولوجي الطرفي (الإصابة الجسدية بحد ذاتها) إذا استمرت فترة البقاء على قيد الحياة لفترة معتبرة، بغض النظر عن الوعي.
إذا فقدت أحد أفراد أسرتك في ظروف مأساوية وتعتقد أن هناك شروطاً للمطالبة بالتعويض عن الضرر التاناتولوجي، فمن الضروري التصرف بدعم من متخصص كفء. اتصل بالمحامي ماركو بيانوتشي لتقييم حالتك في مكتبه في ميلانو. سنقوم بتحليل الوثائق معاً لحماية حقوق الضحية وورثتها بأقصى قدر من التفاني والمهنية.