يمثل الحكم رقم 19900 الصادر عن محكمة النقض في 5 أبريل 2023 تأملاً هاماً في مسألة إعادة التصنيف القانوني للوقائع في سياق الاستئناف. وبشكل خاص، يسلط الضوء على كيف يمكن لتغيير التصنيف القانوني أن يكون له تداعيات كبيرة على اختصاص المحكمة التي تنظر القضية.
اعتبرت المحكمة أنه في حالة إعادة تصنيف الوقائع التي تم الحكم عليها في الدرجة الأولى، وإذا كان هذا التصنيف الجديد يعني أن الجريمة تقع ضمن اختصاص محكمة مشكلة من عدة قضاة، فإن قاضي الاستئناف ملزم بالتدخل. وتنص المبدأ القانوني للحكم على ما يلي:
الحكم الصادر في الدرجة الأولى من محكمة مشكلة من قاضٍ واحد - إعادة تصنيف الوقائع في الاستئناف - إسناد الجريمة، نتيجة لإعادة التصنيف، إلى محكمة مشكلة من عدة قضاة - الدفع بعدم الاختصاص المقدم مع أسباب الطعن - إلغاء حكمي الدرجة الأولى والاستئناف. في حالة ما إذا تم إعطاء الوقائع، التي تم الحكم عليها في الدرجة الأولى من قبل محكمة مشكلة من قاضٍ واحد، تصنيفاً قانونياً مختلفاً وأكثر خطورة في مرحلة الاستئناف، مما يجعلها تقع ضمن اختصاص محكمة مشكلة من عدة قضاة، فإن محكمة النقض، إذا لم تتخذ محكمة الاستئناف إجراءً في هذا الشأن، وكان الدفع بعدم الاختصاص مقدماً مع أسباب الطعن، يجب عليها إلغاء حكم الدرجة الأولى وحكم الاستئناف دون إحالة وإحالة الملفات إلى النيابة العامة.
يؤكد هذا القرار على أهمية الإسناد الصحيح للاختصاص القضائي، والذي لا يمكن إغفاله حتى في مرحلة الاستئناف. وبالتالي، ألغت المحكمة حكمي الدرجة الأولى والاستئناف دون إحالة، وأحالت الملفات إلى النيابة العامة، موضحة أن ملاءمة التصنيف القانوني أمر أساسي لشرعية الإجراءات.
للحكم تداعيات عملية متعددة:
بالإضافة إلى ذلك، تعود المحكمة إلى أحكام قضائية سابقة (مثل المبادئ القانونية رقم 48390 لعام 2008 ورقم 10730 لعام 2007) التي تؤكد ضرورة التصنيف القانوني الصحيح لأغراض الاختصاص، مما يوضح الإطار التنظيمي المرجعي بشكل أكبر.
في الختام، يقدم الحكم رقم 19900 لعام 2023 الصادر عن محكمة النقض رؤى هامة للممارسة القانونية، مسلطاً الضوء على كيف يمكن لإعادة التصنيف القانوني لوقائع أن يغير اختصاص القاضي ويؤثر على نتيجة القضية. يؤكد تركيز المحكمة على هذه الجوانب على أهمية الإدارة الصحيحة للقضايا القانونية وضرورة أن يكون المحامون والمهنيون القانونيون على اطلاع دائم بالتطورات القضائية.