تعتبر مسألة التنظيم الوقائي للعلاقات المالية بين الزوجين موضوع اهتمام متزايد، وغالباً ما تتأثر بالثقافة القانونية الأنجلوسكسونية حيث تعتبر اتفاقيات ما قبل الزواج ('prenuptial agreements') هي القاعدة. ومع ذلك، فإن من يلجأ إلى محامٍ متخصص في قانون الأسرة في ميلانو لصياغة اتفاقية تتضمن تسوية مبلغ مقطوع وقائي، بهدف تجنب نفقة مستقبلية، يصطدم بواقع تشريعي مختلف تمامًا. في إيطاليا، حافظت السوابق القضائية تاريخيًا على موقف متحفظ تجاه اتفاقيات ما قبل الزواج، معتبرة إياها باطلة لعدم مشروعية السبب. المبدأ الأساسي هو أن الحقوق الناشئة عن الزواج، بما في ذلك الحقوق المالية بعد أي أزمة زوجية، غير قابلة للتصرف. بعبارة أخرى، لا يمكن التنازل عن حق (مثل نفقة الطلاق) قبل أن ينشأ.
على وجه التحديد، يعتبر اتفاق على مبلغ مالي "مقطوع" قبل الزواج، لتسوية أي مطالب مالية مستقبلية، غير صالح من قبل المحاكم الإيطالية. أكدت محكمة النقض مرارًا وتكرارًا أن مثل هذه الاتفاقيات تنتهك مبدأ التضامن الزوجي والنظام العام. الاتفاق الذي يقبل بموجبه أحد الزوجين مبلغًا مقطوعًا مقدمًا للتنازل عن النفقة المستقبلية هو باطل، لأن الحق في نفقة الطلاق له وظيفة مساعدة وتوازنية يجب على القاضي تقييمها (أو الاتفاق عليها من قبل الطرفين) فقط في الوقت الذي يدخل فيه الزواج فعليًا في أزمة، بناءً على الظروف الاقتصادية الفعلية في تلك اللحظة المحددة وليس على توقعات تم وضعها قبل سنوات. لذلك، فإن مثل هذه الاتفاقية لن تقدم أي ضمان للاستقرار ويمكن الطعن فيها بسهولة في سياق الانفصال أو الطلاق.
في مواجهة هذه القيود التنظيمية، فإن نهج المحامي ماركو بيانوتشي، المحامي المتخصص في قانون الزواج في ميلانو، ليس هو فرض الأمر باتفاقيات خاصة ذات قيمة قانونية مشكوك فيها، بل هو تحديد أدوات بديلة مشروعة لحماية الأصول. يركز التحليل الأولي على اختيار النظام المالي الأكثر ملاءمة، مع تفضيل دائم تقريبًا لـ فصل الممتلكات، والذي يشكل الحاجز الأول والأكثر فعالية للحفاظ على الأصول الشخصية منفصلة. كما يقوم المكتب بتقييم استخدام أدوات قانونية معقدة مثل صناديق الممتلكات، أو الثقة (trusts)، أو القيود على التخصيص، والتي تسمح بعزل جزء من الأصول لاحتياجات الأسرة دون خلطها بالكامل.
تتضمن استراتيجية مكتب المحاماة بيانوتشي تحليلًا مفصلاً لهياكل الملكية قبل الزواج. على الرغم من أنه لا يمكن التنازل مسبقًا عن نفقة الطلاق، إلا أنه من الممكن هيكلة عمليات شراء العقارات، والهبات، وحصص الشركات بطريقة تقلل من مجالات الصراع المستقبلية. الهدف هو بناء هيكل أصول شفاف ومنظم يحمي، مع احترام واجبات التضامن الزوجي، الأصول المكتسبة قبل الزواج أو الناتجة عن النشاط التجاري الشخصي. بصفته محاميًا متخصصًا في قانون الأسرة، يرافق المحامي ماركو بيانوتشي الأزواج المستقبليين في تخطيط واعٍ، موضحًا بوضوح ما يسمح به القانون الإيطالي وما يعرضه لخطر البطلان.
حاليًا، تعتبر اتفاقيات ما قبل الزواج التي تنظم العواقب المالية للطلاق المستقبلي باطلة من قبل السوابق القضائية السائدة في إيطاليا، لأنها تنتهك مبدأ عدم قابلية التصرف في الحقوق الزوجية. ومع ذلك، توجد مقترحات قوانين وآراء فقهية محدودة، ولكن حتى الآن، فإن توقيع اتفاقية تستبعد النفقة لا قيمة قانونية ملزمة لها.
لا، دفع مبلغ "مقطوع" قبل الزواج أو أثناء التعايش بهدف استبعاد التزامات النفقة المستقبلية ليس له فعالية قانونية. التسوية المقطوعة تكون صالحة فقط إذا تم الاتفاق عليها والموافقة عليها من قبل المحكمة في سياق إجراء طلاق جارٍ بالفعل، وليس مقدمًا.
الأداة الرئيسية هي اختيار نظام فصل الممتلكات عند الزواج أو بعده مباشرة. هذا يمنع الممتلكات المكتسبة مستقبلاً من الدخول في الشيوع القانوني. بالإضافة إلى ذلك، من الممكن إدارة ملكية العقارات والمنقولات بشكل استراتيجي أو تقييم إنشاء صندوق ممتلكات أو ثقة (trust)، دائمًا بمساعدة محامٍ متخصص في هذا المجال.
إذا كان للزوجين عناصر دولية، فمن الممكن، بشروط معينة، اختيار القانون المطبق على العلاقات المالية، والذي قد يسمح باتفاقيات ما قبل الزواج. ومع ذلك، هذه مسألة معقدة من القانون الدولي الخاص، ويجب ألا يتعارض الاتفاق بأي حال من الأحوال مع النظام العام الإيطالي. يتطلب الأمر تقييمًا محددًا للحالة العملية.
تتطلب إدارة الأصول تحسبًا ومعرفة عميقة بالمزالق التنظيمية الإيطالية. إذا كنت ترغب في فهم كيفية حماية أصولك مع الامتثال للقانون، فاتصل بالمحامي ماركو بيانوتشي لتقييم حالتك. مكتب المحاماة بيانوتشي، الواقع في فيا ألبرتو دا جيوسانو 26 في ميلانو، تحت تصرفك لتحليل وضعك الخاص واقتراح الحلول القانونية الأكثر صلابة وفعالية.